1
قابلته في إحدى المدن الساحلية في مصر، هو قريب لإحدى صديقاتها، بدا عاديًا.. لم يلفت نظرها منه شيء، كذلك بدأ الحديث بينهما.. ولكنه إلى غير ذلك انتهى.
تكلم فتكلمت، هي تلقائية في حديثها، ولا تسيء الظن إلا حين يظهر ما يشير إلى سوء الظن؛ لذلك فهي تنطلق في حديثها الخجل المتشوق دائمًا للجديد، خاصة حين يتوافر الوقت، وفي شرم الشيخ الوقت كله ملك لها.
جذبها إليه جرأته واقتحامه لها وجنونه وذكاؤه، لم يجد أي حرج أو تردد في مدحها بتلقائية شديدة توحي بالبراءة! عيناه أخطر ما فيه، إذا تحدث لسانه دقائق تحدثت عيناه ساعات...
سألها: مصاحبة؟
أجابته: مرتبطة، فأنا لا أعترف بهذه الكلمة.
أوضح لها: دي كلمة معناها وجود شخص يهتم بك وتهتمين به.
أما هي: بالنسبة لي هي كلمة تعني اللعب بالمشاعر بما لا يسبب في النهاية سوى الألم، وتعني أيضًا استغلال أحد الطرفين لمشاعر الآخر وهو على يقين من أن هذه المشاعر لن يكتمل نموها أو لن يكون لها مستقر... إنها تعني لي الأنانية.
أجاب: ياه! أنا عارف التفكير ده متعب قوي، أنا مبحبوش.. وبصراحة بتجنبه على قد ما أقدر، ربنا ما يوريكي اللي جوه دماغي!! أنت عارفة؟ أنا لو ركزت شوية في اللي بقوله تبقى مصيبة!.
كان للصمت نصيب كبير في الحوار بينهما، تفاجئه فيفاجئها بمفاجأة أكبر فتصمت، ثم يفاجئها فتفاجئه بمفاجأة أكبر فيكون الصمت كلامه.
عجيب هذا الأمر جدًّا، إن مشكلة شباب هذه الأيام هي عدم التفكير، فحين تجد منهم من يدرك وجود هذه الملكة تجده كارهًا متجنبًا لها، لم تعرف كيف تجيبه، أليس ما يقول حقيقة؟! إن التفكير متعب وصعب، وما أن تخوض فيه حتى تبدأ السباحة في بحر لا يبدو له آخر، ولكن أليس التفكير هو الحياة؟ ما الحياة بدونه؟ كيف يقبل الناس على أنفسهم عدم التفكير؟ كيف يعيشون؟؟
إن عقدة حياتها هي التفكير، لقد عانت حياتها بأكملها بسبب عدم إدراك معظم من تتعامل معهم لهذه الملكة وأهميتها، عانت من عدم فهم الكثيرين لها؛ لأنها تختلف عنهم بأنها تستخدم عقلها فتخرج بطبيعة الحال عن قضبان حياتهم.
قال: أنت لا تحبين أن يؤخذ عليك أو ضدك شيء، أليس كذلك؟
صمتت تعجبًا فكيف توصّل إلى ذلك بعد حوار مهما كان، فهو قصير في معرفة يوم واحد، حقًا إنها لا تحب أن تخطئ ولكنها لم تصغ الأمر مثلما صاغه، لقد أضاف بصياغته علاقة هذا التصرف برغبتها الدائمة في الحفاظ على حريتها، فإن ما يمكن أن يؤخذ عليها يمثل قيدًا لحريتها التي تعمل جاهدة للاحتفاظ بها حرة، والحرية تعني لها قدرتها على أن تكون نفسها، وحين تقع في خطأ تحبط نفسها وتقل ثقة الناس بها فيحق لهم أن يحدوا من حريتها، حتى تتذكر ويخطئوا فيتذكروا أنه من الطبيعي أن يخطئ الإنسان وأن يعاقب، على أن يتماشى العقاب مع حجم الخطأ فلا يفوقه أو يصغره بما يتسبب في نتائج عكسية.
