خطيبي يفرق بيني وبين والدته
مرتبطة أنا وهو منذ سنتين تقدم لي أكتر من مرة ووافق أهلي بشرط تحسن ظروفه وبعض الشروط على أن يتقدم فقط بعد أن يوفيها وتحسنت ظروفه بعد صبر طويل وبعد أشهر قلائل بإذن الله سيتقدم مجدداً........
توافقنا عالي جداً إلا في بعض المواضيع منها علاقتي بوالدته فأنا وهي نتعامل كصديقتين تحبني وأحبها ونتكلم كتيراً ولكنه بعد أن كان يرحب بعلاقتنا الطيبة فجأة أصبح يفرق بيننا لا يريدنا أن نتكلم أو نتقابل رغم أن مقابلاتنا قليلة جداً وبعلمه
يأخد ردود أفعال مبالغ فيها يتنرفز يهدد أني مكلمهاش تاني وألا يخاصمني بالأيام إذا علم أننا تكلمنا على الفون, حتى إذا أعلمناه لا يرضى ويرفض ويتوعد لنا, وسألته مراراً لماذا يفعل ذلك فقال أن علي أن أثق فيه ولا أحاكيها إلا بعد خطبتنا.
لماذا لا يذكر أي أسباب مع العلم أن والدته صريحةٌ معي جداً وتخبرني بعيوبه ولا تجمله أمامي ولا تتجمل, أصبح الموقف مبهم لا أعلم ما هو التصرف الصحيح نحن نتكلم سراً رغم أن كلامنا ليس فيه أي حرج وهو أمر طبيعي لكننا نتجنب المشاكل
26/12/2016
رد المستشار
السلام عليكم أختي الكريمة
رسالتك فريدة من نوعها فما اعتدت عليه هو استقبال رسائل من فتيات أو زوجات يشتكين من تفضيل الزوج لأمه عليهن أو من المشاجرات والخلافات بينهن وبين والدة الزوج ولكن رسالتك فريدة من نوعها وأنا لا أجدها مشكلة بقدر ما هي موقف غامض غير مفهوم، غامض بالنسبة لك........
ولو كان العكس ولاحظت أن خطيبك يعامل والدته أفضل منك أو يكون بصفها وقت الخلافات لكان الأمر مفهوماً وبسيطاً بالنسبة لكِ ولأرسلتِ تقولين أعاني من مشكلة ولكن برسالتكِ أنتِ تعانين من عدم فهم لموقف غامض.... فقط موقف غامض ولكن خطيبك حاولَ التوضيح والشرح عندما طلب منك عدم محادثة والدته كثيراً إلا بعدَ الخطبة....
والأمر بسيط جداً فأهل مكة أدرى بشعابها ومن المؤكد أن خطيبك أعلم بوالدته منك، هو من يعيش معها، من يعرف طباعها.... يعيش بعمق عالمها وليس مجرد زائر له مثلك أنت....
مشكلتنا نحن النساء تكمن في عقولنا. عقولنا التي تعمل ليل نهار تحليلاً وشرحاً واستنتاجاتٍ وافتراضاتٍ لجميع التفاصيل وبالنهاية قد نصل لتفسيرات لا تمت للواقع بصلة أو قد يكون الأمر أبسط من احتياجه لأية تفسيرات وأنتِ بحالتكِ الأمر بسيط جداً فمن تحبينه وبدأ الخطوات العملية للارتباط الرسمي بكِ، وأسرته مرحبه بكِ وتحبكِ وهو متمسك بكِ ويحاول الوصول بحبكما لبر الأمان....
ألا يكفيكِ ذلك؟ لم تشغلين بالك بتفاصيل التفاصيل؟ وبالنهاية قد تصلين لنتيجة تدمر سعادتك وحبك؟ الصواب هو التوقف عن العناد والالتزام برغبة خطيبك وليحدد لكِ هو مقدار تعاملك مع والدته كماً وكيفاً وعليكِ الالتزام به من باب حفاظكِ على الحب بينكما....
