عندما وقع زلزال كشمير في باكستان (8\10\2005)، بقوة 7.6 درجة على مقياس رختر، وراح ضحيته أكثر من (73000) قتيل و(128000) مصاب، تحاورت مع أحد الأخوة الباكستانيين، فأدهشني جوابه، إذ قال :"إنه عقاب الله لأنهم فسدوا وهذا جزاء المفسدين"!!
وتجدنا اليوم أمام زلزال المغرب، ونقرأ ذات التخريجات والتبريرات، وكأن الأمر ضربة لازم.
اليابان أفظع بقعة للزلازل في الأرض، فهل يفكر اليابانيون هكذا؟
إنهم أبدعوا بإقامة البنايات الشامخة المقاومة للزلازل، وتعلموا كيف يقللون مخاطرها، ويتوقون من عدوانها، فالزلازل مهما اشتدت وتعاظمت لن تتسبب بكوارث عظيمة عندهم مثلما تفعله في ديارنا.
إنهم يواجهون ويتحدون ويبتكرون، ونحن نستسلم ونجتهد بالتبريرات التخميدية الاستسلامية، وما أقرب قميص الدين والرب العظيم، فلا نستطيع خلعه، ونتمسك به ونحسبه مفتاح الغيوب؟
الزلزال أصاب المغرب (8\9\2023) وتسبب بخسائر كبيرة، وكانت درجته (6.8)، لأن البنية التحتية غير مؤهلة لمقاومته، ولا توجد دراسات ومعايير للبناء المطلوب، فلكل مكان ما يلائمه من أساليب البناء ، ونحن نفتقر لهذه الآليات العمرانية.
الأرض تدور وباطنها يغلي، وترتعش خوفا، وزلازلها متواصلة، ولا نستشعرها إلا عندما تتجاوز (4.5) درجة، وهي كائن حي ينبض معبرا عن حيويته، ونبضها الدائب قد يُصاب باضطراب بين فترة وأخرى كما تصاب قلوب البشر، فتتسبب برعشة قوية، أو تتقيأ النيران من بطنها الفوارة.
ويبدو أن أكثر النيران تلفظها في البحار والمحيطات، وربما الزلازل تكون في بواطن ثلاثة أرباعها المغمورة بالماء.
ترى ألا حان الوقت للقول: تبا للولولة، وأهلا بالعلم والجد والاجتهاد؟!!
واقرأ أيضاً:
البشر الهادي!! / أدمغة للبيع!!