لِـمَ لا تُحـاولْ ؟!
(1)
لماذا يا صـديقي لا تُـحـاوِلْ؟
وقد مَزَّقْـتُ دُسْـتورَ الفواصِلْ
وأعلنتُ الخروجَ على قيودي
وأدخلتُ الحوابـِلَ في النـوَابِلْ
تَسَامَـرْنا بِشَـقَّـتِـكَ الليـالي
وحاوَرْنا السكـونَ على الخمائلْ
وكُنَّا وحْـدَنا والريحُ سَكْـرَي
وخمرُ الليلِ يَسْري في تَثَاقُـلْ
ويسألُ :كيفَ إعـراضُ الندامَى
بجوفِ الصمتِ والمصباحُ ذاهلْ
وتصرُخُ حولنا الساعاتُ:حاولْ
ودومًا يا صـديـقي لا تحاول!
(2)
وكمْ لَثَمَتْ يـداي يديْـكَ عفوًا
وكمْ أشعلتُ في قَـدِّي التمايُلْ
وكمْ أفهَمتُ شارِبَكَ اشْتِيـاقي
بِعينٍ عـنهُ لمْ ترْضَ التـنازُلْ
وكمْ صافَحْتَ في كفِّي اشْتِعالي!!
وكمْ عَـدَّلْتَ لي عَوَجَ الجدائِلْ
وكمْ قاومْتُ في نفسي انهيارًا
وكمْ حَطَّـمْتُ مَيْلاً للتَّحـايُلْ
وَرحْتُ أقصُّ عنْ شَبَقِ الصبايا!!
وما كانت ليـالِـيَّ الأوائـلْ
ويصرخُ كلُّ حرفٍ كي تحاولْ
ودومًا يا صديقي لا تحـاولْ
(3)
وكمْ دفـئًا أرَدْنا فالْتَصَقْـنا!
وقَبَّـلْتُ المفاصِلَ بالمفاصِلْ
ورحْتُ أعُـدُّ والأرقامُ ثَكْلى
عُروقَ الليلِ والإظـلامُ قاتلْ
وشَبَّـتْ في كِياني ألفُ نـارٍ
وماتتْ في لِساني ألفُ حاولْ
وتقفِزُ حَلمتاي برغمِ رفضي
وأستَبقي النهودَ بـقدْ يحاولْ
ويصرخُ قَدِّي المحروقُ شوقًا
وتصْرخُ أضْلُعي لا لا تُمـاطِلْ
ويصرخُ كلُّ شئٍ كي تحـاولْ
ودومًا يا صديقي لا تحـاولْ
(4)
مَـللْتُ فلا تعامِـلْني كأختٍ!!
وأعْمِلْ في شراييني المعاوِلْ
فحَسبي أنني امْرأةٌ أزاحَـتْ
حياةَ النهدِ منْ عصرِ التكاسُلْ
وجاءتْ هـهـنا تشتاقُ عصْرًا
لِينسي النهدُ تاريخَ التَّـخاذلْ
فهيا اعْصُرْ ومَزِّقْ!! ثمَّ جَمِّعْ
ولا يعنيكَ مَحصولُ التفاعُلْ
فحتى لو أضَعْتَ النهدَ مني
لقامَ مكـانَهُ نـهدٌ مُمَاثِلْ
فمَا أنا غيرُ أنثى ثمَّ أنثى
ونهدي منْ تآخٍ في تآكُلْ
ولفوت "أشعار طالب أسود"
الثلاثاء 16 –الأربعاء 17/4/1985
واقرأ أيضاً:
ألْـفُ سلام! / منْ أسوَدِ اللحْـنِ1 / اخدعيني / خَشَبِيَّـةُ الساقينِ!!