مدمن شارف على الاستسلام
السادة الأفاضل القائمين على هذا الموقع
جزآكم الله خيراً على ما تفعلونه ونفع الله بكم الأمة التي تحتاج إلى مثلكم
أنا رجل أبلغ من العمر 36 عاماً متزوج ولي أولاد مستواي التعليمي جامعي وأعمل منذ ما يقارب ال13 عاماً ومستواي المادي متوسط لم أتعرض في حياتي لأي أزمات نفسية إلا عندما كنت في السابعة والعشرين عندما خسرت الشركة التي أسستها وخلفت بعدها مشاكل لا حصر لها مادية ومعنوية فدخلت في حالة اكتئاب ولكن بمرور الوقت تعافيت ومن وقت لآخر وعند الغضب أو الحزن يكون الأمر أشبه بعودة تلك الحالة لكني متعايش
المشكلة الأساسية في حياتي وباختصار هي أني مدمن إباحية منذ أكثر من 15 عاماً أو يزيد كان الأمر مرة كل أسبوع ينتهي بالاستنماء وما يليه من قرف وزهق ويأس ثم أقف مع نفسي وأحاول أن أتوقف فأتوقف أسبوع أو 10 أيام وأعود
تزوجت وكنت أظن أني سأتخلص من هذا الأمر ومرت شهور أقاوم ولكن للأسف عدت، زوجتي جميلة محترمة ومتدينة ولكن للآسف الشديد مثل كل بنات العائلات الأمر الجنسي عندها والرومانسي أيضاً بعيد كل البعد عن فكرها وهو أمر شاق جداً أن تغير فكنت أتمنى أموراً ولا أجدها، مئات المشاكل ومئات الملاحظات وآلاف الإخفاقات وأنا أغوص في وحل الإباحية وأحارب منفرداً وهي تتغير يوم وتعود إلى الوراء أياماً ....
أنا لا أريدها أن تفعل مثل ما أشاهد أنا أعرف الفارق بين الحقيقة والخيال ولكنها بعيدة وأنا لا أشبع نهائياً أقوم وكان أمراً لم يكن ومع أني بقياسات الجنس جيد جداً من كل شيء ولكن للآسف إن أطلت قليلاً أو تحدثت قليلاً أجد في وجهها نظرة قرف وامتعاض تنغص حياتي وتشعرني أني حيوان شهواني بل إن تلك النظرة أراها في ما يقرب من 40% من لقاءاتنا
حاولت أن أضغط على نفسي لأتوقف ولا أستطيع تركت الأمر سبعة أشهر وعدت للمشاهدة أسبوعياً أو كل أسبوعين حاولت مره أخرى فانتكست بعد 15 يوماً وهكذا 10 أيام 15 يوماً وأعود وجربت كل شيء وقرأت آلاف المقالات عن هذا الأمر
آخر مرة قلت أن أجعل زوجتي علاجي وأن أتغاضى عنها ولكن زادني الأمر سوءاً وأنا لا أستطيع أن أقولها أني مدمن وأصبحت أشك أصلا في أن هذا الأمر سيعالج الأزمة
قرأت فيما قرأت أن تأثيرات الإباحية تشابه إدمان الكوكايين في تأثيره على المخ وأنا الآن وصلت إلى طريق مسدود لم يعد أمامي إلا مشورتكم
وهنا أسال هل هناك أدوية مثل mood stabilizer أو anti depressant تفيد في هذه الحالات وإن كان فما هي الجرعة والمادة؟ قد سمعت أن المدمن لا يعالج وإنما يكون controlled حتى أن بعض الأطباء يقول أن المدمن الذي أنهى العلاج هو مدمن متعافي أي أنه مازال مدمناً.
فهل سيكون الأمر كذلك؟؟
أرجو ألا أكون أطلت السرد ولكن هذا الموقع هو آخر أمل لي في حربي ضد نفسي
16/1/2018
رد المستشار
أخي الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمنياتي لك بموفور الصحة ودوام العافية
باعتباري من المهتمين بعلاجات الإدمان المختلفة، أفضل دائماً تفسير إدمان الصور والمواقع الإباحية من منظور التفسيرات السلوكية المعرفية للإدمان عموماً، رغم أن التفسير التحليلي النفسي قد يمثل إضاءات لك في اتجاه فهم هذه المشكلة للتعافي منها مستقبلاً.
تتمثل هذه المشكلة في شقين مهمين ربما يساعداك أكثر في فهم تطور هذا الأمر لديك ووصوله إلى هذا الحد من التغول في حياتك بصورة صار من المستحيل -حسب رأيك الكريم- التراجع عنه رغم ما يمثله لك من خطورة وشيكة لهدم حياتك أو تغيير سلوكيات أولادك، وربما وصل الأمر إلى هدم أو انتهاء علاقتك الزوجية المستقرة.
الأمر الأول هو الدور الوظيفي لهذه المواد الإباحية:
يعني إيه؟!
