الأمة تنزف طاقاتها من أفواه أقلامها، التي تكتب بلا توقف، وتتناول موضوعات لا تصلح للحياة، وكأنها تحليقات في وديان السراب، ومتاهات الخسران والهذيان.
فلا يوجد فيما نكتبه ما ينفع الناس، بل ما يزيدهم صدا عن المكتوب، وابتعادا عن التفاعل الإيجابي مع التحديات، وإزورارا عن الآتي، وتدحرجا في غياهب الماضيات.
وتدعم التوجهات التنويمية التدويخية قوى خفية، وقدرات ذات طموحات عدوانية، تعلمت كيف تحصل على ما تريد دون خسائر تذكر، لأنها اكتشفت مهارات برمجة عناصر الهدف للقضاء عليه، دون أن تشعر بأنها تقدم خدمة مجانية لأعداء وجودها.
والأمثلة كثيرة في دول الأمة وأنظمة حكمها، وكراسيها المستحوذ عليها بالوكالة، فلا يوجد كرسي حر، ولا حكومة لديها حق تقرير مصير البلاد والعباد.
فالقوى الفاعلة في مجتمعاتنا مسخرة لخدمة القوى القابضة على دولنا ومنذ الحرب العالمية الأولى.
وعلى هذا المنوال تتحرك الأقلام فوق السطور، وتساهم في بناء واقع الثبور، وتسجير التنور وإسقاط ما تستطيعه من العقول فيه.
الأقلام في مجتمعاتنا ذات عدوانية عالية، وسلبية قاسية، وتمعن في جلد الواقع وترسيخ ما يحتويه من العثرات، وتعميق المطبات والاستثمار فيها، وفقا لما يتحقق عند أصحابها من برمجات وتأهيلات للوصول لأبشع الغايات.
الأقلام كثيرة، وهي تحارب اللغة والدين، وتسعى للإجهاز على جوهر الهوية والروح العربية، ولديها وسائلها الإبداعية اللازمة لإشاعة الوهم، ومطاردة سراب المعاصرة والحداثة والتجديد، وتأتيك بمصطلحات تعقيرية وتعجيزية لا تعرف الإنجازية، غايتها الإلهاء وتبديد الطاقات، والإجهاز على القدرات، وتراها تعلن عن مشوارها الفجيع، بعد أن تلقي بعصاها وتستريح في حفرة الوعيد.
وبهذه الآليات وبغيرها تشترك الأقلام بتقطيع شرايين الحياة وتحويلها إلى رمضاء قاحلة، وبرغم ما أنتجته ما حققت انطلاقة ذات قيمة حضارية.
ويمكن طرح العديد من الأسئلة عن أثر ما كتبته الأقلام على مدى قرن أو يزيد!!
والسطور تنادي هل من مزيد، يا أقلام الوعيد؟!!
واقرأ أيضاً:
المُستعبَدون بالنص الديني!! / البشر سفّاك دماء!!