السلام عليكم
R03;
الموضوع هو أنه يوجد لدي صديقة لها طفلة لا أعلم هل هي مريضة أم أن الأمر طبيع لأي طفل في سنها وهي تبلغ من العمر عامين ونصف؟؟
أراها عندما أتكلم مع أمها تحاول أن تلفت الانتباه علما بأن هذا الأمر لا يحدث معي فقط ولكن مع أبيها ومع الأهل جميعا
حتى في يوم كانت تصرخ فوق أمها وتقول إنني لا أحبك لا أريدك إنني أحب أبي قالتها فجأة دون سبب.
قالت الأم هذه الأيام لا تعاملني ابنتي مثلما كانت في السابق تغيرت كثيرا وخصوصا بعد ما أصبحتِ تحضرين يوم وراء يوم وليس كما في السابق.
وشكرا
20/5/2004
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أهلا وسهلا بك وبأسئلتك دائما, وأبدأ حديثي بالدعاء لك ولصديقتك بأن يديم الله عليكما أُخوتكما في الله, وأن يبارك لك في اهتمامك بأمر طفلة صديقتك.
ينمو جسد الطفل على مراحل وكذلك نفسيته وشخصيته, وقد نكون أكثر دراية بمراحل نمو الأطفال الجسدية من مراحل نموهم النفسية, ومن هنا يأتي سؤالك عن غيرة طفلة صديقتك على أمها.
تُصنف هذه الطفلة ضمن فئة الطفولة المبكرة والتي تمتد من 2-6سنوات والتي بدورها تقسم من 2-4 ومن 4-6. ويميز هذه المرحلة وخصوصا الأولى منها ما يسمى بالتمركز حول الذات, فنجد أن الطفل يظن أن العالم ملكه ويريد الحصول على كل ما يرى ولا يعتبر ولا يعترف بحقوق الآخرين بسهولة, فهو يصر على امتلاك كل الألعاب حتى من بيوت الأصدقاء, وأول ممتلكات الطفل (من وجهة نظره) أمه, فنجده لا يقبل أن يشاركه أحد فيها بما فيهم الأب أحيانا والإخوة وغيرهم من أصدقاء وأقارب. ويستطيع الطفل في هذه المرحلة أن يستخدم ما تعلمه من مفردات لغوية في التعبير عن انفعالاته والتي أهمها في هذه المرحلة الحب (السرور) والغضب.
ونعود لنطبق ما سبق على طفلة صديقتك, فنجد أنها ما زالت في المرحلة الأولى من الطفولة المبكرة وما زالت متعلقة بوالدتها وتكره أن يشاركها أحد فيها (فهي تعتقد أنها ملك لها بما أن الطفلة مركز الكون) ويأتي هذا من اعتماد الطفلة على أمها في إشباع حاجاتها من طعام وحنان, وعندما تشعر بانشغال الأم يصيبها القلق والغضب.
فهذا أمر طبيعي وشائع بين الأطفال في هذا العمر, ومن الطبيعي أن توجه غضبها نحو من تشعر أنه يشغل أمها (مثلك حين تكون زياراتك متقاربة) وتحاول أن تلفت انتباه الأم لها بمحاولة استثارة غيرتها بتعبيرها عن تفضيلها لوالدها ولكن يعنينا كيفية تعامل الراشدين معها.
يجب بداية ألا يقابل تعبيرها بعدم حب أحد بمثله (إذا قالت أنا لا أحبك فلا تجاوبيها وأنا أيضا لا أحبك, مثلا) بل يجب أن نطمئنها بأننا ما زلنا منتبهين ومهتمين لوجودها, كما لا يجب تجاهل هذا التعبير بل نحوله لفرصة لتعليم الطفل كيفية التعبير عن نفسه, وتعليمه وجوب تقبل الآخرين واحترامهم. وعند توجيه أي نقد يجب أن يوجه نحو السلوك (فنقول مثلا الصراخ مش حلو).
يجب أن نقبل تعبير الأطفال عن أنفسهم, بل ونعمل على تشجيعه مع توجيههم إلى كيفية التعبير. لا تنشغلوا لفترة طويلة عنها حتى وإن كان بالحديث, أشركوها معكم في التفاعل ولو من خلال مدح ما ترتدي، أو اللعبة التي تحملها, أو بالجلوس في مكان قريب من مكان لعبها، أو بتوجيه لعبها فتشعر أنها معكم.
وإذا كنتِ ترين أن الطفلة كثيرة الصراخ والعصبية فهذا قد يشير إلى أنها إما تشاهد الكثير منه بين والديها, أو أن الشدة والصراخ هي الطريقة التي تُعامل بها من قبل والديها, وتذكري أن الطفل صفحة بيضاء لا يظهر فيها ولا عليها إلا ما نضعه كراشدين (إذا تمت معاملتها بهدوء وحنان لن تتعلم العصبية والصراخ) وعليه يمكننا في الحياة أن نختار كيف نريد أن تكون شخصية أولادنا ثم نعمل على التنفيذ.