أحتقر نفسي
أنا فتاة أبلغ من العمر 27 عاما وناجحة في عملي إلى حد ما وعلى قدر كافي من الجمال الهادئ والبريء..
نشأت في أسرة كبيرة العدد مكونة من 6 أفراد وأبي وأمي يعملان عملا مرموقا اجتماعيا ولكنه غير مربح ماديا بنفس الدرجة، وقد قضيا سنين طويلة في بلد عربي استطاعا أن يدخروا رصيد جيد للمستقبل وعندما استقرا في مصر كنت أبلغ 7 سنوات ونسكن في حي راقي ونشأت في جو أسرى غير متفاهم يبن أب متحكم وأم كثيرة الشجار والمناقشة والصوت العالي رغم طيبة قلبها إلا أنها تفضل الجلوس وحدها أغلب الوقت ولم أكن أعلم أن هناك أمهات قريبين جدا من أبنائهم لدرجة أنهن يضموهم إلى صدرهن من حين لأخر حين تضيق الدنيا بهؤلاء الأبناء فأنا لم أتعود أنا وإخوتي على هذا وأن كانت علاقتنا لا بأس بها بأمنا ولم أحاول أن أفعل هذا معها من قبل لخجلي منها.
إننا لم نتعود إبداء حاجتنا النفسية في البيت ونحاول دائما أن نبدو أقوياء وأنا لا أنكر كل ما فعلته امى من أجلنا في خلال غياب أبى أثناء عمله في بلد من الأقاليم داخل مصر التي هي منشأه أيضا حيث كان يأتي إلينا في نهاية كل أسبوع وكان هذا أجد أسباب الخلاف الدائم بين أبى وأمي وهو اختلاف الطباع وبعده عنا وترك مسئولية الأبناء لها ومؤخرا انتقل ليعيش معنا منذ 6 سنوات لظروف مرضه كان يسيطر عليَّ شعور منذ صغرى بعدم الأمان الدائم والإحساس بالضياع الداخلي والرغبة في الانطواء ودائما منذ صغرى والكل يشيد بأخلاقي وطيبتي ودائما ما يقول والدي بأني مطيعة حيث أنى كنت أسمع كلام كل من حولي وإخوتي أيضا وترتيبي الوسطي بينهم.
في سن 8 سنوات تعرضت لموقف لن أنساه حيث كانت معالم الأنوثة المبكرة ظاهرة على وكل من برانى يعطيني أكبر من سني .. فقد قام بواب العمارة بأخذي إلى بئر السلم وأخذ يضع عضوه داخل ملابسي الداخلية وأنا في استسلام تام وبعدها تركني وأنا لا أفهم ما حدث ولكني كنت أشعر بالذنب لعدم مقاومتي وخفت أن أخبر امى فتنهرني بأني مخطئة لأني سمحت له بذلك فلم أخبر أحدا وتجاهلت الموقف ولكنه فعلها أكثر من مرة بعدها وفى آخر مرة أخذ يداعب صدري فأحسست بخوف شديد وقررت الهروب منه وصادف فصله من العمارة فلم أره بعد ذلك فهمت بعدها العلاقة بين الرجل والمرأة وشعرت بالخجل الشديد كلما تذكرت هذه الواقعة ولم أجد خير معين لى إلا اللجوء إلى القرب من الله بالصلاة والصوم في سن13.
ودائما لا أحاول التفكير فيما حدث وأتناساه إلى أنه تولد عندي شعور دائم بأن أي رجل مثله يريد أن يعتدي علي ما سنحت له الفرصة بعد ذلك لا أعلم كيف اتجهت لممارسة العادة السرية وقد كنت لا أعلم حينئذ معناها وكنت الجأ إليها عند شعوري بشدة الإكتئاب ولكن بعدما عرفت معناها وقرأت عنها، قررت التوقف عنها لمدى خطرها وحرمتها ولكني كنت أعود إليها من حين لأخر فأندم بعدها وأحتقر نفسي وأستغفر وأتوب وأعزم ألا أعود لها أبدا ثم أعود مرة أخرى وأتوب مرة أخرى.