لم يكن هذا كل ما قاله لها: أنت مجنونة، مش كدة؟
عندما قالت لابنة خالته ذلك لم تفهم كما توقعت ألا تفهم، حتى أنها اعتقدت أنها تشكو منه وكادت تغضب إلى أن قالت لها بأنها لا تفهم!! إنها فعلاً مجنونة ولها جنونها الخاص بها بالضبط كما قال لها.
قال لها ذلك وهو يخلع غطاء صوفيا كان يرتديه على رأسه.
أنت عارف؟ أنا غالبًا ما كنتش حاعرفك من غيره!!
وتفتكري أنا عملت كده ليه؟!!
حين تركها بعد ذلك أحست أنها استعادت قدرتها على التنفس، لقد جرى هذا الحديث بينهما في أول يوم قابلها، فماذا يمكن أن يجري في اليوم الثاني؟!
2
في اليوم التالي أمضت المجموعة وقتها صباحًا على شاطئ البحر دون أن يظهر صاحبنا، وفي النصف الثاني من اليوم قاموا للتمشية بعد أن انضم إليهم ثم انفصلوا في مجموعات صغيرة، كانت بالطبع تستكمل معه حوارهما الذي لم يكف الصمت عن مشاركتهما فيه، انحرف ناحية الشاطئ فاتبعته في خطوات مترددة، فالمكان لا يكاد يكون مضاء.
سألها بعد عدة دقائق: نفسك تعملي حاجة مجنونة؟
أجابته بنفي قاطع سريع غير قابل للاستئناف أنهت به الموضوع وليس فقط السؤال: لأ...
وجدت صعوبة بالغة في تصور ما يمكن أن يقصده من سؤاله، في نفس الوقت لم يكن لديها أدنى شك منه... لقد أجابت بتلقائية شديدة ردًّا صارمًا بلا تردد لم تفكر حتى فيه، وكأن سؤاله جاء مباشرًا صريحًا وواضحًا.. بل هكذا كان.. وكان من الجنون الإشارة إلى السؤال أو الموضوع مرة أخرى، ولجنونها حدود...
عادا إلى الطريق بعد أن فشل بنجاح في الانحراف عنه! سارا في صمت كسر حدته أحد أعضاء الشلة الذي فوجئا به قادمًا نحوهما، تبادلوا التحية وسألته عن بقية المجموعة فأجاب بأنهم تفرقوا، منهم من ذهب للنوم ومنهم من لا يعرف له طريق، لم يكن هناك مفر من دعوته للانضمام إليهما رغم صعوبة إيجاد موضوع مشترك يدور بينهم بعد انضمامه إليهما، ومع ذلك نجحت في فتح حوار ولكن الوقت كان أطول من موضوع الحوار، شعرت بالذنب تجاه زميلهما، ولم تدر ماذا تفعل حتى اقترح بطل القصة أن يتجهوا ناحية الشاطئ لم يعترض أو تعترض هي.
عند الشاطئ صعد فوق الميناء الاصطناعي التابع لأحد الفنادق، وهو على يقين أنهم سوف يتبعاه وفعلاً رغم ترددهما صعدا وراءه، زاد السكون هدوءاً، لا صوت غير صوت ارتطام الماء بالميناء، شعرت بعدم الراحة وتمنت لو عادت مسرعة تاركة كلاهما غير مبالية، ولكنها أخذت تسأل أسئلة لا معنى لها خجلاً من أن يفتضح أمرها.
قال: إنتوا عارفين إني ممكن أنزل الميه دلوقتي؟
ردت: عارفة، بس بيتهيألي ما فيش داعي.
