العقل: إدراك الأشياء على حقيقتها بالجملة، ومظهره التمييز بين الخير والشر،
اللامعقول: ضد العقل
توحل: تلطخ بالوحل (الطين الرقيق) ووقع فيه
ما قيمة الخطاب العقلي في واقع يهيمن عليه اللامعقول؟
مجتمعات الأمة في وديان العواطف والانفعالات الملتهبة الضرورية لتمرير المشاريع وتأمين المصالح، وهي غير قادرة على تفعيل العقول، بل كل التوجهات تسعى لتعطيلها، وتحويل الناس إلى أشياء أو دمى تحركها وسائل الإعلام المطبلة لإرادات الآخرين بأنواعهم.
وفي هذه الحالة يكون المعقول منبوذا، وما هو خرافي وكاذب مرغوبا والغابر محبوبا، وعندها يكون كلام العقل خطابا لحائط أصم، يخشى أن يرد بصدى!!
فالمسافة تزداد اتساعا بين الطرح المعقول والواقع المقتول، أو المباد عن بكرة أبية، والمتحول إلى موجود فارغ وبنيان متهالك، تداهمه أعاصير العواطف والانفعالات الهوجاء المؤجَجَة بنيران الطامعين.
فالكتابات العاقلة لا قيمة لها ولا تحوز على قراء ومتابعين، ولا تجد مَن يسوّقها، لأن الواقع اللامعقول، يبحث عن الأكاذيب والافتراءات وما هو غيبي ومحجوب، وقادر على إطلاق الأوهام والتصورات اللازمة لإرضاء الرغبات المسعورة، المتدفقة من أعماق الانطمار في الغابرات.
يمكن لأي موضوع كاذب ملفق مبوّق لكرسي ما أن ينتشر كالنار في الهشيم، وسيجد العديد من وسائل الإعلام والمواقع والصحف تتهافت على نشره وبثه، لأنه يخدم مصالح ذوي العاهات الكرسوية.
فالعاقل جبان، ومدّعي، ويعيش في الخيال، وعليه أن يمارس مناهج البهيمة ويتماهى مع القطيع اللازم لتأمين سياسات السمع والطاعة، عندها يدرك بأنه يتحرك في المجتمع، ويمتثل لنداء حشر مع الناس عيد، أما إذا نطق بالحق فستهب عليه أعاصير خالف تُعرف، وكأن الحق مُدان والباطل سلطان.
وهكذا فاللامعقول يزهق المعقول ويمحقه، كما يفعل الحق بالباطل ويفنيه، وفي زمننا الوهاج العكس صحيح، وكأن القول الجوهر صار من بنات الخيال البعيد.
فكن عاقلا ولا تستحضر المعقول!!
واقرأ أيضاً:
الكلمة السيئة قنبلة!! / رموز رحّالة الأمة!!