مدن الدنيا تزدان بأهلها، وتزدهي بوجودهم المبدع الأصيل، وبهذا تتميز المدن عن بعضها، وترسم فسيفساء الروائع الوطنية على صدر جغرافية البلاد، فلكل مدينة طابعها الذي يميزها عن غيرها.
فالمدن في دول الدنيا لها ملامحها وعلاماتها الفارقة المؤثرة في ديمومتها، وإطلالتها الممثلة لمنطلقات الأجيال التي عاشت وتعيش فيها.
فما تبدو عليه أية مدينة، صورة لما يعتمل في أعماق أهاليها.
فالمدينة مرآة أهلها!!
وهي مثل الحديقة المزدانة بأزهارها وأشجارها وأثمارها اليانعة، أو تبدو جرداء خربة، وموطنا للنفايات، فتعافها الناس، وتشيح عنها الأنظار.
المدن تتباهى بعمرانها ونظافتها وجمالها المعاصر الفتان، فينجذب إليها البشر من بقاع الأرض الشاسعة، فتأنس بهم وتنتعش بوجودهم، وتنطلق في تفاعلاتها اللازمة لتأمين الأمن والجاذبية السياحية والخدمية المتميزة.
ومن الواضح أن القوة الفاعلة في أية مدينة تنطلق من أهلها، وتتجسد بمواطنيها الأبرار الحريصين على رفعتها وعزتها وكرامتها وقدرتها على المواكبة والتألق والابتهاج.
فهل يعرف الناس مدنهم؟
وهل توجد ثقافة مدينة في مجتمعاتنا؟
لا توجد دراسات وإحصاءات عن أمية المدينة والوطن عندنا، لكنها تبدو منتشرة لأن أهل المدن، يجهلون قيمتها الثقافية والتراثية وأدوارها الحضارية.
وهذه عاهة متوطنة في الأجيال، فالذي لا يعرف مدينته، لا يعرف وطنه!!
فهل مدينتي وطني؟!!
واقرأ أيضًا:
هل فقد الكتاب دوره!! / تماحق الأضداد!!