الضغوط النفسية والحوار الغائب مع الأسرة
أرجو أن تدلني كيف أعيش مع أسرتي وأنا مليئة بالضغوط الداخلية؟؟
أولا لأني مررت بتجربتين في الحب وفشلا لعدم اختياري الصحيح للحبيب ولكني كنت أتألم ولا أحد يشعر بي والمهم أنى تخلصت منهم منذ سنتين تقريبا، ولكن الضغوط التي أشعر بها أني لا أحكي لأمي ولا لأي شخص في البيت غير صديقة عمري،
المهم أني دوما أشعر أن ربي غير راضٍ عني لأني تعرفت علي هذين الشخصين بدون علم أحد.
المهم أنا أعاني من مشكلة وهي افتقاد الحنان، وكذلك أعاني من أن لدي وقت فراغ كبير ولا أجد شيئا أفعله لأني تخرجت هذا العام.
أرجو إفادتي ماذا أفعل لكي أشعر بالألفة في بيتي لأني أحبهم ولكن ينقصنا الحوار.
مع جزيل الشكر
5/9/2004
رد المستشار
أهلا ومرحبا بك على موقعنا مجانين ونشكرك على ثقتك بنا، عزيزتي إن للتنشئة الأسرية عاملا كبيرا في صنع شخصية الفرد وتحديد اتجاهاته الشخصية ورسم المنظومة الكاملة التي تبنى عليها الشخصية، وسرعان ما يتحرك بها الوقت لتثبت مكانتها الفعلية وسط زحام وتلاطم الأمواج الحياتية التي نواجهها، فمنا من يقابل هذه الأمواج بكل لطف وسرور، ومنا من يقابلها بعنف مصطنع قد يقلل من قدرته الفعلية في تخطي المشكلات ومواجهتها بالصورة التي يمكن أن يقابلها بها، ولذلك نجد (الفرق) يفرض نفسه علينا بصورة مجتاحة دون أن ندري.
لذا يجب علينا التوقف عند حدوث أي مشكلة مهما كان حجمها، ومهما كانت سلبيتها المفعمة بالأسباب، والنظر فيها بتعمق لكي نستطيع تخطي العقبات المؤلمة في الحياة بتروٍ وطمأنينة تامة، دون حدوث أي احتياج قد يضع بصمته في النهاية بالخسارة المؤلمة, ولذا توجد الفروق واضحة وقد تكون مبهمة المعالم في الشخصية ذاتها وفي مجموعة من الشخصيات.
لذا كان يجب عليك ذكر التفاصيل بصورة أكثر من ما فعلت، لأننا نريد دائما وضع النقاط على الحروف بصورة أوضح، فما تزال تساؤلات كثيرة يلزم توضيحها منك وهي:
ما هي المشاكل الأكثر أهمية في الأسرة؟
ما هو نوع المعاملة التي يقدمها أبوك إلىك؟
هل هي معاملة بها شيء من القسوة؟ أم هي معاملة بها شيء من التجاهل التام؟ أم هي معامله لطيفة وبسيطة؟
وكيف تتعامل والدتك معك؟: هل تعاملك معاملة توجيهية فقط تخلو من الحنان ؟ أم فيها نوع من الحنان؟ أم تتعامل معك بتجاهل تام تشوهه السلبيات؟
هل لديك أخوات إناث أم ذكور أم هذا وذاك؟
هل لديك أصدقاء وما مدى علاقتك بهم؟
كيف تكونت معالم طفولتك؟ هل كانت بين أحضان الوالدين؟ أم كانت بين الأعمام والعمات
كل هذه أسئلة وإشارات تبحث في قاموسك الخاص الذي يشوهه افتقادك للحنان، وأنا أعتبرها محنة غير مستديمة إن شاء الله؟ وأما ما حدث من فشل في الاختيار الأول فهو فشلٌ في اختيار الدرب المناسب لشق نهر عواطفك، ولذا أنصحك بالتمهل المستبين في هذه النقطة،
نظرا لمعاناتك التي تشكين منها وهي فقدك للحنان لأن عواطفك الداخلية تلعب دورها دائما في منطق اللامعقول، وربما تؤدي بك إلى الاندفاع لإخماد هذه العاطفة المجتاحة أو توجيهها بصورة سريعة وغير عادية دون دراسة وتمهل في البحث عن جوانب شخصية هذا المتلقي ولذا يجب عليك دراسة نفسك وفتح قاموسها الخاص وفهمه أولا قبل الاختيار : وأحيلك هنا إلى بعض الروابط علي موقعنا:
اختيار شريك الحياة : هل من ضابط؟
السن المناسب للزواج
عندما يصلح الحب يصلح السلوك!