يعني الحجم الذي صارت تمثله الصور والمواقع الإباحية في حياتك، باختصار صارت تمثل دوراً وظيفياً كمواجهة الضغوط وتصريف الغضب أو إزالة أي احتقان أو توتر وقد تمثل طريقة لأخذ Break أو هروب من مشكلة حالية ضاغطة صعبة الحل أو تكون هدنة يستعيد بها الشخص صفاء ذهنه لمواصلة العمل وربما في بعض الأحيان يصل الأمر أن تكون بمثابة مكافأة للشخص نفسه بعد عمل جهيد "نفس فكرة البلايستيشن كده".
وفي ظل تمدد هذه العادة فإنها تدريجيا تؤدي إلى تآكل العديد من الأنشطة الحياتية (المرحب بها) والتي كانت سابقاً تقوم بهذا الدور الوظيفي (دور الترويح أو مقاومة التوتر أو المكافأة) كالخروج مع الأصدقاء أو لعب الكرة أو مشاهدة السينما أو أو ...إلى آخره.
الأمر الثاني وهو خلق نمط جديد لمتطلبات الرضا الجنسي من الطرف الآخر "الزوجة":
يعني إيه دي كمان؟!
يعني ببساطة رفع سقف المطالب التي يتوجب على الزوجة تحقيقها في العلاقة الزوجية (مقارنة بما يراه الشخص في المواد الإباحية)
يعني الراجل يرى حاجة في المواد الجنسية المعروضة والواقع حاجة ثانية، وهذا يخلق نوع من التذمر أو الإحساس بعدم الرضا أو الطمع في الحصول على ما يراه افتراضياً على أرض الواقع، ورغم أن الطريقة التي يصور بها هذه المواد (المقاطع والأفلام الجنسية) تختلف إطلاقاً عن الصورة التي يتم بها إخراج تلك المواد ووصولها لمشاهدها حيث يتم التصوير المجتزأ وعلى عدة مراحل مع إضفاء ملامح الإثارة "المفتعلة" ثم يتم عرضها لإضفاء مقدرة خارقة وأفكارا أكثر إثارة لعامل الجذب لا أكثر شأنها شأن أي منتج أو سلعة تجارية غرضها الأساسي الترويج وخلق أنماط استهلاكية جديدة،
رغم ذلك فإن المحصلة النهائية تكون رفع سقف المطالب -كما ذكرت سابقاً- من الزوج تجاه زوجته وما يتبعه من شعور يتولد بعدم الرضا والابتهاج بالعلاقة الزوجية (الواقعية)، وهذا الأمر من السهولة بمكان أن تلاحظه الزوجة من تغير الزوج كما وكيفا أثناء العلاقة، وقد تكون عاقبة ذلك النفور من جهة الزوج تجاه الزوجة بداية ثم النفور المتبادل من الزوجين لصعوبة تحقيق رضا الزوج (الغير واقعي)، وقد يتطور الأمر في أحيان كثيرة لإشعال رغبات معينة للزوج أزكتها مشاهداته للمواد الإباحية كالعقاب أو الإذلال الغيري أو الذاتي أثناء الجنس أو الجماع الخلفي وأشياء لا نهائية قد تهدد هدم هذه العلاقة المقدسة
أخي الحبيب
ما أريد أقوله لك...... أنه لا يوجد جدول ثابت لحل المشكلة، وإنما الطريقة تتمثل في طريقين متوازيين لا يجب أن تسير في أحدهما دون الآخر...
أما الأول فهو التوقف عن الاطلاع على تلك المواد الإباحية مع البدء وبسرعة "الطريق الأول" مع توفير وسائل بديلة لمواجهة التوتر أو الملل وكذلك مكافأة النفس بأمور تجلب السعادة والرضا للنفس كالخروج والتنزه والرحلات أو القراءة أو غيرها من الأنشطة الترويحية اللانهائية حسب اختيارات وميول كل شخص، أو استعادة الوسائل القديمة قبل نشوء تلك العادة، ويا حبذا لو اشتملت هذه الأنشطة على مشاركة الطرف الآخر (الزوجة) بصورة تعمل على مزاوجة المرح والسرور ووجود الزوجة نفسها "الطريق الثاني"
إذا اتبعت هذه الطريقة السلوكية فأعتقد أنها ستؤدي -وإلى حد كبير- إلى إنقاذ علاقتكم وحياتكم الزوجية وربما أسرتكم بكاملها، والتي هي ربما الآن على المحك........
أما لو لم يحدث ذلك فربما يكون من الأفضل لك ولأسرتك مناقشة وعلاج ومتابعة هذا الأمر مع أحد المعالجين/الأطباء النفسيين المتمرسين في "العلاج الأسري"، وقد يتطلب الأمر المشاركة الزوجية "وجود الزوجة" في مرحلة معينة من الجلسات لتقديم الدعم والتحفيز اللازم للتخلي على هذه المشكلة
تمنياتي أن أكون وفقت في مساعدتكم، وأن يصلني خبر تعافيكم في القريب العاجل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته