صرت أخاف من كل شيء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
بصراحة ما أدري من وين أبدأ مشكلتي بس أقدر أقول إنها بدأت من بعد وفاة الوالد الله يرحمه، جاءتني حالة نفسية استمرت ما يقارب الست شهور، هالحالة وسوسة وخوف من الموت بشكل فظيع، صرت ما أنام الليل أقعد أبكي طول الوقت ليل ونهار وصبح وعصر وكل وقت، أفز من نومي مرات وأنا خايفة وقلبي يدق من الخوف أتخيل نفسي بموت بهاللحظة، صرت أقرأ كثير قصص دينية وأقول بتفيدني؛
بس للأسف تزيد أكثر من قبل والخوف يزيد أكثر، وأنا بصلاتي يجيني هالخوف وأتوتر بصلاتي وأحاول أخلصها بسرعة، حتى القرآن هجرته فترة وإذا قعدت أقرأ أقرأ بسرعة لأني أتضايق وأخاف، أي آية فيها عن الموت ترعبني وأحاول أعديها بسرعة أستغفر الله، صرت أحس بالذنب من نفسي وكرهت نفسي أكثر وأكثر، بديت أخاف من كل شيء أماكن مرتفعة، السرعة وأنا بالسيارة، الظلام
يمكن هالأشياء كنت أخاف منها قبل بس شوي بس بعد هالحالة زاد الخوف أضعاف، وزادت حالتي لدرجة أهملت دراستي واضطريت أفصل بنص السنة لأني كنت أخاف أروح المدرسة، أتخيل نفسي بموت بالمدرسة بعيد عن أهلي ولحالي وهالفكرة ترعبني، عشان كذا أرفض أروح المدررسة، أهلي كانوا ينصحووني دايم بس هالشي ما كان بيدي ما أقدر أنزع هالخوف من قلبي، زادت الحالة لدرجة نسيت وش هي الضحكة صرت دايم حزينة وكئيبة والخوف مسيطر على ملامحي، وبعد هالشهور من المعاناة.
اقترحت علي أختي أن أسجل بمنتدى عشان أفضفض وأقول كل اللي أحسه وأشكي وبدون خجل وأنا فعلاً سجلت بس اكتشفت إن المنتدى مو للشكاوي والاقتراحات وأنا وأختي ما ندري بالأساس وش يعني منتدى لأن هذي أول مرة ندخل لعالم النت وأختي كانت تظن إن المنتدى للشكاوي وكذا؛
المهم أنا مع الأيام اندمجت بالمنتدى كبرنامج للتسلية والكتابة بس وبدأت حالتي تتحسن والوسواس خف عن قبل كثير وراح بس والله ما أخفيكم لين اللحين هالحالة مأثرة فيني ولين اللحين إذا قريت قرآن أحس بضيق وخوف يمكن الحالة خفت بس الأكيد إنها ما انتهت، وكنت دايم أدور أماكن الشكاوي ولأول مرة أنجح وأحصل المكان وأتمنى استشارة تفيدني أنا تعبت من هالخوف اللي مسيطر علي بكل وقت، وللعلم أنا من قبل كنت أقرأ القرآن يوميا وبكثرة وملتزمة ولله الحمد لكن بعدها الحالة تغيرت 180 درجة وصرت أقرأ مرة في اليومين وصفحة واحدة بس من القرآن وأجبر نفسي بس، ما أدري وش أسوي ضميري يأنبني، هالحالة خربت حياتي والله.
15/01/2015
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
في البداية أحمد الله على التحسن ولو أنه بسيط حسب ما تفضلتم به من القلق الذي أصابك. وبإذن الله يكون الشفاء من نصيبك قريبا بالعلاج الصحيح. وإن ما مررت به في الفترة التي فقدت فيها والدك غفر الله له لم يكن بالأمر السهل والذي أدى إلى تدهور حالتك بشكل ملحوظ.
إن ما ذكرتينه في استفسارك هي أعراض اضطرابات الخوف والقلق. وهذا الاضطراب عادة يصاب به الذين لديهم سمات القلق منذ صغرهم وفي فترة مراهقتهم. ويزيد القلق إذا فقدوا "الأمان". وبالنسبة للإناث فإن الأب يعتبر في معظم الحالات الأمان وقد كان ردة فعلك لفقدانه الخوف والإحساس بعدم الأمان.
ومن مظاهر الخوف هو الخوف من الموت بالرغم من أن ليس هناك سبب واضح لذلك. إن الموت هو من أكثر المخاوف التي يصاب به الإنسان. وكون أن فقدان والدك كان بسبب الموت فإن عقلك الباطن بدأ بالخوف من الموت أيضا.
وكلنا نعلم بأن الخوف مرتبط به أعراض جسمانية مرهقة ومنها دقات القلب السريع والارتعاش وعدم القدرة على التنفس والتعرق وجفاف في الحلق. وإن كانت هذه الأعراض بدنية إلا أنها ردة فعل لحالتك النفسية. وفي حالة عدم العلاج يؤثر سلبا على الوظائف الحياتية للمصاب فيبدأ بالامتناع عن الخروج خوفا من عودة الأعراض أو الانهيار أمام الآخرين. وهذا ما حصل لك من الخوف من المدرسة أي الخوف حين الابتعاد من منطقة الأمان وهو المنزل.
وكأي مرض آخر يوثر على وظائفك الحياتية انتقص المرض من خشوعك وقراءتك القرآن. وهذا ليس ضعفا في الإيمان ولكن هذا نتيجة المرض. وهنا أنصحك بالعودة التدريجية لمزاولة حياتك ومنها قراءة القرآن والتأني في الصلاة.
ومن نتاج الخوف والقلق -الاكتئاب وهذا ما حصل لك بسبب عدم أخذك للعلاجات المناسبة لحالتك والتي إن لم تعالج ستسفحل وتفقدين مهاراتك ووظائفك أكثر. وهنا أنصحك بالتوجه إلى طبيب نفسي ليقيم حالتك بطريقة علمية ويبدأ معك العلاج المناسب. وعلاج القلق والخوف هو العلاج الدوائي الموقت والعلاج النفسي والذي يتضمن التحدث عن مخاوفك والعمل على مقاومتها وبناء حياتك بالأسلوب القويم.
وختاما أختي الكريمة إن تشخيص حالتك هو اضطراب الخوف والقلق (القلق العام). وهناك علاجات ناجعة وعليك الذهاب إلى الطبيب النفسي في أقرب فرصة واستمري على العلاج وسيكون فيه الشفاء بإذن الله تعالى.
أسال الله القدير أن يرحم والدك وينعم عليك بالشفاء.