هل هذا حب ؟
عندما كنت في الصف الثالث الإعدادي، كنت في مدرسة بنات أي لم نختلط بالأولاد وكان يأخذ معنا في الدرس ولد فكنت أشعر بشيء غريب وأحاول أن أظهر بأحسن صورة وعندما التحقت بالصف الأول الثانوي (مدرسة مشتركة) شعرت في البداية أنني أحب ولدا (ا.س) ثم شعرت بشخص آخر ثم شخص آخر ولكن في النهاية كان أقربهم لي (ا.س) مع العلم أنني لم أقل لأي شخص منهم بأي شيء فإنني أكره هذا وأشعر كأنني بالعب بقلبي بنفسي.
وهذا لا يجعلني أذاكر جيدا وأنا مجتهدة جدا في دراستي وخاصة أنني أعيش في بلد ريفية
وعلاقتي مع أمي وأبي جيدة لكن ليس لدرجة أنني أقول لهم شيء مثل ذلك.
20/4/2004
رد المستشار
ابنتي الحبيبة: كلماتك كانت قصيرة ومضطربة ربما بسبب مشاعرك المضطربة ومخاوفك من نفسك وقلبك وعلى مستقبلك، لذا سقط من رسالتك الكثير فلم توضحي مشكلتك بما فيه الكفاية، فلم تسألي سؤالا محددا مما تشكين؟؟
من تقلب قلبك بأكثر من حبيب أم من انشغالك بالحب عن المذاكرة؟؟
أم من لعبك بقلبك أم لعب قلبك بك؟؟
ابنتي: ما أكثر ما سمعت أذني كلماتك هذه وأدركت معاناتك.، وكلما أسمعها أعلم أن من يقولها من أبنائي وبناتي يعبر الجسر....
نعم يعبر الجسر من الطفولة للشباب والنضج إنه جسر المراهقة طريق متعب بعض الشيء ولكن تعبه اللذيذ، جسر كلنا عبرناه واضطربت فيه مشاعرنا وتغيرت فيه أجسادنا ونمت عبره أروحنا وكما نضجت في نهايته عقولنا ونحمل في قلوبنا الكثير من ذكرياته الجميلة والمؤلمة أحيانا.
ابنتي: طبيعي في سنك أن تهتمي بمظهرك فلقد أصبحتِ فتاة شابة يانعة ولا يعيب أن تهتمي بشكلك ومظهرك أمام نفسك وأمام الآخرين، وطبيعي أن يدق قلبك، وأن يخفق قلبك فكل من مر بسنك دق قلبه باحثا عن الحب الحقيقي الطاهر.....
فالرغبة في أن يحب الإنسان ويُحب فطرية وهو ميل طبيعي للجنس الآخر يبدأ مع المراهقة وهو في حالتك حب للحب ذاته وليس حبا لإنسان معين، وهذا أحد أسباب اعتقادك أنك تحبين أكثر من شخص ففي الحقيقة مازلت أصغر من أن تستطيعي اختيار من يناسبك أو أن تجديه فعلا، ليس لعيب فيك بل لأنك لم يكتمل نضجك بعد.
ابنتي: ما رأيك أن أضع نفسي مكانك؟.... وأسأل الأسئلة التي أعلم أنها تدور بذهنك الآن وأجيبك عنها:
بلسانك أقول: ماذا لو كان حبي هذا حقيقيا بمعنى أنه حب ناضج؟؟
و أنا في سن لا تسمح لي بالزواج وقد لا يوافق الأهل على من أحب فكيف أحيا ويحيا قلبي بدونه؟
بل وكيف أخرج من هذا الحب؟
وأرد على نفسي وعليك يا ابنتي:
هو ليس حبا حقيقيا فالحب الناجح الذي ينتهي بالزواج هو الحب الذي ينمو في القلب ويسقيه العقل والذي يأتي في أوانه المناسب.... فلا تقلقي.
وإذا فرضنا أنه حب حقيقي ولم يأت في أوانه، فلن تنتهي الدنيا لأن من خصائص القلوب أنها تتحول وتتغير... وتستطيع أن تحب مرة واثنتين بل وأكثر إذا وجدت من يناسبها.
كما أننا مع النضج ونحن نعبر جسر المراهقة تتغير أفكارنا ورؤيتنا للحياة ومن هنا ما كان يعجبك العام الماضي غالبا ما يتغير وتتغير نظرتك له إذاً ما الحل؟؟
الحل ألا نعير هذه المشاعر أهمية كبيرة بل نحاول ألا نسمح لها بأن تنمو وتزداد الآن حتى تحافظي على قلبك فلا تتعبيه وتتعبي نفسك حتى يأتي من يستحق منك كل الحب ويعطيك كل الحب ولكن في الوقت المناسب، فاجتهدي أن تشغلي نفسك بمذاكرتك ومارسي رياضة مفيدة إن وجد لديك وشاركي في الأنشطة المختلفة داخل مدرستك وداخل مجتمعك من خلال الجمعيات الأهلية....
تتطوعين مثلا في أعمال من رعاية اليتيم، أسرعي في نضجك بالقراءة المتنوعة والاشتراك في الدوارات المختلفة التي تنمي مهارتك اللغوية والتقنية، وسعي دائرة صديقاتك ولكن بحذر فانتقي من تصاحبين "فالمرء على دين خليله"
وأخيرا.. ابنتي حاولي التقرب من والدتك وإخوتك والتمسي لهم العذر وحسني علاقتك بهم بقليل من التنازلات فالأمر صعب في البداية ولكن مع الوقت ستشعرين بقدر كبير من الحب والأمان في بيتك وبين صديقاتك يعينك حتى يأتي أوان الحب. وأدعو الله أن يعينك وينير بصيرتك ويرزقك الحب الحلال في أوانه.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به الأخت الأستاذة سمر عبده غير إحالتك إلى ما ظهر على صفحتنا استشارات مجانين من قصص ومشكلات تشبه مشكلتك ويفيدك جدا أن تقرئيها، فانقري العناوين التالية:
صغيرتي يمنعها الحب من الغياب
لعبة الحب: خلط وارتباك مفاهيم
"أريد الحب...عن أي حب تتحدث؟"
البحث عن الحب والصداقة
بين الحُبِّ واللبِّ : فرقٌ كبير
ساكن تحتنا : أحبه ويرفضي...مقدمات كارثة
في غياب العقل أقابله دون علم أهلي
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين، وتابعينا بأخبارك.