عند دخولي الكلية كنت متشوقة لعالم الاختلاط حيث أني طوال عمري كنت في مدرسة بنات ولا أذهب لأي مكان آخر غير البيت وزيارة صديقاتي اللاتي تسكن بجواري استجبت لإعجاب أكثر من شاب ولكن علاقتي بهم لا تتعدى الكلية والمحادثة تليفونيا ولم تتعمق علاقتي إلا مع شاب ذي أخلاق طيبة وسمعة حسنة وتفوق دراسي ولكنه كان أقل منى في المستوى الاجتماعي بكثير، ولم يكن يهمني هذا وقتها لأنه كان يحبني ويحترمني ويقدرني استمرت علاقتي البريئة به سنة دون علم أهلي وكانت فقط داخل الكلية، وأحيانا كنا نخرج في أماكن عامة أحسست معه بالأمان والاستقرار الذي لم أشعره من قبل وقررت ارتداء الحجاب والالتزام في السنة الثالثة من الكلية في سن 19 وتقربت كثيرا من الله وشعرت بحلاوة الإيمان ووجدت هذه الدنيا تافهة جدا وما عند الله باق ورغبت بالتقرب أكثر من الله وبدأت اقرأ كثيرا في الكتب الدينية والتصوف وحب الله.
وشعرت بأني علاقتي به حرام وبدأت أراه غير متدين حيث كان يحاول كثيرا لمس يدي وفى مرة حاول أن يضع يده على كتفي فبكيت من شدة شعوري بالذنب والخوف من الله وتدريجيا وجدت نفسي لا أرغب في الاستمرار معه وأخبرته بذلك وقطعت علاقتي به بعدها كنت أشعر بأني قوية وأن إيماني أصبح قويا ولن أستسلم لأي خطأ بعد ذلك..
بعدها بعام وجدت نفسي أشعر بنفس الضياع والوحدة واستسلمت لإعجاب أحد الزملاء في الكلية عندما حاول لمس يدي فتجاوبت معه، وأكثر من ذلك أنه قابلني وتجاوبت معه .. بعدها احتقرت نفسي وشعرت بالعار لفعلتي وأنه لا يليق بفتاة مثلي ملتزمة دينيا والكل يشيد لها بالأخلاق والاحترام.. واستغفرت لنفسي كثيرا وتبت إلى الله ولكني استسلمت للعادة السرية مرة أخرى دون إرادة وكل مرة أشعر بالاحتقار وأستغفر وأتوب ثم أعود مرة أخرى إلى أن تخرجت وعملت في شركة كبيرة وكنت قليلة الكلام وقليلة الخبرة وخجولة ولكني كنت متفوقة في عملي وكل من حولي يحبونني ويشيدون بأخلاقي..
إلى أن تعرفت على شاب يصغرني بعامين ويعمل معي شعرت تجاه بانجذاب غريب لم أشعره من قبل وشعرت بإعجابه أيضا ولكني كنت أحاول التهرب منه لفارق السن كما أنه كان في السنة النهائية من كليته وما لبث أن استسلمت لحبه وشعرت معه بأني أطير في عالم خيالي وقال لي بأنه يريد الزواج منى وسوف يتقدم لمقابلة أبى بعد ظهور نتيجته حتى أنى تدريجيا وجدتني أقل دينيا ولم أعد أصلى بخشوع وأشعر بالذنب لهذه العلاقة وأستغفر كثيرا ولا أدرى كيف تطورت علاقتنا سريعا إلى أننا تبادلنا القبلات والأحضان..
