لستِ أمَّ الدنيا!!!
(1)
لسْــتِ أمَّ الدنــيا كَـفـَـانا خـَـيَـــالْ
لستِ رغمَ المنحوتِ بينَ الجِبالْ
لسـتِ كُـحْـــلاً للعَــيـنِ أو قُــــرَّةً!
أو عــروسًــا أو والِــدًا للرجــالْ!!
لسْـتِ حِـصْــنًا للمجْــدِ أو قــلعَــةً
للعُــلا أو للخـُـلْــدِ أو للـمُـحـالْ
كنتِ والماضي كــلُّــهُ صُـدفَــةً!
أو فـتاريخٌ مُــغْرِقٌ في الضلالْ!!
(2)
لـمْ يَـعُـدْ ليــلاً فـيـكِ بــدْرٌ يُــرى!!
لم يعُدْ يبدو في سماكِ الهلالْ
لمْ تعُـدْ فيكِ الشمسُ إلا اللظى
لمْ يعُـدْ فيكِ الظهرُ إلا اشْتِعالْ
لمْ يعُـدْ ماءُ النهرِ يمحو الأذى
فهْوَ موبـوءٌ يائسٌ حيثُ سالْ
(3)
لمْ يَعُـدْ في أسماكِ منْ قُـدْوَةٍ
لمْ يعُـدْ فيكِ الـلـهُ إلا افْتِعالْ
لــمْ تـعُـدْ أخـلاقٌ سِوَى..... أنـــهُ:
خلفَ أسمالِ الخلْقِ حصنُ انْحِلالْ
لــمْ يـعُـدْ قــانــونٌ علي راكِـــبٍ...
إنــَّما... قــانـونٌ لِجــلْـدِ البِــغـــالْ
لمْ يعُـدْ حتى الفنُّ مهما احتوي
غيرَ مَشلولِ الحِسِّ رثٍّ الجمالْ!!
(4)
أنتِ لـولا ما طـافَ كــلَّ الــدُّنا
عَـنكِ مـنْ إملاقٍ وقــيلٍ وقالْ
لمْ يَكنْ طعمُ الذلِّ في غـربـةٍ
مثلُ طعمِ الأيامِ فيكِ الطوالْ
كيفَ ألقى في غُـــربــةٍ عـــزَّةً؟؟
أنتِ خلفي مهما شَدَدْتُ الرحالْ
يا تُرَى لو لمْ تُـرهِقي غربـتـي
كانَ شوقٌ أو رجْعَةٌ في الخيالْ
لسْـتِ أمًّـا إلا التي طِـفـْـلـهــا
أهلَكَتْـهُ تحتِ النهـودِ الثِّقالْ
(5)
لسْــتِ أمَّ الـدنـيـا! فلا تكْــذبي!!
ليسَ يُخفي عينَ الضريرِ اكْتِحال
إنْ يَكُنْ حبٌّ في دمي لمْ يَزَلْ
فهْـوَ رغْـمًـا عـَنِّي أنـا ! ما يزالْ!
لسْــتِ أمَّ الدنـيــا! فـلا تكــذبي
واحْفُرِي في خَـدَّيكِ لو بالنعالْ
لستُ إلا منْ أنَـجَــبَــتْ منْ زِنًـا
أو سِفاحٍ مليونَ داءٍ عُــضـالْ!!
ولفوت "أشعار طالب أسود"
يونيو 1985
واقرأ أيضاً:
خَشَبِيَّـةُ الساقينِ!! / لِـمَ لا تُحـاولْ ؟!/ نَـقنِقي يا ضَفـادِعْ! / هِجاءٌ في من اسمهُ عبدُ اللطيفِ