وأما معاناتك من وجود وقت فراغ كبير في حياتك فهي فعلا معاناة قد ترسو دائما سفينتها على شاطئ الهموم وذلك لعدة أسباب:-
أولها: أن كثرة الفراغ في الحياة تثير بداخلك نوازع الرغبة السلبية.
ثانيها: للفراغ قوة خفية تدميرية تحدث تحكمها الواضح في الجهاز النفسي لك.
ثالثها: للفراغ عدة قوى تقوم بوظيفتها الكاملة على وقف قواك الفكرية دون أن تدري.
رابعها: الفراغ فيرس غاشم يشوه حياة الشخص بمعاني اليأس والإحباط.
ودائما ما تبحثين عن ملء فراغك بأشياء قد تكون مؤقتة بعض الشيء، ولذا عليك دائما بالبحث عما هو محبب لديك لكي يكون النظر إلىه بصورة أوسع وأرقى في التفكير ولا تنظري إلى النتائج في البداية لأن الإنسان عندما يبحث عن الهدف الذي دائما ما يرغب فيه فهو ينظر إلى الأمام باحثا عن الشعاع الذي يطول إلىه النظر, فدائما اشغلي نفسك بما يمكنك تحقيقه ودون تردد فلو نظرت إلى شخص يحب فن الخيال والتخيل فنرى ملكاته الفكرية دائما ما تأمره بمسك الراسم ليضعه على اللوحة البيضاء كي يفضي عليها خياله الواسع لتترجمه إلى شكل جميل معبر عن شعور أو حدث مهم في حياته أو حياة الآخرين ولذا نجد جهازه النفسي دائما ما يبحث عن الاستقرار في ذلك.
وأما سؤلك الأخير الذي تسألينه وهو (كيف أشعر بالألفة في بيتي لأني أحبهم ولكن ينقصنا الحوار) هنا يكون الحوار يبنكم هو المحور الرئيسي الذي تدور حوله دائرة الحوار ولذا لابد من النظر فيما يخص أي مشكلة لديك وتقنينها جيدا لاختيار الأسلوب المناسب في التحدث ولابد لك من معرفة فن الحوار.
وتسألين نفسك هل هو علم نعم هو علم قائم بذاته تحتاجين لتعلمه لتحقيق التعامل الفعال بينك وبين الآخرين سواء داخل الأسرة أو خارجها، وكثرة التعامل بينك وبين أفراد الأسرة تخلق الوسط النفسي المناسب الذي دائما ما يميزه الهدؤ والألفة الواضحة وهذا يبنى على أساس التقرب سواء في حل المشكلات أو في المناسبات السعيدة وأحيلك إلى بعض الروابط على موقعنا
ابنتنا ترسم معالم استراتيجية التعامل مع الوالدين
حياة تعيسة.. ولكن هل هناك حل؟!!
ومع كل هذا أرى أنك تعانين من اكتئاب خفيف الشدة راجع إلى الأحداث التي مررت بها ولذا أحيلك إلى بعض الروابط على مجانين التي توضح لك الكثير في هذا:
اللامبالاة، هل هيَ اكتئاب؟
عسر المزاج، والاكتئاب
الاكتئاب الدائم أم عسر المزاج؟
غضب الله أم اكتئاب؟
الزهرة المضطربة: وحدةٌ واكتئاب و....
وتابعينا بأخبارك