هل أنا ملبوسّة؟
لا أستطيع أن أقدم عبارات الشكر والمديح لأنها قليلة في حقكم، وأقف عاجزة عن شكركم.
قصتي بدأت في شهر شعبان المنصرم، حيث وأن شعور الضيق بدأ ينتابي عند سماع الاذان وترتيل بعض الآيات القرأنيّة، لم أعلم سر هذا الضيق وظننتُ أن الوازع الديني لدي ضعيف، بالرغم من ألتزامي وتديني وأصلي جميع صلواتي في وقتها وأقرأ القرآن وأحفظ أجزاء منه، أستمرّ هذا الضيق يراودنُي ولم أعطيه إهتمام إلى أن أتت الفجيعة والصدمة والطامة الكبرى وهي (في يوم من الأيام كانت جدتي تسكن معنّا وكنت أنام بجوارها وجدتي طاعنة في السن وتعاني من أمراض عديدة، والدتي طلبت مني أن أقوم بتشغيل لها الرقية الشرعية (آيات قرآنية) قمت بتشغيل الرقية الشرعية (من أجل جدتي) حينها شعرت بشلل نصفي (يدي اليسرى وقدمي اليسرى) وكأن صاعق كهربائي صعقني بقوة، لم أشعر بيدي اليسرى، وأتتني دوخة شديدة لم أستطع التحمل، أخبرت والديّ بما جرى، طلبوا مني تشغيل الرقية الشرعية (حسب ما قالوا لي أنني قمت بالصراخ بصوت عالي مع أهتزاز بيدي) علموا بأنني لست طبيعية وقالوا أنها عين أو مس، وأستمريت بسماع الرقية الشرعية لمدة شهرين، شعرت بتحسن وأصبحت الآن أسمع الاذان بشكل طبيعي، ولكن لا أستطيع سماع الرقية، وخصوصاً عند سماعي لهذه الآية "ويحسدون الناس على ماآتاهم الله من فضله" أشعر بعذاب وكأن شيئاً ما يحرق بداخلي، وها أنا أستمع للرقية بشكل يومي رغم الألم والمرارة والعذاب التي أعيشها، وعند سماعي للرقية أستيقظ من نومي وأنا في قمة الكسل والخمول ولا أستطيع القيام بأي أعمال!، في الفترة الأخيرة أستيقظُ من نومي وأرى (كدمات في فخذي وساقي) لونها أخضر وكأن شخصاً ما قام بضربي!
لم أذهب إلى شيخ وأخاف من ذلك ولا أستطيع تقبل فكرة الذهاب لشيخ ليقرأ عليّ! ولكن ذهب إلى سيدّة تحفظ القرآن وتقوم بالتدريس في المحو الأميّة وقرأت عليّ ولحظات ولم أشعر بأي شي وفترة القراءة لا أتذكر أي شي وعند الانتهاء من هم بجواري يقولون لي إنني كنت في حالة تشنج!
أرجوكم ساعدوني، ماذا يحصل لي؟!
19/02/2015
رد المستشار
فكرة اللبس أو مس الجان هي جزء من عقائد الشعوب، تتشارك فيها العديد من الثقافات..وذكر في القرآن "كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس..."
فنحن هنا لا ننكر وجود المس ولكننا نناقش الكم المبالغ فيه الذي يعزى إليه من الأمراض فالمرضى ما زالوا يفسرون بالمس أو اللبس كثيرا من الأعراض النفسية والتي فسرها العلم واتفق الأطباء النفسانيون في إرجاعها إلى أمراض نفسية معروفة.
وقال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: لو اجتمع الإنس والجن على أن يضروك بشيء ما ضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك....إلى آخر الحديث.
المريض النفسي شديد الحساسية والتأثر معرض للإيحاء..
ولا تزال فكرة المرض النفسي مستبعدة أكثر من فكرة اللبس. رغم أن الاحتمالية أكبر لكون المخ عضو كسائر الأعضاء قد تصيبه العلة. وكذلك الحياة الضاغطة التي نحياها والتي تعرض الإنسان منا لعلل التوتر والحزن.
فجواب سؤالك يا صديقتي: هل أنا ملبوسة ؟ هو : لا أعلم...ومن قال لا أعلم فقد أفتى...فلست خبيرة في اللبس..ولكني خبيرة في المرض...وتتشابه الأعراض التي ذكرتها مع الكثير من الأمراض النفسية وتحتاجين للجلوس مع متخصص لعمل الفحوص اللازمة لمعرفة المرض من عدمه.
واقرأ أيضًا :
أسئلة محيرة السحر والطلاسم
المس واللبس والسحر في العيادة النفسية
التفكير العلمي في مقابل التفكير الخرافي والأسطوري
على باب الله: محنة العقل العربي
قيمة العقل في الإسلام ! ماذا جرى؟
الجن والمس واللبس وما إلى ذلك...وقائع العجز
أصول الخلاف بين النفسانيين وثقافة مجتمعاتنا (1-3)
الطبيب النفسي ينكر أثر الجن والسحر والعين ××