ما الحل؟
أنا سيدة في 33 من العمر, أعيش في كنف أهلي بعد ما عادت بي الأيام وحصل طلاق أقل ما يوصف بأنه مرير، لكني أعلم جيداً كيف أقف من جديد نعم وبحمد الله, أحتضن طفلي وأكملت دراسات عليا وتخرجت بامتياز.
نفقات طفلي ودراستي كانت وما زالت من مدخراتي ومن مؤخري بعد الطلاق الحمد لله أنا مستقلة مادياً وأبي يدعمني معنويا وأمي أيضا، أعيش في عائلة كبيرة من الأشقاء والشقيقات, وعلاقتي بهم أقرب للسطحية، لهم رأي بموضوع طفلي وتربيته بكنفي الكل يشير لتربيته بعيدا عني وموقفي الرافض يثير الحساسية والمشاكل أيضا، وقوفي في الجامعة والدراسة من جديد أثار تحفظهم واستهجانهم.
بالنسبة لي لم أجد نفسي بالزواج ولا أظن أني سأطيقه يوماً، والحمد لله رغبتي بالأمومة قد تحققت فليس لي أي طموح بزواج من قريب أو بعيد، وجدت نفسي بطريق العلم وهذا يناسبني جدا, لكن لست مقتنعة بأني بكامل عقليتي وكامل قوتي وأني أخفي خيبتي الكبرى بشهادة ما وشخصياً أعمل بمبدأ لكم دينكم ولي دين, أثبت نفسي بدراستي وباستقلالي وطموحي بشهادة أعلى, وإن شاء الله سأفعل.
لكن تلك العلاقة المتوترة والمشحونة بالجميع تفقدني أعصابي حقاً, وخاصة علاقتي بشقيقتي الكبرى, أكاد أرى الكره بعينيها، أسمع كيف تعبئ الجميع ضدي وضد دراستي، لم عليهم احتمالي أو احتمال طفلي؟، لماذا أنهيت الماجستير؟ لماذا لا أقبع بالبيت أو أوافق على أي من يطرق بابي وأتزوج لمجرد نظرية الزواج؟، معاملتها لي لا تحتمل، جفاء وقاسية جداً, هي تدرس أيضا دراسات عليا من باب التقليد أو الغيرة أو لربما تحب أن تتعلم، لا أعلم.
بات الجو خانقا جدا, وهي تعرف كيف تغير نظرة الجميع عني، الأقارب, حتى الأصدقاء بالجامعة، أجد أن حياتي الخاصة وطلاقي معروفة لدى كل معارفي بالجامعة لأجد شقيقتي تتحدث عني, وأنا إنسانة أحتفظ بشؤوني لنفسي وهذا يؤلمني, نتشارك نفس الغرفة وهذا يوتر الأجواء أكثر، نعيش حالة من القطيعة منذ سنين، حقيقة أعجز عن التعامل الصحي مع عائلتي وخاصة شقيقتي.
أحس باغتراب وكأني من كوكب آخر، حاولت التقرب منها ومساعدتها بالدراسة مثلا, لكن كل محاولة تصدني وتعاملني كأني عدو لدود، لم يعجزني الطلاق وتبعاته عن المضي قدماً بحياتي ولكني أعجز عن العيش بسلام مع أسرتي, أعجز عن قضاء يوم أسري كبقية البشر وهذا يؤثر على طفلي الذي تقلقه هذه المشاكل وعصبيتي, وأقسم أحيانا أتمنى أن تبتلعني الأرض.
لدي القدرة المادية للعيش وحدي لكن هذا مرفوض جدا, هل سأختنق أكثر من هكذا؟
هل من حلول؟
12/01/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح.
تواجه الإنسان أزمة بين الحين والآخر ويصعب عليه الفصل بين طلبه لتفهم الآخرين لظروفه الشخصية وتعاطفهم معه والقبول به بلا شروط. أنت الآن في هذه المرحلة.
جميع الفقرات في الرسالة توحي بتفهم العائلة الكبيرة لظروفك الشخصية إلى حد ما وعدم تخليهم عنك ولكنك أيضاً تطلبين أكثر من ذلك وهو عطفهم بلا حدود عليك.
