عودة مارد الاكتئاب
السلام عليكم أنا شاب مثقف من عائلة بسيطة عشت بعيد عن الوالد الذي طلق أمي من قبل ما آجي للدنيا أعيش مع أمي وأخي في دار جدي وتربينا في مع ولد خالي وبناته, كان في دائماً مشاكل بسبب مغامرات خالي مع النساء في صغري كنت تلميذ ذكي جداً ومن الأوائل لكن كنت أخاف من المواجهة لأني كنت نحيف, مرت السنين وتعرضت لأول حالة اكتئاب وأنا عندي 15 سنة
وفي سن 19 عاودتني الحالة وخرجت منها بآثارها على شخصيتي وقتها كنت بالجامعة حتى سنة 2012 جاءتني نوبة هلع بعد فترة وجيزة من انفصالي عن فتاة كنت جداً متعلق بها وهي من أنهت العلاقة ثم دخلت تقريباً مدة سنة وأنا في حالة اكتئاب, وكانت سنة تخرجي دعمني فيها الأصدقاء وعنصر الصداقة شيء مقدس عندي وظفت بشكل مؤقت في قطاع التعليم المتوسط لم أنجح في مسابقتين للتوظيف بسبب المحسوبية لأني متأكد من إمكانياتي ظللت متعاقد حتى يومنا هذا سنة 2016 بذلت فيها مجهوداً كبيراً بين العمل والتحضير للذهاب إلى فرنسا والذي أعتبره حلم حياتي, وفي آخر الموسم وجدت نفسي أخسر الاثنين رغم ما بذلته من تعب وسفر ومال,
أيضاً تقدمت لفتاة رفضتني وأخرى أجد أنها مخطوبة لآخر أجريت أيضاً مقابلتين للحصول على وظيفة في مصنع ولم ينجح الأمر وفي وسط كل هذا كنت محافظا على تفاؤلي إلا أنني بعد الانفصال عن أقرب صديق لي قلقلت كثيراً ثم داهمتني نوبة هلع بعد أن تذكرت أنني الليلة الماضية رأيت حلماً متداخلاً فراحت التفاسير الغير منطقية تأكل رأسي, وذهبت إلى الإنترنت لأبحث عن تفسير له فبدر إلي أنه قد يكون الموت ودخلت في دوامة الاكتئاب بكل أعراضه شهية ضعيفة مزاج هابط الصحو مبكراً الشعور باليأس وغابت متعتي بالأشياء التي كانت تفرحني, وأصبحت أترجم كل حدث على أنه ربما رسالة لي بأني سأموت
وأريد أن أنوه أنني في المرة الأخيرة فقط عرفت أن ما بي هو اكتئاب في الحالات السابقة وأنا أتناول الآن بدون وصفة TALOBREX اسيتالوبرام مقدار 10 mg ik بعد شهر وأسبوعين أحس ببعض التحسن لكن ليس بالكبير
من فضلكم أريد تشخيصاً دقيقاً لحالتي
12/1/2017
رد المستشار
أخي الكريم
تمنياتي لك بدوام الخير والصحة والسعادة
قرأت جيداً رسالتك الكريمة ويبدو من تكرار نوبات التعب الخاصة بكم أنها نوبات اكتئاب عظمى "وهذا هو الاسم العلمي". ما ذكرته في رسالتك عن نوبات الفزع غير واضح ويحتمل الكثير من التأويل لعدم وجود معلومات كافية عن الأعراض في رسالتك، ولكني سأذكر لك وصفاً مبسطاً لهذا الاضطراب.
نوبات الفزع أو الهلع ببساطة هي اضطراب دقيق في بعض الموصلات العصبية التي يفرزها المخ وأهمها هو السيروتونين وتظهر في صورة اضطراب لحظي أو يأخذ صورة نوبات يحس خلالها الشخص إحساسا "حقيقيا" بدنو الأجل أو سكرات الموت أو خروج الروح إضافة إلى زيادة في نبضات القلب وصعوبة التنفس وتنميل الأطراف والخوف والفزع الشديدين إضافة إلى مجموعة من الأعراض التي تزيد أو تقل حدتها من شخص لآخر
لا شك أن الضغوط النفسية تؤثر في حدة النوبة ولكنها وبشكل كبير ليست سبباً في نشوء أو ظهور الحالة بداية، كما أن تعاطي مواد مخدرة كالحشيش وخلافه يزيد من حدة وتتابع النوبات عكس ما يظن البعض.
عموماً وبفرض تشخيصكم بنوبات اكتئاب مع نوبات الهلع فأنا لا أنصح بتجربة أي علاجات دون وصفة طبية ودون متابعة دقيقة، رغم أن عقار الإسيتالوبرام هو بالفعل عقار فعال لكلتا المشكلتين
أنصحكم بمتابعة أحد الأطباء المتخصصين في مجال الأمراض النفسية، والذي سيقرر الوسيلة المناسبة لحالتك سواء أكانت هذه الوسيلة هي العلاج الدوائي أو العلاج النفسي المعرفي السلوكي، حيث تعمل بعض العلاجات الطبية التي تعمل على ثبات تركيز السيروتونين كموصل عصبي بالمخ وهي أدوية معروفة ومقننة طبياً ومثبتة الفاعلية في هذا المرض إضافة إلى درجة أمانها العالية وعدم وجود أي خطورة تجاه إدمانها أو تأثيرها على حالة الوعي أو الكفاءة في العمل، وإلى جانب العلاج الدوائي يستطيع الطبيب حسب تقديره للحالة الآنية لك تقرير مدى استفادتكم من الجلسات النفسية المعروفة بجلسات العلاج السلوكي المعرفي، وبإذن الله سيكون هناك تحسن ملحوظ مع العلاجات الطبية أو جلسات العلاج السلوكي المعرفي
تمنياتي أن أكون وفقت في مساعدتكم، وأن يصلني خبر تعافيكم في القريب العاجل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واقرأ أيضاً:
أنواع نوبات الهلع
الهلع .. دليل المساعدة الذاتي4
مصيدة الإحساس بالموت: اضطراب نوبات الهلع
نفسي عصابي: خلطة قلق واكتئاب Anxiety Depression
نفسي عصابي: اضطراب هلع Panic Disorder
نفسي عصابي: نوبة هلع Panic Attack