العزلة والخوف
عمري 24 عام
دائما كنت وما زلت أسأل نفسي: لماذا أعيش؟
فكرت جديا في الانتحار في فترة معينة في حياتي زادت فيها المشكلات بيني وبين أسرتي
أنا منعزلة عن البشر ،، لا أريد أن يكون لي علاقات ولا أريد التحدث مع أي شخص ولا حتى من أفراد أسرتي
لا أرغب في عمل أي شيء نهائيا
تركت عملي بحجة عدم الراحة مع من أعمل معهم وعدم القدرة على التعامل معهم رغم أن راتبي كان رائعا .....
أشعر كثيرا بالكراهية تجاه كل الناس ولكن لا أتمنى الأذى لأحد، فقط لا أريد أن أتعامل مع أي شخص
أفضل الاستماع على الكلام
كلماتي مرتبكة دائما ومهزوزة ولا أستطيع عمل حوار جيد
عندما أسير في الشارع أشعر بأن كل الناس ينظرون لي فأرتبك
وجهي عابس دائما
كثيرا أتعب من الوحدة ولكن في نفس الوقت ليس لدي أي رغبة في التعامل أو الحديث مع الناس ولا حتى أسرتي
حاولت بعض الأحيان واختنقت جدا، وكانت النتيجة العزلة أكثر وأكثر..!
حياتي قصاصات مشاريع لا تكتمل أبدا ،، عندما أدخل في أمر لا أتمه وأنسحب، عندما أعمل لا أستمر طويلا وارحل
مفرطة الحساسية
أشعر كثيرا بالقهر والاضطهاد
أتخذ قرارا ثم نقيضه بعد عدة لحظات وبدون أسباب
أفكر في الشيء ونقيضة وربما أفعل عكس ما أتمناه حقا
صوت أمي يزعجني
دخول أي شخص غرفتي يزعجني
لا أكرههم ولكن لا أريد الحديث أبدااا
أنا مخطوبة
أحب خطيبي
ولكنه شخص عقلاني جدا لا يهتم بالمشاعر
أحبه وأفكر في أن أتركه نهائيا
لا أستطيع التعامل معه ولا مع أي إنسان
لم تتم الخطبة عن قصة حب، بل بطريقة تقليدية،، فهو لا يملك من الشعور ما يجعله يحتملني ويأخذ بيدي
أخاف من كل شيء ومن الإقبال على أي شيء سواء عمل أو نشاط أو حتى محادثة شخص
أخاف من آراء الناس وانتقاداتهم،، أخاف من عيونهم
أخاف بفزع من المستقبل
لا أملك أي شيء يسعدني ولا أعرف كيف أكون مرتاحة ؟!!
أريد فقط بعض الراحة التي لم أشعر بها مطلقا
ولا أعرف حقا لماذا أعيش ؟؟؟؟؟؟
27/12/2014
رد المستشار
أختي العزيزة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا أعيش ؟ سؤال مهم جدا يتبين من استفسارك أنه يراودك منذ مدة ليست بالبسيطة. لماذا أعيش ؟ سؤال يمر في ذهن كل إنسان في إحدى فترات حياته وسرعان ما يستطيع الإنسان أن يجد الجواب. أما بالنسبة لك فإن الإجابة قد تاهت منك.
أختي الكريمة إن ما تمرين به هو الاكتئاب والحزن. الاكتئاب هو أهم مثبط لاستمرارية الحياة. فالظاهر من سؤالك أنك تعانين من الاكتئاب المزمن ولم تستطيعي أن تخرجي منه وقد آثرت الانعزال من العالم بسببه. إن الأعراض التي تفضلتم بسردها هي أعراض الاكتئاب سواءا العزلة أو الشعور بالكره تجاه الآخرين أو عدم القدرة على تحملهم. وبالرغم من ذلك إلا أنني أرى بعض المحاولات الخجولة للعودة للحياة. من العمل ومحاولة الاختلاط بالأهل والخطوبة.
لقد أنهيت دراستك بعد جهد وحصلت على عمل إلا أن الاكتئاب غلبك وجلست في المنزل فليس للحياة طعم بالنسبة لك وهذا من أعراض الاكتئاب. إن الإنسان يعيش ليكون منتجا سواءا اجتماعيا أم ماديا. وأنت تحاولين أن تكوني منتجة اجتماعيا بعدم رفضك التام للخطوبة وهذا أمر إيجابي علينا أن نبني عليه ولا ننساه. إن الحياة في مجملها جميلة وجمال الحياة يدفعنا للمضي فيها. فلا تحزني فإن في نهاية النفق نور وسؤالك عن حالتك هو النور.
إن مرض الاكتئاب مرض نفسي يصيب الإنسان بسبب خلل في مواد كيميائية في دماغ الإنسان. وهذه المواد لا يستطيع المصاب بالاكتئاب خلقها لذا نستعين نحن الأطباء النفسيين بالأدوية المضمونة المفعول لعلاج مرض الاكتئاب وبإذن الله الشفاء منه. هذه الأدوية متوفرة في بلدك وتحتاجين إلى زيارة أقرب طبيب نفسي للبدء بالعلاج.
وستجدين نظرتك للحياة تتغير إلى الأحسن وترجع السعادة إلى قلبك وتكونين إنسانة منتجة كباقي البشر من حولك. كونك صغيرة في السن فإن نسبة الشفاء كبيرة بأخذ مضادات الاكتئئاب. وهنا لا أنصحك بأخذ قرارات كبيرة وأنت في المزاج المكتئب وربما استعنت بالمختص النفسي ليساعدك على القرارات كالعمل والزواج.
وختاما إن تشخيص مرضك هو "اضطراب الاكتئاب الجسيم – شديد الحدة" وعلاجه أبسط مما تتصورين بأخذ مضادات الاكتئاب المتوفرة والشفاء بإذن الله علما أن نسبة التحسن كبيرة.
وأتمنى لك الشفاء العاجل والرجاء التواصل لإخبارنا بالتحسن.
ويضيف د. وائل أبو هندي اقرئي أيضًا يا "هدير" على مجانين:
مرض الاكتئاب
علاج الاكتئاب
علاج الاكتئاب بالعقاقير بين العلم والفن
وبعد التدخل السريع بالعقاقير لحدة الحالة حاليا .... ربما تستفيدين من إضافة العلاج المعرفي السلوكي للاكتئاب