أنتظِـرُ!!
(1)
هُمـومُ النفسِ والكَـدَرُ وعُمـرٌ عاشَ ينـتــحِرُ!
وقـلبٌ طـافَ بالدنــيا فكانـتْ فيكِ تنْحَصِـرُ
يــراكِ القـلبُ إحْــياءً وكلي فيكِ أُحْتَضَرُ!
وصَــــدٌّ فـيهِ إقــبالٌ وصــبرٌ ليسَ يَصْطَبِرُ
وعــامٌ جَـرَّ أعــوامًا وليـلٌ ضَــلَّــهُ القَـــمَرُ
جميـعًا في دمي وأنا أنـا..... مـازلتُ أنتــظـرُ!
(2)
وراءِ العمـــر أنتـظِـرُ ورأسي كادَ ينفَــجِـرُ
أراكِ وعاشقًا غيري يُعِـيـدُ! وكنتُ أبتــكِرُ
يقولُ ومنْ لـهُ قولي يقول! وقولِيَ المَـطَرُ
ومنهُ القولُ منــدثِـرٌ وشعري ليسَ ينْـدثِرُ
يُحبُّ وذبتُ منْ حبٍّ يُحِسُّ! وكنتُ أسْتَعِرُ
أراكِ ولمْ يَزَلْ! وأنا أنا..... ما زلتُ أنتـظِـرُ
(3)
على التَّذكارِ أنتظِـرُ وليستْ تُسْــعِدُ الذِّكَرُ!!
أ كنتِ الأمسَ صادقَةً أليستْ تكْذِبُ الصُّوَرُ
أ أسْعَـدَ أمْـسَـنا حبٌّ أمِ النُّزهاتُ والسَّفَــرُ
أجَمَّعَ خَطْوَنا حُبٌّ أمِ الإسْفَلتُ والحَجَرُ
على التذكارِ أنتظِرُ وليستْ ترحَـمُ الفِكَرُ
تُعَرْبِـدُ في دمي وأنا أنا.. ما زلـتُ أنتظـرُ
(4)
إلامَ أعيـــشُ أنتـظـرُ؟ وأصعـدُ ثــمَّ أنْـحَـدرُ
وأعزفُ لحنَ تشييعي وألعَنُ ما ارْتأى القدرُ
ويومَ سمعتِ ألحاني ألَـمَّ بوجْهِــكِ الضَّجَرُ
إلامَ أعيشُ أحْتَضَـــرُ؟ وأكتُــمُ ألفَ أنفَـجِرُ!
وتسْخرُ دمعـتي مِني وتشْتُمُ ثـمَّ تنْهَــمِـرُ
فأجمَعُ أدمعي وأنا هنا! ما زلتُ أنتـظرُ
ولفوت "أشعار طالب أسود"
يونيو 1985
واقرأ أيضاً:
الجـبانةُ!! / البَـدْءُ أنـتِ! / خبزٌ وشتاءٌ وبَغاءْ! / مُجَسَّـمَةُ القميصِ!