وسواس الغشاء وسواس البكارة القهري : النموذج
الحزن مع وسواس البكارة
هذه مشاركة في استشارة وسواس الغشاء وسواس البكارة القهري : النموذج التي أجابها د. وائل أبو هندي.
سلام عليكم، أنا بنت عندي 20 سنة عندي خوف شديد على البكارة، ودا راجع لعدَّة أسباب. منها إن في صغري كان حصل معايا تحرش من طفل معايا، وكان عمري 7 أو 8 وكمان عشان تحرش متكرر لبنت كانت في عمر 7 سنين تقريباً، كانت بتقولي بنلعب عروسة وعريس، وأنا ماكنتش فاهمة لما وصلت 10 سنين وقفت كل ده لما بقيت بفهم، بس بعد كدا بقيت بعمل العادة السرية، بس من غير ما أدخل حاجة، بس لما عرفت إنها حرام ما بقيتش بعملها.
بس مشكلتي دلوقتي الخوف على غشائي، خصوصاً إني تذكرت إني وقعت كذا مرَّة من الدراجة، وكمان شاكة إني أكون في صغري كنت بدخل صباعي، كل دا سبب ليا تعب، ورحت لدكتورة وفحصتني، وقالت إن الغشاء سليم، بس ماكنتش مرتاحة لكلامها، ورجعت لها تاني عشان تفحصني وفحصتني مرة تانية وقالت لي إني سليمة، وإن البكارة بتنفض بعلاقة مع الراجل، بس كل الكلام دا مش قادرة أصدق، وبفحص نفسي كثير، ودائماً بدور على النت، ومش عارفة لو دا وسواس أو إيه بالظبط.
وآسفة إني طولت عليكم، ويا ليت ألاقي رد،
وشكراً.
5/9/2016
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
عزيزتي ليلى مشكلتك الأساسية هي ذلك الوسواس اللعين الذي فرض سيطرته على عقلك وليست في وجود غشاء البكارة من عدمه لأنها نقطة محسومة بكلمة الطب من الدكتورة التي أكدت عليك مرتين على وجود غشاء بكارتك، وإن كنت بصدق تريدين الخروج من حيرتك والتخلص من حزنك فعليك مقاومة ذلك الوسواس ويمكنك أنت ذلك دون الحاجة للذهاب إلى مختص لو اتبعت الخطوات الصحيحة لطريقة العلاج المعرفي السلوكي، وأول الخطوات هي الاقتناع التام بسلامتك التامة وبذات الوقت الإنكار التام والتجاهل لأي أفكار أخرى مضادة.. الاقتناع التام أن أفكار الوسواس القهري ما هي إلا إشارات كميائية غير حقيقية تتغذى على أفكار وتصورات وهمية بداخل عقلك .
الخطوة الثانية هي تحليل أفكارك. عندما يتملك الوسواس منك تبدئين في تحليل مصدر الفكرة، ويفضل أن تقومي بتدوين جميع ذلك في كراسة أو دفتر خاص بك ليكون كمرجع لك كلما هاجمتك تلك الأفكار. هل بالفعل أنا فقدت غشاء بكارتي؟؟ وما الدليل؟
إجابتك غالبا ستكون كالتالي: لا أعلم، أنا محتارة وأشك في أنني فقدته بالفعل ودليلي ما حدث لي بطفولتي مضاف عليه تصورات ومشاهد مموهة وغير واضحة.
الخطوة الثالثة مواجهة تلك الافتراضات بحقائق، والحقائق هنا هي ما أقرته لك الطبيبة مرتين. وهي حقيقة يجب أن تبدل إجابتك على السؤال الأول لتكون: لا لم أفقد غشاء بكارتي، رغم ما حدث لي أو فعلته بصغري ولكنني لم أفقد بكارتي والطب أكد ذلك وغير ذك مجرد أفكار سخيفة. وتصبح تلك هي إجابتك الوحيدة بداخلك بكل قناعة وصدق.
الخطوة الرابعة: الاستمرار على تلك الخطوات فترة زمنية وملاحظة تطور استجابتك للوسواس سواء بالإيجاب أو السلب وكتابة جميع ذلك. ثم ملاحظة أي أفعال أو كلمات تسبب هجوم الوسواس عليك، مثل ذكريات من الماضي، رؤية أطفال تلعب، الحديث عن الزواج، ملاحظتها جيدا وتدوينها، ثم العمل على إلغاء تلك الصلة تماما وكسرها، وخلق صلة أخرى ما بين تلك الأحداث والأفعال وأفكار أكثر تفاؤلا وجمالا بعقلك.
مشاهدة أطفال يقابلها أن تصبحي أما بيوم من الأيام. تذكر أيام طفولتك يقابله كم كنت بريئة ولو أخطأت فكثير من الأطفال يخطئون وهي أيام مضت وانتهت. الحديث عن الزواج أو رؤية عروس يقابلها تخيلك لنفسك يوم فرحك كيف سيكون شكلك وفستانك بكل بهجة وانطلاق. باختصار خلق صلات جديدة تربط ما بين أي حدث أو مسبب لهجوم ذلك الوسواس عليك ومشاهد جميعها مرحة لطيفة كلها تفاؤل.
الخطوة الخامسة: التعامل مع تلك الفكرة الوسواسية على أنها مجرد فكرة سطحية خفيفة عليك الاستهزاء بها كلما حاولت مهاجمتك، التهوين منها، عدم الالتفات لها أو منحها أيا من طاقتك العقلية أو النفسية -مطلقا- بل تحاولي أن تشغلي نفسك بأي أعمال أو أفكار أخرى تشتت انتباهك عنها، ومع بعض الوقت وحتى بدون أن تلاحظي ستتخلصين من ذلك الوسواس، والأساس في جميع الخطوات السابقة هو قناعتك التامة أن مشكلتك الأساسية في الوسواس وليست أبدا في وجود غشاء بكارتك من عدمه. وتقبلي تحياتي ودعواتي.
ويتبع >>>>>: وسواس الغشاء وسواس البكارة القهري : النموذج م