الفِتنة: الوقوع في المكروه.. و"الفتنة أشد من القتل"، والفتّان: الشيطان.
والمقصود بالعنوان الإعلام المشغول بنشر الفرقة والتباغض بين أبناء الوطن الواحد، لتأمين أجندات الطامعين فيه.
ما أن ألقت عصاها الديمقراطية في ديارنا، كبضاعة مستوردة شأنها كغيرها من الوافد إلينا على أنه جديد ويصلح لتأمين حياتنا الحرة السعيدة، حتى انتشرت محطات التلفزة والصحف والمواقع بأنواعها، وتجد بلدا صغيرا من بلدان الأمة أصبح فيه عشرات المحطات التلفازية والإذاعية، ولكل منها هدفه ومشروعه الذي يخدم مصالح القائمين عليه والممولين والمستفيدين منه.
ولا يوجد في الدنيا وباء إعلامي كهذا، فأكبر الدول وأقواها فيها محطات تلفازية وإعلامية ذات توجهات ما، وجميعها تتحرك ضمن أطر متفق عليها لا يجوز تخطيها، ومنها السيادة الوطنية، واللحمة المجتمعية، والغيرة المطلقة على مصالح الوطن بأنواعها، وحقوق المواطنين الأساسية.
ومحطات التلفزة المنتشرة في بعض الدول الخديجة ديمقراطيا، لا تلتزم برؤية مشتركة، وكل منها يغني على ليلاها، ويزيدها علة وتعضيلا، ولا يُعرف مصادر تمويلة وأدوات تسويقه، وما تمثله السعي للتفرقة ونشر أسباب التشاحن والبغضاء والكراهية والعدوان بين أبناء الشعب الواحد.
وبعضها طائفية مذهبية تكفيرية تدميرية للوجود الوطني والإنساني.
الإعلام القويم يجب أن يكون نزيها يقدم الحقيقة ويستعمل الكلمة الطيبة وينأى عن الكلام الخبيث، والولوع في الأخطال وتنمية الإغفال عند الناس، وتخديرهم بالأضاليل وبمنطلقات البهتان ورموزه الأخشال.
الإعلام قناديل أنوار ومشاعل أفكار، لا وسيلة لإذكاء النار وتأجيج ما خمد من النيران.
فلماذا إعلام ديمقراطياتنا، يستدعي الأخطار، ويطفئ الأنوار، ويلعن الأحرار، ويبارك الفساد والدمار؟
هل أن في الخراب فوائد لتجار الكراسي والدين؟
هل أن الإعلام من وسائل الحرق بالنار؟
قل ما شئت فالقيم والأخلاق والمعايير والمبادئ في دروب الانهيار!!
فأين الإعلام المَنار؟!!
واقرأ أيضاً:
المجتمعات والتغيرات!! / الإسلام واحد والمسلمون متعدّدون!!