اضطرابات وشكوك معذبة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشكركم على هذا الموقع, وجعله الله في ميزان حسناتكم.. أما بعد.. مشكلتي منذ نعومة أظافري هي نقص الثقة في النفس والخجل العام والضعف والانفجار على الأسرة.. ففي الصغر كنت طفلاً مدللاً وكلما كبرت ورأيت مظاهر الحياة القاسية وقد كنت مهتماً بدراستي.. وذكي جداً وتدريجياً تراجعت الدراسة, وبدأت المشاكل العامَّة وفي الآونة الأخيرة تعرضت للاختطاف من قبل بعض الأقارب ومشاكل كثيرة وحسد الناس علنا وكلاب المجتمع واللصوص المتفاخرون والغيبة والنميمة وانتشار الزنا والعياذ بالله..
كل هذا بدون حياء اكتشفته عند بعض الناس منذ سنتين تقريبا بعد ما اضطررنا لترك المدينة والذهاب للريف بسبب الحرب ومن هنا تفاقمت المشكلة أكثر وأكثر بدأت تظهر لدي أفكار العظمة والشك في الآخرين وحتى الشك في أقرب الناس ونوياهم والعناد (يباسة الرأس) وعادات وخيالات لعينة سيئة يأتيني وساوس وهلوسات ذهنية متكررة أتخيل خيانة أحد أقاربي بأدق التفاصيل وموقع الخيانة بالتحديد ودلائل الخيانة وأحيانا هذا الخيال يتطور لأقتنع به جزئيا الموت أرحم لي من هذا وتأتيني هلوسات سريعة الاختفاء مثل أن الناس سوف يقتلونني وأن أهلي يضعون السم لي في الطعام (سرعان ما أعود للحالة الطبيعية)....
مع العلم أنني سريع التأثر والإيحاء والأسوأ أفسر الكلام بسوء وهذا قد سبب لي مشاكل وتفسيرات وشكوك لا صحة لها والمشكلة أشعر أنني لست المسؤول بل الناس وأحيانا عكس ذلك ومن أكثر ما تربى في نفسي هو الحقد على الناس وسبهم وشتمهم في داخلي وأشعر أن الناس أنانيون لا يساعدون بعضهم إلا لأغراض المراء أو المصلحة طبعا هناك من أثق بهم وأحبهم هذا ليس عام على كل البشر فأنا لا أحب أن أعطي كما لا أحب أن آخذ وما يحيرني أشعر أنني صاحب نفسين ففي الخارج أنا ودود جدا وطيب القلب أحيانا وأحب الناس والعالم لطيف وأنا مقتنع في هذا (ما عدا حالات تعكر المزاج)
وداخلياً العكس تماماً وأناني جداً ومتكبر وشكاك وأنجرح بسرعة وحساس لأبعد الحدود, أشبه هذه العادات بأنني صاحب نفسين أو متناقض المشاعر جداً, فأنا لا أجد عادة أو شخصية تخصني غير مستقر فعندما أقرر في داخلي أني سأعمل شيئاً, يبقى مجرد قرار داخلي أو حلم يقظة, فمثلا أنا في قناعتي الداخلية أني ضعيف في الخارج.. تصرفاتي تثبت لي عكس ذلك وتقلب المشاعر ومع علاقتي بالناس فأنا هنا قد تعرفت على صديق جديد, سرعان ما يتكلم كلام يمكن أن يكون عادي لكنه يفسر لي أنه كأن يقول أنت لا تهمني, فأتركه أو أكره أو أتشاجر معه أحيانا أتشاجر مع الذي يقدم لي النصيحة..