شعرت بعدها بأن علاقتي بالله لم تعد كسابق عهدها وكنت أبكى كثيرا لكثرة ذنوبي.. ثم حصل على شهادته وجاء فعلا لمقابلة والدي وحده ولكنه في نفس الوقت تشاجر مع مديره في العمل وتركه.. لم يعترض والدي عليه وقال أنه يبدو من عائلة طيبة ولكنه أن يوافق على إجراء أي خطوة إلا بعد عمله..وأمرني بعدم الاتصال به ..
إلا أن علاقتنا كانت أقوى من ذلك فكنا نتقابل في أماكن عامة رغم أنى كنت ارفض ذلك بشدة في البداية ولكن حالته النفسية السيئة وعدم حصوله على عمل جعلتني أتعاطف معه وأحاول مساعدته بكل ما في وسعى إلى أن استطعت الحصول له على عمل في شركة كبيرة براتب كبير بفضل الله طبعا وكلن فدى غاية السعادة وأصبحت أتطلع لزيارته لأبي ولكن على غير المتوقع وجدت مشاعره تتغير تجاهي إلى أن وجدت رسالة منه على الموبايل يقول فيها أنه يحبني ولكنه يرغب في استراحة من علاقتنا لبعض الوقت..
لم أصدق ما رأيت حينها فقد أحسست فيها بانسحابه وأبت كرامتي أن أسأله أو أتناقش معه فقط أرسلت له رسالة أيضا ردا عليها بالموافقة عازمة على نسيانه للأبد وإلغائه من حياتي وتأكدت الآن من كلام زملائي في العمل حيث حذروني منه وقالوا لى بأنه مدلل وعديم المسئولية ومتعدد العلاقات بالفتيات وليس عنده حدود تمنعه من عمل أي شيء ولكني كنت متجاهلة كل كلامهم وعندي أمل كبير أن أستطيع تغيره فقد كنت أتعاطف معه بشدة..
صادف في نفس الوقت انهيار الظروف الاقتصادية في الشركة التي أعمل بها والتخلي عن نصف العاملين بها كنت أنا منهم.. لم أعترض على مشيئة الله ولكن مررت بفترة عصيبة في حياتي من الإحساس بالضياع والغدر والاكتئاب والانطواء ولكن هذا ساعدني على التقرب من الله أكثر والاستغفار عن ذنوبي والعزم على بدأ صفحة جديدة في حياتي وأصبحت أقيم الليل واتجهت لحفظ القرآن..
وتنقلت للعمل في أماكن كثيرة لم أجد نفسي في أي منهم إلى أن تلقيت عرض من بلد عربي فقبلته ووافق أهلي على السفر وحدي لثقتهم الشديدة في واحترامهم لي وسافرت إلى هناك هروبا من حياتي الكئيبة ومن جو البيت الغير مستقر والمتوتر دائما والمليء بالمشاكل أملا في حياة أفضل وكنت متفائلة وبذلت كل ما في وسعي لأثبت قدرتي في العمل هناك ونجحت في ذلك إلا أنى بدأت أشعر بالوحدة الشديدة والقلق الدائم حيث أنى كنت أقيم في سكن بمفردي ولكن بجواري زملائي في العمل كل منهم في شقته المستقلة مما جعلني أشعر ببعض الأمان لجيرتهم وبأني لست وحدي تماما..
وفجأة ظهر في حياتي شاب عربي أخذ يطاردني وأنا أتهرب منه إلى أن تمكن من مقابلتي في مكان عام وكان يحادثني تليفونيا ولكني وضحت له بأني لن أسمح لنفسي بأن أقيم علاقة غير مشروعة لأني أريد رضا الله وأنى لا أريد أن أخون ثقة أهلي في فأعجب بشدة بأخلاقي وطلبني للزواج فقلت له لابد أن يسافر ليقابل أهلي في مصر فقال لى في أول أجازة له سوف يفعل ذلك..
