عثرت على كتاب صغير بعشرين صفحة، كان يدرسه تلاميذ السنة الثالثة في المدارس الابتدائية في ثلاثينيات القرن العشرين، وهو مخصص لدرس التربية الاجتماعية أو الحياتية.
ومادة الكتاب أشعار تربوية، في كل درس يحفظ التلاميذ عددا منها، وتتم مناقشتها وشرحها.
وهي أشعار تشمل تهذيب السلوك والتفاعل الاجتماعي الطيب الصالح للحياة.
ويبدو أن التربية الأخلاقية كان عمادها الشعر، وعلى هذا مضت الأجيال على مدى قرون متعاقبة، وفي زمننا المعاصر فقد الشعر دوره التربوي فتهللت القيم والأخلاق.
قد يرى البعض أن التربية الدينية أهم، وهي التي غادرت جوهر الدين، وصارت تترجم أشخاص صاروا يمثلون الدين، ويتخذونه وسيلة للاغتنام والارتزاق.
بينما الشعر التربوي الرصين يساهم في برمجة الأدمغة، وتأهيلها للتعبير عن جوهر معانيه، وما ينطق به ويذهب إليه.
في ذلك الكتاب الصغير وجدت العديد من الأبيات التي تحث على العلم وأهميته، وضرورة اكتسابه وبأننا بالعلم نكون.
وفيه أبيات تنهي عن الشرور وكل سلوك سيئ وتدين عواقبه، بمفردات مؤثرة وعبارات سهلة على الحفظ والإدراك.
فما أحوجنا إلى ذلك الشعر التربوي الذي يصنع الأمم، ويبني الأخلاق العزيزة الكريمة.
والأمم الأشعار ما بقيت، فإن ذهبت أشعارهم ذهبوا!!
و"الشعر ديوان العرب"!!
واقرأ أيضاً:
الردع الناري!! / مهاتيرزم!!