بيان الجمعية السورية للصحة النفسية (سمح) حول الحرب الإسرائيلية على غزة
إن الحرب الإسرائيلية على غزة التي بدأت منذ عدة أيام هي الثامنة منذ عام 6002 وبلا شك الأكثر دموية في عواقبها. إن التفجير العشوائي الذي أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 0000 مدني فلسطيني وإصابة أكثر من 2000 آخرين، معظمهم نساء وأطفال؛ واستهداف المرافق الصحية والمدارس ونزوح مئات آلاف الفلسطينيين الذين ليس لديهم مكان آخر للذهاب، تعد جرائم حرب تنتهك القانون الدولي. علاوة على ذلك، قامت الحكومة الإسرائيلية بقطع إمدادات المياه والطاقة ومنع دخول جميع المواد الطبية والمساعدات الإنسانية إلى غزة. كما قامت باستهداف العمال الإنسانيين. لقد جاءت هذه الحرب بعد حصار غزة لمدة 01 عام ا وبعد احتلال غير الشرعي لفلسطين منذ عام 0401 م.
نحن، أعضاء الجمعية السورية للصحة النفسية (سمح)، ملتزمون بمساعدة ضحايا النزاع في سوريا والدول المجاورة لها، وفي كل انحاء العالم. وإننا نكتب لنعبر عن دعمنا الكامل لضحايا الحرب على غزة ولكل الضحايا الأبرياء الذين يسقطون في نزاعات مسلحة لا يملكون قرارها. في هذه الأوقات الصعبة، من الضروري أن نتحد كمجتمع عالمي لتقديم الدعم والعون للذين تأثروا بهذه الأحداث المدمرة. سنعمل بجد مع جميع المنظمات غير الحكومية والمنظمات المهنية والإنسانية الأخرى لتقديم الدعم الصحي النفسي للضحايا.
كما أننا نعبر عن قلقنا البالغ إزاء موقف بعض منظمات الصحة النفسية، مثل الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA)، التي انحازت إلى جانب إسرائيل بشكل كامل حيث جاء في بيانها: "بيان الجمعية الأمريكية للطب النفسي حول الهجمات الإرهابية في إسرائيل" "ترسل APA دعمها إلى جميع المتضررين في إسرائيل وفي جميع أنحاء العالم... العداء ضد السامية وجميع أشكال التحيز والكراهية غير مقبولة، ونقف مع الشعب اليهودي، الآن وكما هو الحال دائما. يجب أن تنتهي فظائع حماس". لقد كان هذا الانحياز دون مراعاة للفظائع المذكورة التي ارتكبت بحق المدنيين الفلسطينيين. ودون إدراك أن جذر المشكلة يكمن في الاحتلال المستمر منذ عام 0401 م وما تلاه من فظائع بحق المدنيين حتى يومنا هذا.
تد عي إسرائيل أن ما تقوم به هو رد فعل على ما قام به بعض الفلسطينيين من هجمات، وكأنها لم تكن هي التي بدأت الإرهاب منذ عشرات السنين، وكأن الرد العسكري، يعطي لها الحق في استهداف المدنيين والعمال الإنسانين، وقطع كل مقومات الحياة عن ملايين السكان المحاصرين.
إن الصدمة والمعاناة التي يعانيها ضحايا الحرب لا يمكن من تصورها، وهي تؤثر على أكثر من مليوني شخص محاصرين على أرض صغيرة كغزة، نصفهم أطفال، ومن واجبنا كمتخصصين في الصحة النفسية وأفراد متعاطفين أن نقف بجانبهم. هؤلاء الأفراد الأبرياء وعائلاتهم يستحقون تعاطفنا الصادق وتضامننا وتوفير الموارد لمساعدتهم في إعادة بناء حياتهم، والعثور على الأمل في وجه الظلام الذي عاشوه. إنه واجبنا الجماعي أن نعزز عالم ا حيث يكون السلام والأمان حقوق إنسانية عالمية، متذكرين أن شعار اليوم العالمي للصحة النفسية لعام 2023 م
"الصحة النفسية حق إنساني عالمي".
دعونا نجتمع لدعم المنظمات والمبادرات والأفراد الذين يعملون بجد للتخفيف من معاناة الضحايا، وتسهيل عمليات المصالحة وتعزيز التفاهم بين الأمم.
الجمعية السورية للصحة النفسية (سمح)
12 تشرين الأول/ أكتوبر 0202 م
اقرأ على مجانين:
التقرير العربي النفسي الأول عن غزة / أشرف بعدم انتمائي للجمعية الأمريكية لطب النفس