كانت تعلم أن جنونه يمكن أن يساعده على ذلك وقد أشفقت عليه من العند الذي يمكن أن يصيبه بالبرد أو بنزلة شعبية! فالجو ليس دافئًا وسوف تزداد برودته عند خروجه من الماء.
وقف يتأمل الماء طويلاً ثم بدأ ببطء في خلع حذائه ثم ملابسه حتى لم يتبق سوى الزي الخاص بالسباحة، نظر مرة أخرى للماء ثم نزل بهدوء أمام دهشتهما ومحاولاتهما الفاشلة في منعه، دقائق ثم صعد على الميناء، جلس لدقائق أقل ثم بدأ في ارتداء ملابسه دون أن يهمه بللها، بدا وكأنه قد فقد الشعور بالبرد أو فقد الشعور بأي شيء.
عادوا إلى الشاطئ، سألته: بردان؟
أجابها: لأ...
تركته قليلاً لتتحدث مع من لا ذنب له ــ اكتشفت فيما بعد أن لوجوده فائدة عظيمة فقد كان يكفي من الوقت ما أمضته وحدها مع هذا الشخص العجيب ــ وكان هو يتبعهما حتى قابلوا بقية المجموعة فانفصلت عنهم ذهنياً تفكر: ياه.. ما هذا الذي يحدث لي؟ وماذا يمكن أن يحدث؟ هل حقاً كنت جزءاً من الأحداث التي حدثت في هذين اليومين؟ كم أتمنى لو أغلقت صفحات هذه الرحلة وكأنها لم تكن.
ولكن فضولها لن يتركها لحالها، فماذا يا ترى يمكن أن يكون وراء كل هذه الأحداث العجيبة؟؟
3
قالت ابنة خالته أنه غريب الأطوار ويمكن ألا نراه حتى آخر الرحلة، هل يا ترى يمكن أن يسافر أو يختفي فلا تراه مرة أخرى؟؟
انضم بطل القصة للشلة بينما كانت في منتصف حديثها عن أحد الكتب مع أحد الزملاء، جلس مواجها لها ووجهه خال من أي تعبيرات ولكنه أرسل إليها نظرة اخترقتها فابتسمت نصف ابتسامة تلاشت سريعًا بعد تحولها منه إلى رمال الشاطئ عودة إلى طرف الحديث، ثم غيّر جلسته ولم يعد مواجهًا لها، طال الحديث فقام واختفى.
هو يحب الرقص، كان يريد أن يذهب إلى الديسكو بل كان أحيانًا يتحرك راقصًا أثناء مشيتهم على أنغام الأغاني الصادرة من المتاجر السياحية! كان رقصه بارعًا حينما رأته يرقص في اليوم الأول على أنغام أحد الأغنيات الأجنبية، كان رقصه تعبيرًا عما بداخله من طاقة ولكنه ليس تعبيرًا عشوائيًا بل تعبيرًا يمكن قراءته.
في النصف الثاني من اليوم تجمعت المجموعة للتمشية بحثًا عن مكان ليستقروا فيه، ذهبوا إلى أماكن عدة ولكن اتخاذ قرار واحد يتفق عليه الجميع كان مشكلة، مشوا وقتاً طويلاً قبل الاستقرار حتى بلغهم التعب، وقد توقفوا عند أكثر من ديسكو تيك ـ كما يسمونه ـ من ضمن الأماكن التي توقفوا عندها، ولكنه لم يكن في أي منها، وأمضت بقية الليلة دون أن تراه، علمت بعدها أنه كان يبحث عنهم في البلدة كلها! قبل العودة إلى غرفتها في آخر الليل علمت من صديق له أنه جالس على شاطئ البحر، ولكنها وصديقتها قاومتا إغراء الانضمام إليهما وانتصرا عائدين إلى الغرفة مستمتعين بحديث عن خطيب المستقبل وعنهما.
أنا لو ركزت شوية في اللي بقوله تبقى مصيبة...
إنه من مواليد أغرب برج يمكن أن تتعامل معه... برج الدلو المعروف مواليده بقدراتهم العقلية التي تتفوق على نفسها! فقد يكون في داخلهم جوهرة يقومون بتفتيتها بأنفسهم وتحويلها إلى رماد أي تحطيم أنفسهم، وذلك لأنهم غالباً ما لا ينجحوا في التواصل مع العالم الخارجي، كثيرون من مواليد هذا البرج علماء سَخَر المجتمع من أفكارهم التي ساهمت فيما بعد في تطوره، إنها لم تر ذلك فيه بشكل مباشر ولكنها رأت استعداداً كبيراً لشخصية غير عادية يمكن أن يكون لها مستقبل غير هذا الذي اختاره لنفسه وتمنت لو وجد الأمل الذي تكسب به الدنيا كنزاً جديداً في مقتبل شبابه.
4
اليوم الرابع هو الفرصة الأخيرة للحديث معه قبل العودة إلى القاهرة العزيزة! وهي تريد أن تتحدث معه متخيلة ببراءة وأمل في الحياة لا يخمد أنها تستطيع أن تؤثر إيجابياً على حياته دون أن تخوض الجانب العاطفي منها، ربما في ثلاثة أيام، لم لا؟ إن لحظة واحدة في حياة إنسان كفيلة بقلبها رأسًا على عقب.. لقد أمضت عدة ساعات من النهار على الشاطئ مع المجموعة ثم مع صديقتها، أحست بضيق مفاجئ رغم أنها استمتعت بالحديث معهم، استأذنت للتمشية على البحر في محاولة للتخلص من هذا الشعور الذي لم تعرف له سببًا ولكنها فشلت، وقد أدركت فيما بعد أن مرور الوقت يعني قرب انتهاء اليوم دون فرصة الحوار معه.
حاولت الانضمام للمجموعة ولكنها لم تشعر براحة فتركتهم مرة ثانية.. قررت أن تستمع إلى بعض الموسيقى ربما تنجح في الترفيه عنها رغم أنها تعيش الرفاهية نفسها! وأثناء سماعها إحدى الأغاني فوجئت به قادمًا من على بعد، عرفت من المجموعة أنه يدعوهم إلى رحلة مجانية في المركب ذات القاع الزجاجي حيث أنه يعرف صاحبها أو مديرها، اتجهت معهم إلى المركب دون أن يتحدثا، أخذا يشاهدان الأسماك وأخذوا بعض الصور التذكارية في صمت، ولكن صمتها هذه المرة يكاد يسمعه سكان الطرف الآخر من الكرة الأرضية!
أخيراً تحدث وطلب منها أن يقابلها في القاهرة، سألها إن كانت تشترك في أحد النوادي الاجتماعية اكتشفت بعد ذلك إنه ليس عضواً فيه ولكنه يتردد عليه، بعدها عاد الصمت ليصاحبهما وعادت المركب للشاطئ.
سألها إن كانت سوف تستغرق وقتاً في تغيير ملابسها.
أجابت: نص ساعة تقريباً.. على فكرة أنا عايزة أتكلم معاك!
أجاب بسرعة وتلقائية وفرحة كأنه وجد ما استغرق منه ساعات من البحث والتنقيب: يا ريت ثم أضاف: أنا معجب أوي بطلبك ده.
ردت باستغراب: كل الحكاية إني عايزة أتكلم معاك وعبرت عن ذلك.
صمت...
تقابلا بعد أقل من ساعة ولكن فترة الصمت طالت هذه المرة بشكل أثار ضيقها، إنه النوع الآخر من الصمت، لم تجد ما تقوله له! كادت تجن.. ما هذا الذي يحدث؟ ومن هذا؟ ولماذا تهتم به كل هذا الاهتمام؟ كيف تتجاوب نفسها معه بهذا الشكل، وماذا عن هذا الآخر الذي ينتظرها بالقاهرة؟ ماذا يمكن أن تقول له؟ وأين يمكن أن يصل بهما الحديث؟ أسئلة كادت تصيبها بالجنون أضافت للصمت صمتاً فلم تجرؤ على بدء الحديث.