ولا أعلم كيف تقابلنا أكثر من مرة حتى تجاوبت معه حين حاول أن يقبلني ويحتضني كنت في أشد الحاجة لشخص يهتم بي وصدر حنون.. ولكن يبدو بأن ما كان يدور في خاطره شيء آخر.. وجدته يجبرني في مرة من المرات بأن ألعق عضوه بلساني ووافقته وأنا في غاية القرف لأني كنت لا أريد أن أخسر عطفه عليَّ ولكن تكرر ذلك أكثر من مرة و تمادى لأكثر من هذا أيضا إلا أنه لم يصل لحد الزنا والعياذ بالله..
وأصر عليَّ أكثر من مرة أن أصحبه إلى شقتي ورفضت بقوة وكنت كل مرة بعد مقابلته أعود للبيت أبكى لساعات وأنا استغفر وأدعو الله أن يقوي إيماني إلى أن استطعت أخيرا الثورة عليه وقطعت علاقتي به بحزم حتى تركته ينظر إلي مذهولا في الشارع وأنا أشعر بقوة إيمان غريبة في أعماقي وأشعر أن الله استجاب لى ..
بعدها عزمت على قيام الليل كل ليلة وأردت أن أهب حياتي كلها لله ولا أفعل أي شيء حرام..
وبدأت أفكر في أدق تفاصيل حياتي فوجدت أن وجودي وحدي في حد ذاته حرام فقررت العودة نهائيا لبلدي وعدت أحفظ القرآن وأحضر الدروس من جديد وشعرت لأول مرة في حياتي بأني حققت كل ما أريده لشخصيتي ولم أعد أشعر بالضياع وعدم الاستقرار على العكس كنت أنا الأمان لأخوتي وأصدقائي وتوطدت علاقتي بعائلتى.. ووجدت عملا مناسبا..
إلى أن خطر في بالي يوما بأن أتصل بحبيبي القديم لمجرد السؤال عنه وعن أحواله فإذا به يرحب بي بشدة ويقدر سؤالي عنه وبعدها بفترة وجدته يبعث لى رسالة قائلا بأنه مازال يحبني بعمق.. ففوجئت وتعجبت وأيضا لم يخطر ببالي أن تعود علاقتنا مرة أخرى فقد مضى 3 سنوات لم أره فيها والآن تغيرت كثيرا وأهدافي مختلفة تماما عنه فقد كنت أسعى أن أكون داعية في الله وأن أكون محفظة للقرآن، وتوقفت عن الخروج والاختلاط مع الشباب مراعاة لحدود الله..
واتصل بي نادما وأقسم لي أنه تغير وأنه لا يعرف كيف ضيعني من يديه وأنه يريد الزواج مني وأنه يعمل الآن فوجدت نفسي أوافقه لمقابلة والدي وفعلا جاء مع والديه وتمت الخطبة وأنا متفائلة جدا بأن أساعده على القرب من الله والمواظبة على الصلاة وحاولت معه كثيرا بكافة الطرق ولكنه دائم الانشغال بالعمل ..
لا أنكر أن طريقة معاملته تغيرت عن الماضي ولكن أرى أن شخصيته في التعامل مع الناس ومع أهله مازالت كما هي..
ترددت كثيرا في فسخ الخطبة فأنا أجد قلبي متعلقا به بشدة ولكن عقلي غير مقتنع..
فانا أرى نفسي وقد تغيرت منذ الخطبة وأصبحت أقل دينيا ولا أجد الخشوع في الصلاة وتوقفت عن ارتداء العباءة بل وتجاوبت معه حين حاول أن يمسك يدي ويقبلني ويحتضني أثناء زيارته لي في البيت وأهلي بالداخل وهم يثقون في بشدة فكل مرة أحس بالخجل الشديد لمجرد التفكير في أنى أخون ثقة أهلي في وبأني لم أعد أشعر أن الله يراني وأحسست أنى منافقة..
كل من يراني يشيد بأخلاقي وتديني ولا يعلم ما افعله في الخفاء...
