التصنيع أضحى سهلا ومتيسرا، فالدنيا تفكر والصين تصنع، فمعظم المصنوعات تمثل أفكارا تحقق تصنيعها في الصين، أي أنها ليست أفكارا صينية وإنما صناعة صينية، بمعنى، أن الناس في دول العالم تعمل على فكرة وتطوره وتصبح ناضجة للتصنيع، فتذهب إلى الصين لإنجاز ذلك.
والسبب أن الصينيين قد امتلكوا المهارات التصنيعية المعاصرة، وأصبحوا قادرين على تحويل الأفكار إلى موجودات مادية فاعلة في الحياة.
فعندما تتوفر الفكرة يتحقق تصنيعها، وهكذا فأن القول بوجود دول صناعية وأخرى غير صناعية فيه نوع من التضليل، فالدول المسماة صناعية تركز على الصناعات الحربية الثقيلة لأنها تدر عليها المليارات، أما الصناعات الأخرى فأنها من نصيب دول العالم الأخرى، وقد شذت عن ذلك الصين لأنها جمعت بين الحالتينن، لتمكنها من ابتكار الوسائل اللازمة للاستثمار بالبشر وتحويله إلى طاقة فاعلة في بناء القوة والاقتدار.
وعليه فأن القول بأن دولنا غير صناعية لا يتوافق وإيقاع العصر الذي نعيشه، فدولنا قادرة على فعل كل شيء عندما تتحرر من الأضاليل والأوهام والثقافات الساعية لتحنيطها، وتخميد أنفاس الأجيال في ربوعها، ومنعها من استنشاق هواء العصر، والإمعان في الاندساس بالغابرات والأجداث، وفقا للتوجهات القاضية بأن الحياة في الدين وليس العكس.
فالمطلوب أن تنطلق الأفكار في مجتمعاتنا، وأن يتم تصنيعها في أي مكان في الأرض، وربما يكون من الأربح أن لا تُصنع في ديارنا بل في مصانع الآخرين، لأن الكلفة أرخص والخبرة أقدر.
فعلينا أن نحث الشباب على اصطياد الأفكار اللازمة لصناعة الواقع الأفضل للأجيال، ودعوا الصين تصنّع الأفكار، ونجني الثمار، ونكون بأسعد حال.
واقرأ أيضاً:
الراسخون في الظلام!! / الأرشحة!!