تحطيم الآمال والطموحات: وداعا للعقبات.!؟
الأخت تقاحة الفردوس
أقدر شعورك بحرمانك من إكمال دراستك فأنا أيضا حرمت من إكمال دراستي بسبب عدم تفهم والدي رحمه الله وتشدده
فأنا مثلك أصرخ وأصرخ منذ سنين راغبة في العيش الهانئ بعيدا عن وخزات الألم النفسي وألوان الخريف الصفراء التي توحي بالعجز ومن ثم السقوط.....
وها أنا أحاول أن أقدم شيء...
أحاول.. هروبا من مجتمعي المخملي التافهه رغبة في اكتساب العلم وخدمة الآخرين
وأبحث عن أولئك الذين جعلوا من أنفسهم واحات لمن هم في حالنا لكن مازلت اجهل طرق الوصول لهم ....
رغم صدقي،، لكن لن أيأس
لذلك أنا أيضا لن اذهب للصحراء لأعيش وحيدة فأبكي ما بقي لي من عمر أعيشه في فراغ ووحدة..
وسآخذ بنصيحة الدكتور أحمد عبد الله، وسأطرق أبوابا وأبوابا وأبحث عن مسارات أخرى فلا عذر لقاعد في عصر الانترنت....
فلا تيأسي...
وأن شاء الله تجمعنا واحة من هذه الواحات....
2/9/2004
رد المستشار
الأخت الفاضلة:
عجيبة هي هذه الشبكة العنكبوتية التي تحمل الأمل كما تحمل زفرات الأسى، وتحمل من المواد ما يحي ويميت النفوس والأرواح، والحمد لله على كل حال.
الانترنت هي الاختراق الأكثر أهمية في جهود الاتصالات ونقل المعلومات، وهي النقلة الأخطر في تاريخ الإنسانية حيث إمكانية تجاوز الحدود والسدود والقيود، والقفز في الفضاء الإليكتروني بكل من فيه وما فيه، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
والناس بفطرتهم يحبون الحرية، والانترنت هي انتصار للحرية بلا شك،
ولكننا لم نتعود ولم نتدرب ولم نتكون على استثمار الحرية وممارسة حياتنا في مناخ حر مفتوح يختار فيه من يشاء ما يشاء، ومن هنا تأتي مشكلتنا مع الانترنت،
فالعيب فينا وليس في العالم الذي يتضمن على الشبكة وخارجها كل ما ينتجه الإنسان من طيب وخبيث.
كنت في البرازيل ورأيت تمثالا لشخص يبدو سابحا في فضاء يخترق عوائقا وحجبا لاحت أمامه، ويطير في اللانهائي، وتذكرت الانترنت، وتذكرت تمثالا آخر للمبدع الكويتي "سامي محمد" وهو لشخص اخترق حجابا سميكا بأعجوبة وعنت فإذا به يصطدم بجدار مصمت يلي ذاك الحجاب السميك الذي اخترقه، وتمثال آخر لمن يحاول الصراخ فتمنعه الكمامة تلو الكمامة!!!
ونحن معا نتواصل عبر الشبكة لنقاوم العجز والإحباط، والتفاهة والوحدة والسقوط، نقاوم صفرة الخريف، وموات الهمم، وتخبط الخطوات، وسراب الأكاذيب، ونحاول معا أن نتجاوز العقبات، وأن نحقق معا بعض الآمال والطموحات والإبداعات سعداء بفضل الله علينا، ورقابة الخضراء والعسس، من الذين يظنون أنفسهم وكلاء عن الله، أو حملة الحق والحقيقة والرشد محتكرين لهذه القيم، غير القابلة للاحتكار أصلا..
ونحن معا نبحث عن طرق وعن شركاء سعداء بهذا الاتصال يستثمرونه في النافع المفيد، ومن يدمن قرع الأبواب سيصل حتما إلى ما ينبغي تمانينا ببعض الحرية التي أتاحها الانترنت –ولو في العالم الافتراضي– وأهلا بكل خبرة أو تجربة تنير درب السائرين في أودية الشبكة، أو تكشف لهم بعض خباياها وكنوزها، أو تحذرهم من أفخاخ يمكنهم اجتنابها.
وأهلا بك يا أختي الكريمة (وأنت تنتقلين من دنيا الأحلام إلى البحث عن شبكات الفعل والتفعيل، والبحث عما ينفع الذات والناس، فهو وحده يمكث في الأرض، وغيره مجرد زبد يذهب جفاءا.