معضلة الأمة الشرسة، أن ذباب الكراسي بأنواعه، قد أوهم الجالسين على كراسي الفردية والاستبداد، والذين يمسكون بسوط السلطة، وينوبون عن ربهم الذي يوهمون الناس بأنهم يعبدونه، بأن العلم بدعة، ويتعارض مع الدين، ويحرر العقول من إرادة التبعية والخنوع، ولابد من استعمال الدين كبضاعة للتضليل والخداع والتنكيل، ولصق تهم التكفير والزندقة بأي عقل رشيد.
وبموجب إيقاع إرادة الحكم بتعطيل العقول، تعرض معظم أعلام الأمة عبر مسيرتها إلى أقسى التفاعلات السلبية معهم، ومنهم من أصابه الذل والهوان والتنكيل الشديد، وحتى القتل.
ولا يزال المؤدينون يرون أن من ضرورات الهيمنة بالدين أن يعم الجهل والأمية، ويفقد الناس عقولهم، ويحرم عليهم التفكير والسؤال.
ومن الشواهد الواضحة أن مراكز العبادة ما عادت مواطن تنوير وتثقيف وتعليم، فهمها التجييش الإنفعالي والتأجيج العاطفي العمياوي اللازم لنشر الكراهية والعدوانية بين أبناء الدين الواحد، وكل يدّعي ما يراه الحق المبين، وغيره من أعداء الدين.
فكيف نفسر كثرة العمائم ومراكز العبادة وإرتفاع نسب الأمية؟
المؤدينون بحاجة لمعشر من الجهلاء ليكرسوا استعبادهم لهم، وتمتعهم بمميزات المعرفة والاستعلاء وفرض الأمر المطاع.
وإياك، إياك أن تُسائل أو تحاجج مؤدينا، فسيعتبرك من أعدائه الساخطين، وربما سيفتي بإجتثاثك من الحياة لأنك تعارض وجهة نظره فهو الممثل لرب العالمين.
هذا من أهم عوامل استنقاع الأمة بالجهل والأمية وإهانتها للعقل ومنعها للتفكير الحر، وإمعانها في الاندساس في الماضيات ورفعها إلى مقام مطلق، وبأن الأجيال غير قادرة على الإتيان بما جاء به الأولون، فالأجيال الحاضرة في عرفهم متخلفة وبعيدة عن الحياة، وعليها أن تفكر بالموت وتسعى إليه، فالحياة لا تساوي عفطة عنز.
فالخطابات موتية والنشاطات تخريبية وعدوانية، وينبوع أحقاد وكراهية، فالدين سلاح ضد الحرية والإرادة العقلية الابتكارية المعاصرة.
وهم الذين يتمتعون بمبتكرات العقول الكافرة!!
واقرأ أيضاً:
بغداد / هذيان أقلام!!