إذا امتلأت البطون نشطت واجتهدت العقول، فالبشر أمضى قرونا عديدة مستهلكا عمره بحثا عن الطعام، وعندما تمكن من الزراعة وتوفير ما يحتاجه، بدأت العقول بالعمل فأنتجت الحضارات المعروفة.
فلولا توفر الطعام لما استطاع البشر أن يستعمل عقله للابتكار وتطوير مناحي حياته.
ويُقال أن المرأة هي التي اكتشفت الزراعة، ووفرت وقتا للذكور للتواجد بقربها، بدلا من ممارسة نشاطات الصيد المحفوفة بالمخاطر آنذاك.
ومن الواضح أن المجتمعات المتأخرة، جائعة، وينتشر فيها الفقر والعوز والبطالة، وتميل إلى التمسك بالباليات والتعلل بالغيبيات للانتصار على معاناتها اليومية، فلا تستطيع إطعام نفسها وتعتمد على غيرها في ما تحتاجه، فيتم استعبادها بما تريد من طعام وشراب.
المجتمعات القوية المتقدمة لديها وفرة من الطعام، وتعتمد في اقتصادها على الزراعة والثروة الحيوانية، وعندما تكون هذه النشاطات متطورة فأنها تصنع وتبدع في شتى الميادين، فلا تستهلك وقتها بالبحث عن الطعام، كما يحصل في المجتمعات المتأخرة، حيث يبدد المواطن أوقاته بتوفير الطعام لبيته.
هذه معادلة سلوكية مغفولة، تحقق ترجمتها بنشاطات أدت إلى انهيار قدرات المجتمعات على إطعام نفسها، فمعظمها أصبحت تستورد ما كانت تصدره قبل عقود، وبعضها عجز عن توفير أبسط أنواع الخضراوات وتحقق فيها استيراد حتى البصل والطماطم.
وتجد العديد من المجتمعات التي كانت صاحبة ثروات كبيرة من المحاصيل الزراعية، تستجدي الطحين من دول متقدمة ذات قدرات إنتاجية عالية.
ويمكنكم معاينة عدد من الدول في المنطقة، وستجدونها كانت تتصدر قائمة الإنتاج الزراعي في النصف الأول من القرن العشرين، واليوم تتوسل بالآخرين لإطعامها.
والدول الغير قادرة على توفير الطعام لمواطنيها منقوصة السيادة ومرهونة بإرادة الذين يطعمونها.
فلماذا العجز على إطعام المواطنين؟ ولماذا الارتهان بالآخرين؟
فاطعم نفسك أيها الشعب لتكون أقوى وأقدر!!
واقرأ أيضًا:
هل أن بيوض التأريخ فاسدة؟! / ازرع ثم اصنع!!