الدول المسماة صناعية، هي زراعية أولا، وتعتمد على الثروة الحيوانية ثانيا، وبعد أن حققت إنجازات كبيرة في هذين الميدانين، أخذت مسيرة الصناعة فيها تتطور.
فالشعوب الجائعة الغير قادرة على إطعام نفسها لا يمكنها أن تصنع، فالحاجة أم الاختراع، والحاجة للطعام تأتي أولا
فهل أطعمنا أنفسنا لكي نصنع؟
الواقع البشري يشير إلى انعدام المصطلحات الصناعية والزراعية وغيرها، فالمجتمعات متكاملة متفاعلة في نشاطاتها، اللازمة للقوة والاقتدار، ومن أهم مصادر القوة والقدرة والبقاء هو الطعام.
إن التركيز على توفير الطعام للمواطنين بجهود وطنية من الخطوات التي تدفع إلى صناعة الحياة الحرة الكريمة.
أما كتابات الوهم والرؤى السرابية التي احتقرت الزراعة على أمل تحقيق الصناعة، فأنها أذهبت كل شيء وحولت بلداننا إلى عالات على الآخرين، حتى صارت الصين تطعمنا!!
دول الأمة فيها من الإمكانات الزراعية ومشاريع الثروة الحيوانية ما يغنيها عن الآخرين، ومعظم حكوماتها منهمكة بالتدمير والتخريب والحروب الداخلية، التي تساهم في تجريف البساتين وتبوير الأراضي الزراعية، وتهمل المياه وتساهم في نضوبها، فلا مشاريع زراعية إروائية، ولا تطوير للثروة الحيوانية، فمعظم دولنا تخرج أطباء بيطريين ولا توجد مشاريع لاستيعابهم، فيتيهون في ربوع البلدان، وأكثرهم غير قادر على الانطلاق بمشاريع ذات قيمة اقتصادية لإنعدام الاستثمار والدعم الحكومي.
أيها العرب كيف تتحدثون عن الصناعة وتهملون الزراعة، عليكم أن تزرعوا أولا، وتهتموا بالثروة الحيوانية، وعندها ستتعلمون كيف ستصنعون بعد أن تمتليءَ البطون!!
فالصين عملت بشعار "الطعام أولا"، فنهضت وصنعت!!
ومجتمعاتنا تبتعد عن الزراعة والثروة الحيوانية وتتوهم بأنها سوف تصنع!!
واقرأ أيضًا:
أنا وجِمي!! / هل أن بيوض التأريخ فاسدة؟!