بدأ هو بتذكيرها بطلبه بأن يقابلها في القاهرة، حمدت الله على أنه أنقذها؟
سألته: ليه؟
إنت مش شايفة إنه كان صعب عليه قوي إني أسألك السؤال ده؟
يا ليتني ما سألت! قالت في نفسها.
سكوتك ده بيقلقني وقرب يجنني...
انفجرت في هدوء: أنا مش فاهمة حاجة خالص، مش فاهمة إيه اللي بيحصل وليه؟!
إجابة كويسة برضه!!
ولازمهما الصمت حتى كادت تختنق، تمنت لو تعرف النقاط حروفها، تزاحمت الأفكار في رأسها: ماذا يريد مني؟ لم يبال بتصريحي له بأني مرتبطة.. أناني، كما إن بينه وبين أي ارتباط بحارا ومحيطات.
قال: هو إنت مرتبطة بجد؟؟ مش عارف ليه مش مصدقك! ده حتى ما فيش دبلة في إيديك.
يا إلهي، ما هذا الذي يقوله؟ وكيف جاء به؟ في الحقيقة أننا متفقون على الارتباط ولكن دون أن يلتزم أي منـا بـأي التزام!! ما هذا الذي أقول؟ يبدو كلامي لي هراءً!! هل أضحك على نفسي أم يضحك هو عليّ، فإذا لم يكن هناك أية التزامات فأين الارتباط؟ أليس الارتباط التزامًا؟؟ أنا إذن حرة، لست مرتبطة بأحمد بدليل اتفاقنا، يريد ارتباطاً ولا يريد التزامًا مع إن الارتباط التزام!!
ردت: أيوة إحنا مرتبطين بس لسه مش رسمي، لم يتقدم لي بعد!
لم يكن لها أن تجيب غير ذلك، إن إجابتها هي ما كانت تراه ولكنه أوضح لها عكس ذلك!!
وافقت في نهاية حديثهما الطويل على أن يبقوا على اتصال بعد العودة للقاهرة، جنون لم يكن أمامها سواه ولكنها أحست بعده بأن أخيرًا أصدر لها الحكم بالبراءة!!
أنا عارف إنت عايزة تقولي أيه دلوقتي؟
صمتت بعد أن أصبح الصمت عادة!
أنا مش حاضحك عليكي.. بس أنا مش شايف أي سبب يخليني أبطل، بالعكس أنا جربت ولقيت إنه بيساعدني على الشغل بشكل أفضل.
إذن هو يعرف أيضًا إحساسها بتعاملها مع من يتناول مواد مخدرة، كيف يتخيل أنه يمكن الوثوق به أو الاعتماد عليه؟ إذا لم يؤتمن على صحته فكيف يؤتمن على غيرها؟ يؤكد صديقه أنه لم يكن تحت تأثير أي شيء من ذاك القبيل أثناء الحديث معها، ولكن ذلك لا يغير من الأمر شيئًا.
وفي صباح يوم السفر التالي افترقا لالتزامهما بالعودة في مواعيد مختلفة، لم تدر بينهما كلمة واحدة منطوقة بعد صباح الخير وكانت مراقبتها له عائدًا من الشاطئ هي آخر مرة تقع عيناها عليه.
نسيا أو تعمدا عدم تبادل أي من وسائل للاتصال، اعتقدت من جانبها أنه سوف يصل إليها عن طريق صديقتها التي لم تذكره أمامها سوى مرة واحدة بعد مرور عام من مرور هذه الأحداث.
واقرأ أيضا:
رجال درجة ثالثة / بقايا دويلات أستاذي