بعدها ترك عمله لخلاف مع مديره ومكث في البيت يبحث عن عمل آخر وهو في غاية الإحباط واليأس.. تشاجرنا كثيرا إلى إننا كنا على وشك الانفصال فإذا بي أجد نفسي أذهب لبيته لأصالحه وأنا لم أذهب وحدي من قبل لبيته حيث كنت أرفض بشدة من قبل لأنه حرام وعيب..
وعندما ذهبت له أخد يقبلني ويعانقني وأنا مستسلمة ومتجاوبة تماما معه لم أشعر وقتها أني أفعل أي شيء حرام ولكن بعد عودتي للمنزل احتقرت نفسي بشدة واستغفرت كثيرا وعزمت ألا أفعل ذلك مرة ثانية..
كنت أتعاطف معه لأن ظروفه صعبة وأعلم أنه يحتاجني في هذا الوقت أكثر من أي وقت آخر.. فأخذت أشجعه وأحاول البحث معه عن عمل وتعمقت علاقتنا كثيرا إلى حد أني أصبحت أشعر أنه ليس غريبا عني ونتلامس بالأيدي ونتعانق من حين لآخر وكأنه من حقنا ..لم أعد أشعر أنه حرام وقتها ولا أخجل من نفسي بعدها فاستغفر وأدعو الله أن يهديني إلى الصراط المستقيم ولا يضلني بعد إذ هداني ويهديه أيضا فهو يريد بداخله أن يكون إنسانا مستقيما ولكن ظروفه المحيطة دائما كانت تجذبه للفساد.. يخبرني كثيرا بأنه يشكر الله كثيرا لوجودي في حياته وبجانبه وأنه تغير كثيرا إلى الأفضل فأفكر في نفسي أجدني لا أعرف نفسي لقد تغيرت كثيرا..
أنا بطبيعتي غير أنانية ومعطاءة وأعلم أنه يحتاجني في حياته وإذا تركته ربما يعود إلى ما هو عليه.. أشعر بالمسئولية تجاهه وفى نفس الوقت أحبه ولا أتخيل الحياة بدونه.
وفي يوم كان حبيبي شديد المرض وأهله مسافرون.. فذهبت له لأساعده فاستقبلني بالقبلات الحارة والأحضان ووصل بنا حتى كنا على وشك الزنا وبكيت وأنا معه وقلت له لابد أن نعقد القران سريعا فوافقني في ذلك ولكن كيف وهو لا يملك عمل لابد أن يستقر في عمل أولا ثم نعقد القران..وعدت إلى منزلي وأنا في غاية الشعور بالاحتقار والغضب من نفسي وذهبت لأصلى ركعتين أستغفر الله ومن هول الموقف لم أستطع البكاء ولكن ساءت نفسيتي بعدها ومرضت واستغفرت كثيرا ولكن تكرر ذلك عدة مرات بعد ذلك وفى كل مرة كنت أذهب إلى منزله بدافع مساعدته وأعزم أن أقاوم ولكن ما أن يضمني أنسى كل شيء وتتلاشى مقاومتي وأشعر وقتها أنه ليس غريبا عنى وكأننا شخص واحد
والآن استغفرت كثيرا وأنتظر رمضان ربما يساعدني أن أجد نفسي ولكني أشعر بأني تائهة وبأنني ضللت طريقي ولا أعرف ماذا أفعل ولا أستطيع أن أتركه .. وفي نفس الوقت مرض والدي مرضا خطيرا قد يودي بحياته وأحوال البيت غير مستقرة على الإطلاق بالإضافة لمشاكل عائلية أخرى..أشعر بالضغط العصبي والقلق الشديد وأخاف تكرار هذه الفعلة مرة أخرى.. لا أعلم هل أنا خطأ أصلا لأفكر فيه كزوج وبهذه الطريقة أحكم على مستقبلي ومستقبل أولادي بالفشل؟ لعدم الالتزام الديني أم الحب والتفاهم والرغبة المشتركة في الاستقرار كافية لبناء أسرة سعيدة فهو كلما أتكلم معه عن المستقبل يجيبني بأحلامه في الاستقرار وبناء أسرة متدينة.... أم أنها مجرد أحلام وأنه لن يتغير أبدا؟
علما بأن والدته على قدر من التدين ومحجبة ودائما ما تنصحه دون جدوى.. عندي شعور دائم بالذنب تجاه نفسي وأهلي والله وتجاه أي أحد قريب يحدث له شيء سيء أشعر أني أنا السبب وربما حسدته لأي سبب وأشك في نفسي دائما وأكرهها وعندي عدم ثقة في تصرفاتي طوال الوقت ودائما ما أفكر هل تصرفي كان صحيح أم لا ؟
وعندي إحساس بالخوف والتوتر الدائم وخاصة عندما يسند لى عمل رغم أن قدراتي تؤهلني لإنجازه بجدارة إلا أن خوفي من الإخفاق يجعله يخرج بالصورة غير المطلوبة فأنا دائما أخاف أن أخذل أي أحد يتعشم في خيرا..
