هاجس الأمراض الخطيرة
مرحباً؛
أولا أشكركم على جهودكم الجبارة في مساعدة الناس.
الطول : 173
الوزن : 68
قبل سنتين ونصف بدأت أعاني من آلام البطن. وبعد سنتين ونصف من المراجعات المتعبة والأدوية الكثيرة والأشعات والفحوصات والمناظير تبين أني لا أعاني من أمراض خطيرة إنما أنا مصاب بالقولون العصبي. لكن المشكلة أني أصبحت لدي أفكار تقلقني كثيرا ومخاوف على سبيل المثال: عندما أركب السيارة تدور في عقلي أفكار غريبة وأفكر بأنني سيحدث لي حادث لا قدر الله، وعندما يخرج الأهل ويتأخرون أبدأ أفكر بأنهم ربما قد أصابهم حادث وقد توفوا جميعا لا قدر الله، كذلك عندما أصاب بآلام البطن تبدأ أفكار تدور في عقلي مثل ربما أنني مصاب بالسرطان عافانا الله وإياكم أو أحد الأمراض الخطيرة. وهكذا مع بقية الأمور التي تحصل لي في حياتي.
عندما أخبرني الطبيب بأني مصاب بالقولون العصبي أخبرني بأنه لا علاج له أصابتني خيبة ألم لأني تعبت منه والآن قد عرفت بأنني لن أرتاح منه. أخبرني الطبيب بأنه علي زيارته بعد شهرين وقد يصرف لي مضادات للاكتئاب وذلك لتخفيف أعراض القولون العصبي وكالعادة بدأت مخاوف وأفكار كثيرة تدور في عقلي حول هذه المضادات.
حاليا أتناول أقراص فيرين لتقلصات القولون ثلاث مرات في اليوم.
علاقتي مع أهلي وأصدقائي ممتازة جدا لكنني بدأت أواجه مشاكل مؤخرا حيث أنني مع الأيام أصبحت سريع الغضب على مزاح أصدقائي أو على المعلمين وحتى على أهلي في حال طلبوا مني شيئا حتى ولو كان أمرا بسيطا، كما أنني بدأت أحس بحب العزلة والبقاء وحيدا وأصاب بملل شديد واكتئاب في بعض الأحيان وهو ما يؤدي إلى تهيج القولون وظهور الآلام وكذلك يؤثر سلبا على حياتي الاجتماعية.
عموما حالتي تزداد سوءا يوما بعد يوم.
كيف يمكنني التخلص من هذه المخاوف وكيف يمكنني السيطرة على غضبي لأنني حاولت السيطرة عليها ولم أنجح؟؟؟؟؟؟
05/02/2015
رد المستشار
السلام عليكم ابني العزيز "متعب"؛
أشكر لك تواصلك معنا وأقدر ما تمر به من خوف وقلق وقبل أن أبدأ بالإجابة على سؤالك أود أن أطمئنك بأن هناك العلاج الشافي بإذن الله لحالتك ولمعاناتك وهي لا تعتبر من الأمراض الشديدة ومع المثابرة على العلاج ستزول بإذن الله.
إن ما تعاني منه إنما هو اضطراب الخوف والقلق منذ سنتين ونصف وتكون لهذا الاضطراب أعراض بدنية ومنها المغص وآلام القولون وتجمع الغازات في البطن ولذا يتجه المصابون إلى الطبيب العام أو طبيب الجهاز الهضمي وعادة تكون جميع الفحوصات سلبية. ويفضل أن يتوجه المصاب إلى الطبيب النفسي ليصلح أصل الداء.
لم تذكر كيف بدأت الأعراض مع العلم أنني أتوقع أنك من الذين يفكرون كثيرا ويقلقون لأمور ربما لا يقلق منها أقرانهم أو ربما مررتم بشدائد جعلتكم تعانون من القلق. ونتج عن التأخير في العلاج زيادة الأعراض وتركزها إما في فقدان الأحباب(موت الأهل) أو الإصابة بأمراض لا يرجى الشفاء منها. وهذا هو المسلك الطبيعي لعدم العلاج.
وفي نفس الوقت ربما لديك بعض الأفكار الوسواسية التي تكون مرتبطة باضطرابات الخوف والقلق. والقلق الدائم يتسبب في الابتعاد عن العالم المحيط والاكتئاب وفقدان البهجة وطعم الحياة. وإن لم يعالج ربما يؤدي إلى التدهور الدراسي.
وهنا أنصحك ابني العزيز أن تراجع طبيبا نفسانيا يهتم بعلاجك ويصف لك الأدوية المضادة للقلق والخوف وهناك عدة أنواع. وهي أدوية ناجعة لا تسبب ضررا بإذن الله. ومن المهم أيضا أن تراجع أخصائيا أو أخصائية نفسية بالإضافة إلى الاستمرار على الأدوية فهناك أمور على الأخصائي النفسي مناقشتها معك بالنسبة للأفكار التي تسبب لك الضيق ومعا تتغير هذه الأفكار إلى أفكار إيجابية تتميز بالطمأنينة.
وختاما لا تنسي أنه عليك الاستمرار مع العلاج سواءا الأدوية أو العلاج النفسي مدة لا تقل عن ستة أشهر أو ربما سنة ليعود "متعب" إلى سابق عهده "متعب" المطمئن المقبل على الحياة.
شافاك الله وأنعم عليك الصحة والعافية