دائما ما أقول للناس عاملوني, بما أحب أو لا تقربوني ولا أتدخل ولا أحب التدخل في فأنا أعلم نفسي وهذه الكلمات تسبب لي قهر اجتماعي, لكنها جزء مني لا أستطيع تركه لأن كلامي وتصرفاتي تصبح بشكل مفاجئ بعيد أحياناً عن مسؤوليتي أو غضب داخلي متفجر في المنزل, لا أتناول الطعام المعتاد وأتكبر على الطعام وعند الناس لا (أنا في عالم متناقض) ومتقلب المشاعر ومتردد وأتأثر بسرعة، أكون أريد شيء ما فأسعى بكل ما أوتيت من قوة لبلغ الهدف ثم أتركه لأجل تفاهات بعد خسارة أو عناد أو مشاجرات وحالتي الجسدية بين النشاط والخمول بشكل متكرر ومزعج وصداع وشد في البطن, وكذلك الإرادة تتغير كثيرا طبعا هذه المشاكل قديمة جداً لكنها زادت بسبب الضغوط والأوضاع العامة أو ربما لم أكن في دراية بحالتي فأهلي يعنانون مني عندما أغضب، وأيضا يسخطون من اعتماديتي عليهم كالطفل المدلل وأشكر تعاونكم جدا..
وأعتذر على الإطالة ولا أعرف إذا كنت قد رتبت الأحداث أو لا لكن أقول شكرا لستيعابكم هل هناك مسمى علمي لشخصيتي؟ وهل هناك اضطراب طويل الأمد؟ وهل من علاج أم يمكن أن يكون اضطراب مراهقة قابل للشفاء تلقائيا فأنا أشعر بفظاعة عدم التحكم في نفسي؟
18/05/2014
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم..
الأخ الكريم/
سلام الله عليك ورحمته وبركاته..
نشكرك على ثقتك الكبيرة في موقع الشبكة العربية للصحة النفسية.... ونأمل أن يكون الموقع بمستشاريه بداية طريق خير لك في الدنيا والآخرة....
أسأل الله أن يفرج عنكم ما فيه، ويردكم لأوطانكم سالمين غانمين.... وأن تكون هذه العذابات في ميزان حسناتكم إن شاء الله تعالى.....
تحتاج أخي الكريم إلى استراحة محارب..... لتبدأ بداية نحو استقرار نفسي واجتماعي أفضل إن شاء الله، فلتكن استشارتك هنا هي بداية الاستراحة، مع نفسك، مع أسرتك، مع محيطك الاجتماعيوستجد في ردي ومتابعتي لرسائلك إن شاء الله، وما هو موجود بالموقع من مقالات واستشارات كافي لك لبدء جديد.
تود أن تطلب من كل الناس أن يعاملوك بما تحب أو لا يقتربون منك..... ومن منا لا يود أن تعامله الناس بما يحب ولكن هيهات أن تعرف الناس ما تحب.. وبالتالي عليك أن تعامل مع الناس وفق القيم العامة وأن تصبر عليهم ويصبروا عليك... أما تدري أن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرا من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم.... وعليك أن تستفيد ببعض العلاقات الممتازة في حياتك وأن تعمم النجاح فيها إلى قطاع أوسع من العلاقات الاجتماعية الأخرى.
هالني ما تصفه بـ "الانفجار على الأسرة" أو "غضب داخلي متفجر في المنزل"،
مع أنك في الغالب أنك في الخارج ودود جداً وطيب وأنصحك أن تبدأ من المنزل، من الأسرة، أوقف نزيف الانفجار العائلي.... وعاملهم كما تحب أن يعاملوك.. لا تتذمر على طعام أو غيرهر فهم ليسوا سبب مشاكلك وإنما مشاكلك ابتلاء من الله لك.... ولتعلم أن قدر الله كله خير.. وأنك مجزي على صبرك ودفعك لما تجيش به خواطرك.. فأكمل في الطريق الصحيح نحو صحة نفسية تدوم إن شاء الله تعالى.
تعاني من مشكلات نفسية تصفها أنت كالآتي:
- أفكار العظمة والشك في الآخرين
- الشك
- أفكار وسواسية (لا أدري إن كانت قهرية أم لا).
- تعكر المزاج –نقص الثقة بالنفس –الخجل –الحساسية المفرطة.
- قلق.
ولتعلم أخي أن كل هذه يمكن علاجها بالأدوية النفسية وهذه الأدوية آمنة ولا تسبب إدماناً ولكن الأهم أن تذهب أنت إلى طبيب نفسي، ليتمكن من تشخيص الحالة وتحديد مستوى الزورانية (الشك في نوايا الآخرين).
وفقك الله إلى الخير وتابعنا بأخبارك..