لا أظن أن العائلة على علم بما تطلبينه منهم ولا أنت صريحة معهم حول طلباتك وتلبية احتياجاتك الشخصية العاطفية لأنهم لا يملكون القدرة على تلبيتها لأم في العقد الرابع من العمر وعلى مقدرة عالية من القدرة والكفاءة. تعاطفت العائلة معك ولكن لا أظنهم يتفهمون موقفك من الحياة ومبادئك الشخصية بسبب المفاهيم الاجتماعية للمجتمع الشرقي.
ولكن هناك في رسالتك ما يثير القلق في الفقرة قبل الأخيرة حول شعورك بالعزلة وعلاقتك غير الصحية بشقيقتك. الموقف العدائي للأخت وشعورك نحوها يعكس صراع أبديا بين الأشقاء والشقيقات وتنافسهم في مجالات الحياة. يضعه الإنسان في موقعه الصحيح بعد سن المراهقة بأنه جزء من مراحل الطفولة البريئة ويتلاشى مع وداع الإنسان للبيئة العائلية ومواجهته لتحديات الحياة. لكن عودة الإنسان إلى البيئة العائلية وشعوره بالهزيمة من جراء تجربة زواج فاشل تؤدي إلى صحوة هذه الأزمات النفسية الطفولية.
هناك تناقض واضح بين الفقرات الثلاثة الأولى للرسالة والفقرات الأخرى. الفقرات الثلاثة الأولى تشير إلى سيدة تشعر بالسعادة والرضى والأمل ولكن البقية تشير إلى سيدة لا تشعر بالسعادة ولا تعرف كيف تتعامل مع الناس وتوحي بتهميشها اجتماعيا وعائليا. ثم بعد ذلك تسأل هل من حلول؟
الصراحة هي أن حياتك الآن لا تلبي طموحاتك النرجسية المشروعة وهي:
1- رغم كل إنجازاتك فأنت تشعرين بالتهميش الاجتماعي وعدم امتلاك القوة لمواجهة التحديات.
2- ليست لديك القدرة على الشعور بالحب والدخول في علاقة عاطفية.
3- لا تشعرين بحب الآخرين لك.
عواطف الأمومة بحد ذاتها لا تكفي لسد مطالب نرجسية مشروعة وعليك بتغيير موقفك من الحياة والبحث عن الحب في هذه الدنيا.
التشخيص:
لا توحي الرسالة بوجود أعراض طبية نفسية ولكن لا يمكن الاستنتاج قطعيا بعدم وجود اضطراب وجداني.
التوصيات:
٠ إن كنت قادرة على فراق الأهل والاستقلال اجتماعيا فافعلي.
٠ ابحثي عن الحب ولا تغلقي الباب بوجه حقك المشروع في الدخول في علاقة عاطفية تلبي احتياجاتك.
٠ لا ضرر في لقاء مع طبيب نفساني ولو مرة واحدة.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
لماذا المطلقة منبوذة؟!
مشاعر الطلاق
أرفض التأقلم وأرفض الطلاق!
فوضى حياتنا: زواج، طلاق ملتزمة جدا
وصمة المطلقة وصعوبة الاختيار
ويتبع>>>>>>: مطلقة في مجتمع شرقي.!؟ م
التعليق: الشكر والتقدير للدكتور سداد جواد المحترم وأسأل:
- أليس الطفل مسؤولية والده وليس والدته فلم التمسك به ؟
- ألا يعكس هذا التمسك بالطفل والشراسة في مواجهة الآخر الرافض رغبة مخفية في بقاء حبل الاتصال بينها وبين طليقها السابق موجودا ؟
- لماذا تتكرر في هذه الرسالة عملية نكران الرغبة في الزواج، ألا يدل هذا على موقف مختلف لرغبة عارمة في الزواج لكن لوجود تلك النرجسية وجب التمسك بالموقف الأول وهو الرفض ؟
- الأردن بلد معروف بغلاء معيشته، تتحدث الأخت هنا عن قيامها بكل أعبائها المادية وتنكر على والديها بعض تحفظاتهم ومنها وجودها في غرفة مشتركة مع اختها (إنكار ضمني)،
وسؤالي هنا إذا كانت لديك كل هذه الأنفة لم لا تجربين فعلا استئجار منزل ونرى حينها كيف سيكون الحال الذي تأنفين منه.
- لم تتطرق الأخت هنا إلى اسباب الطلاق ووصفتها بالمريرة وذلك فيه إخفاء للحقائق والهدف منه برأي هو تبرير الموقف التالي.