لا أستطيع التحكم بأفكاري
السلام عليكم أما بعد
أنا طالبة جامعية أدرس طب سنة رابعة. مشكلتي هي أنني ومنذ دخولي الجامعة أصبحت شخصاً نكرة فبعدما كنت من الأوائل في ثانويتي ومن المشهورين والأشخاص الذين ينصتون إليهم عندما يتحدثون. أنقلب كل هذا وأصبحت شبحاً ومستواي متوسط لا يسمع لي صوت في المحاضرات رغم أنني كنت دائماً أشارك وأنا بطبعي شخص يحب أن يشارك سواء في حديث أو محاضرة وإلا فيحس بأنه غير موجود وهنا تكمن مشكلتي أحس بأنني غير موجودة.
من الناحية الاجتماعية لدي أصدقاء وكما ذكرت أنا أحب المشاركة ولا أتكبر لكن في مجتمعنا الجامعي يوجد أشخاص يتجاهلون فئتي, أي أنا وصديقاتي هذه الفئة المتواضعة والتي لا تشارك. وهذا يزعجني يتكبرون ويقيمون مجموعات خاصة بهم أغلبهم من أولاد الأطباء والمجتهدين. من الناحية العاطفية أنا عزباء لم يسبق لي أن ربطت علاقة بأحدهم ولم يسبق لي أن مارست العادة السرية, يعني أنني مستقيمة فقد جئت من عائلة محافظة ومستقيمة.
عمري 21 سنة ولكن قصري ونحافتي يعطني عمراً أقل وشقراء بعيون ملونة مما يجعل الكثير يعجب بي ولكن لا أحد منهم تقرب مني حقاً. هذه كانت مواصفاتي أما مشكلتي والتي عمرها 3 سنوات أو أكثر هي أنني أصبحت شخصاً آخر كسول لا يجتهد ولهذا أنا أستحق ما وصلت إليه من تقهقر أحياناً لا أغسل أسناني في الليل من شدة كسلي, لا أحب تغيير ملابسي أحياناً أسبوعين أو أكثر وفي الصباح لا أتوضأ وأصلي بل أنتظر الظهر.
وسبب مشكلتي هي أنني أغلب الأوقات سارحة أعيش في عالم آخر مع خطيبي أو زوجي الذي دائماً يتغير فمرة مع ذلك المغني وتارة مع ذلك الممثل لا أتخيل أنني زوجة الممثل أو هذا الشخص الذي أعجبني بل مجرد شكله وجسمه أما شخصيته ومهنته فهذا من تأليف خيالي الواسع الذي أتعبني قرأت عن مشكلتي هذه كثيراً التخيلات, وأنا أعي جيداً أنني أحاول البحث عن ما لم أجده في حياتي الحقيقية أحياناً أحاول إقناع نفسي بأنه من الطبيعي أن أنجذب إلى الجنس الآخر لكن هذا لا يجدي نفعاً.
في الحقيقة أعني بعيداً عن تخيلاتي لا يعجبني شخص بسهولة أكره معظم شباب اليوم فهم تافهون بقصات شعرهم وسردهم لحياتهم عبر الفيسبوك يعجبني الأشخاص الأكبر سناً والناضجين عقلياً, وأريد أن أشير أنه في الأوقات التي لا أسرح فيها أكون شخصاً جدياً يؤمن بأفكاره ويدافع عنها شخص يقرأ ويبحث يطرح الأسئلة ويكافح من أجل الوصول إلى الأجوبة, ولكن للأسف هذا لا يدوم فأنا معظم الوقت أسرح في خيالاتي. أنا لا أتعاطى أية أدوية باستثناء الحديد لأن لدي فقر طفيف في الدم, تتملكني أحياناً حالات اكتئاب فأشاهد فيلما أو أنام كي أتخلص منها.
أرجوكم ساعوني كي أركز في دراستي وغيرها فقد اشتريت كتباً ولا أجد التركيز الكافي لقراءتها بسبب مشكلتي اللعينة.
أريد أن أتغير أريد أن أحس بأنني موجودة
19/1/2017
رد المستشار
أختي الكريمة
تمنياتي لك بدوام الخير والصحة والسعادة
لا شك أن المرحلة الجامعية هي من المراحل المهمة في تاريخ الطالب والتي تعد بمثابة المرحلة الأخيرة قبل الانطلاق إلى معترك الحياة واتخاذ قرارات مصيرية تعتمد على الذات. أضيفي إلى ذلك أن تواجدك بكلية الطب والتي يفترض سلفاً أن تضم جميع الطلاب والطالبات الحاصلين على أعلى الدرجات في الثانوية العامة مما يضفي على هذه المرحلة المزيد من التحديات والضغوط المتداخلة والمركبة.
لو نظرنا إلى حالتك فمن السهل إدراك الدرجة الكبيرة من عدم القدرة على مواكبة هذه الضغوط وفي ظل عدم وجود داعم أسري واضح وشبكة قوية من الأصدقاء القريبين إليك، يصبح حدوث الشرخ الكبير في الثقة الذاتية بالنفس أمراً وشيكاً وهو ما حدث في حالتك تماماً، ولو أضفنا إلى ذلك ما يعرف بميكانيزمات الدفاع النفسي كالإنكار والاستبدال والإسقاط فيمكننا أن نفسر شعور النقمة لديك والموجه إلى الشباب في كليتك وكذلك الاستدعاء المستمرفي الخيال لصور أشخاص بمواصفات خاصة ليسوا موجودين في الواقع لإيصال رسالة للنفس تطمئنها أن المشكلة ليست فيها بقدر ما هي تتعلق بنقص أو عدم جدارة أو خطأ في أجواء الدراسة وطبيعة الأشخاص "التافهين حسب تقديرك"
طبعاً ما أوضحه لك أختي الفاضلة ليس بقصد التأنيب لك إطلاقاً، ولكنه أمر يتعلق بالصراع النفسي الداخلي عندما يمر الإنسان بمرحلة لا يستطيع التكيف معها.
أنصحك بتكوين شبكة قوية من الأصدقاء والصديقات والاندماج معهم في أنشطة دراسية وغير دراسية "اجتماعية وترفيهية ورياضية"، وهذا سيساعد بشكل كبير في تخفيف الضغوط والإحساس بضعف الشخصية الحاصل الآن، كما أنه سيكسر طوق العزلة الذي فرضته هذه المرحلة عليك وسيساعد بشكل كبير على تحسن تقييمك لذاتك والآخرين بالشكل الأمثل وبالصورة الصحية التي تمكنك من مواصلة الدراسة والوصول للهدف الأسمى الذي تطمحين إليه
تمنياتي أن أكون وفقت في مساعدتكم، وأن يصلني خبر تعافيكم في القريب العاجل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واقرئي أيضًا:
حيرة متفوق، بين الطب والسعادة !
طالب الطب ، ورحلة الأهوال!
طول الطريق ضياء والطب
متفوقة ..وفاشلة في الطب
أنا والطب النفسي والصور!! م1
لا أريد الطب !! مشاركة
ضحايا الطب سابقا: خبرة. المرض والتعافي مشاركة1
متفوقة، وذات مهارات.... ليس لدي أصدقاء
فاشل ومقصر وكلية الطب: على شفا الاكتئاب!