أنت الآن في أجمل مراحل حياتكِ العمرية والعاطفية فلتتمتعي بها وتتوقفي عن إرهاقِ عقلكِ ومن ثم قلبكِ في افتراضات وتفسيرات وتصرفات لن تكون نتيجتها غير تولد الخلافات بينكما.... وكثرةُ الخلافات أولى خطوات تولد النفور بقلب الرجل.. فلتتمتعي عزيزتي بحب من اختاره قلبكِ والإعداد لحياتكما معاً .. والالتزام بكلام خطيبك وأنت متوكلة على الله....
{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}
التعليق: السلام عليكم ورحمة الله
أتمّ الله لكم ما تُحبون من اجتماع وزواج، ويسّر أمركما
سيّدة "آية" حقا ما قالته الأستاذة شيرين .. فوضعك جيد من ناحية أن الخطيب لم يطلب منك تقديم مراسيم التبجيل والولاء لأمّه، عكس الكثير من الرجال، الذين يتصوّرون البرّ على أنّه إعطاء الحقّ في الظلم والشطط اتجاه الزوجة الجديدة.
وحسب رسالتك (مع أنها قصيرة وقليلة التفاصيل)، ووصفْكِ لأمّه بأنها (صريحةٌ معك جداً وتخبرك بعيوبه ولا تجمله أمامك ولا تتجمل) قد يكون ما قلتِ عنها سببا من الأسباب التي تجعله يضعُ حدودا بينك وبينها قبل الخطبة، إن لم يكُن هو السبب الرئيسيّ. فكونُ حماتِك (إن شاء الله) صريحة جدا معك وتخبرك بعيوبه، لا يعني كونها "محقّة" في وصفها أو حُسن اختيارها لسياق ذِكر الحادثة، قد تنقص تفاصيل مهمة من الأحداث التي ترويها، أو يتغيّر سلوك وتفكير الابن بعد تلك الأحداث، فتعتبرينها عادة لصيقة به... وهكذا، ونعلم أن الدافع من وراء المحادثات قد يكون مجرّد الفضضفة والحديث عن ولَدها (فهي تراه ملكَا لها ومِن ثمّ لها الحقّ بأن تُخبِر الكلّ عن تفاصيل حياته!) دون اعتبار مفسدة أو مصلحة أن يعرف الشريك تلك التفاصيل.
بمعنى أنّ تصوّرك عن خطيبك والذي لم يبلغ مرحلة النضج بالعيش تحت سقف واحد، قد يتأثر بما ترويه أمّه عنه أو حتى عن الأسرة كلّها. وقد يُربكه هذا الأمر، خصوصا أنّ كلّ إنسان يرى الزّواج محطّةً لتغيير كثير من الأمور في حياته، ولا يريد أن يرى بعضها تكرّر في علاقته مع زوجته. ويحاول وضع حدود للاحترام ويصنع "صبغة خاصّة بكما" كزوج مع زوجته، لا كابن مع أمّه أو أخ مع أخوته.
ومهما كانت تلك "الحدود" خاطئة أو صائبة، فهي على أيّ حال حدود شريكك ومن ستقضين معه حياتك، وهي أولى بالمراعات والتفهّم من أساليب غيره من الناس حتى إن كانت أمّه.
وأظنّ أنه بعد الزواج واكتمال الصورة وفهمٍ أكثر للشريك وللعلاقات المعقدة التي تجمعه بأسرته، سيكون التواصل مع أمّه شيئا متاحا وسلِسا متى اطمأن خطيبك للأمر. فلا تُتعبي نفسك كما قالت المستشارة، ولا تجعلين ذلك المنع يشكّل عُقدة وذكرى سيّئة لك، وانتبهي أيضا ألا تكون صراحتُها وتكرّمها عليك بتفاصيل تخصّ زوجك المستقبليّ، هي أساس التحسّر بسبب أنها مصدر قيّم لمعرفة المزيد عن الرجل الذي تحبين الارتباط به، خصوصا إذا كان متحفّظا ولا يشبع فضولك من هذه الناحية. وهذا لا ينفي طبعا حبّها واحترامها وإكرامها متى تيسّر ذلك.
أتمنى لكما التوفيق