تعددت النظريات الساعية لتفسير انقراض الديناصورات، ومنها ما يشير إلى سقوط جرم سماوي كبير، وانحسار المياه، وتفشي الأمراض، والثورات البركانية التي حجب دخانها الكثيف الشمس عن الأرض لأشهر معدودات.
ويبدو أن الأكثر قبولا ربما تكون النظرية التي تقول بأن تلك المخلوقات العظيمة كانت تأكل النباتات، وترعى مثل الغزلان والخرفان وغيرها من الحيوانات التي تعيش على النباتات، ومع توالي القرون ودوران الأزمان برز من بينها نوع جديد يأكل اللحوم ويتميز بفكين عظيمين وأنياب حادة، ومخالب يدين كبيرة وشرسة.
وهذا النوع من الديناصورات لا يستطيع صيد الحيوانات الأخرى لأنه لا يمتلك قدرات الركض السريع، فلا يستطيع صيد الغزلان أو الأرانب والثيران وغيرها من أهداف الحيوانات المفترسة، فما وجد إلا أن يفترس الديناصورات العظيمة التي تأكل النباتات، فتهاجمها مجموعات منه وتفترسها.
ومع تواكب القرون، ازداد عددها وراحت تفتك بالديناصورات الأخرى، حتى تمكنت من القضاء عليها، فوجدت نفسها أمام كثرتها الهائلة غير قادرة على توفير الطعام، فأخذت تتصارع وتتقاتل وتفترس بعضها، حتى انقرضت وصارت متحجرات، نقرأ عنها ونكتشف هياكلها. ومن أسماء الديناصورات المفترسة للديناصورات سبينوسور، إريكتوسور، ألبرتوسور وأللوسور وغيرها.
وهذه القصة الانقراضية يمكن مقارنتها بما يجري في بلاد العرب اليوم، فالبعض يقول أن العرب أعدادهم كثيرة ولن ينقرضوا، ولكن التأريخ بأحداثه وتطوراته يؤكد بأن أي نوع من المخلوقات المتناسلة مهما تعاظم عدده، إذا تفشى فيه القتل الداخلي، فسينقرض حتما ويذوب في الموجودات الأخرى، ولا يفصل بينه وبين الانقراض التام إلا عامل الزمن المنظور وغير المنظور.
فالعرب بهذا التمزق والتحارب والتفاعل الشرس المتواصل، وبتسليحهم من قبل الطامعين بهم بأحدث الأسلحة الفتاكة، يمضون على سكة الانقراض، وسيكون السبب الأكبر في انقراضهم هو الاقتدار الذي به انطلقوا وتسيّدوا، وبه سيندحرون، أي أن الدين الذي أخرجهم من الظلمات إلى النور، سينقلب نارا ستأكلهم وتفنيهم عن بكرة أبيهم بعد أن تجعل أيامهم سعيرا مقيما.
ولسوف تدور القرون ولن يجد العرب أنفسهم إلا قلة مستضعفة مرهونة بإرادات الآخرين, ومكبلة بأصفاد التحديات الخطيرة التي تستهدف محقهم بالكامل.
فالعربي الذي يقاتل العربي، إنما يقتل نفسه ويحفر قبره وقبر أحفاده بيده.
ومن المفجع أن العرب قد ذهبوا بهذا الاتجاه المأساوي، وهم يرفعون الرايات التي تزيدهم عدوانية على بعضهم، وتحرق وجودهم وتمنع وحدتهم وقوتهم وعزتهم، وكأنهم يقفزون إلى أتون الموت صاغرين، ويكرهون الحياة أجمعين!!
فالويل للعرب مما يفعلونه بكل ما يمت بصلةٍ لوجودهم المَكين، وويل لهم من نار الدين المؤججة!!!
واقرأ أيضاً:
الأمم عندما تكتب لا تموت!! / الإبداع والإبداع!!