لا أعلم لما دائما أحاول أن أبدو مثالية أمام الناس وأسعى لهذا وهو ما يشعرني بالإحباط طول الوقت لعدم وصولي للصورة التي أرسمها لنفسي في خيالي وأمام الناس..
أحاول دائما إرضاء من حولي وعرض مساعدتي سواء من أخوتي أو أصدقائي أو الزملاء في العمل وأحيانا ألبي طلباتهم حتى ولو فيها مشقة على وأحيانا كثيرة أصاب باكتئاب شديد حتى أني أفضل الجلوس وحدي في غرفتي لا أكلم أحدا.
أحيانا أفكر في حياتي و أؤنب نفسي وأعزم على بدء صفحة جديدة وأحيانا لا أفكر في شيء فقط أشعر بحزن شديد وهم ولا أريد أن أكلم أو أرى أحدا من إخوتي أو أصدقائي وأتهرب منهم وأتجول في الأسواق بدون هدف فأنا لا أستطيع رفض أي طلب وربما أوافق على عمله وأتهرب لعدم استطاعتي مما يضايق اصدقائى وإخوتي مني في كثير من الأحيان
أرجو أيضا إخباري كيف لي أن أغير شخصيتي ولماذا هذا التناقض في؟.
هل أحتاج لعلاج نفسي؟
13/11/2004
رد المستشار
أيتها القارئة الكريمة:
لقد قرأت رسالتك ووجدت فيها الكثير للرد ولكني سوف ألتزم بالرد على أسئلتك فقط وهى كيف لي أن أغير من شخصيتي ولماذا هذا التناقض؟ وهل أحتاج إلى علاج نفسي؟
أولاً إني أرى في هذا الجزء الأخير من الرسالة علامات الاكتئاب واضحة وقد بررت هذه المشاعر نظراً لما تقومين به من تصرفات مندفعة مع خطيبك والخجل من أن يرى الناس الفرق بين ما يظنون فيك وما تفعلينه.
وهذا هو أحد أنواع الصراعات. التي تعيشينها فأنت أيتها القارئة لك احتياجاتك الجنسية التي يتوفر لها المكان المناسب وتطلبين من نفسك أن تتماسكي والأمر صعب بعد الوصول إلى هذه المرحلة، ويحدث ما يحدث وينتابك الشعور بالندم والألم والإحباط لهذا التباين ثم تقعين في الخطأ مرة أخرى بعد أن يزداد الإلحاح الجنسي عليكِ وهكذا.
فإن أدركت أيتها القارئة ضعفك في هذا الاتجاه مثلك مثل أي فتاة لديها احتياجات وتعرفت كيف تفرغين تلك الاحتياجات فعليك أن تتجنبي بعض الخطوات الأولى التي تؤدى في النهاية إلى ذلك( بأن ترفضي التواجد في خلوة أو تذهبي له الشقة).
والتاريخ السابق يوضح تعرضك إلى نوع من التحرش الجنسي وأنت صغيرة وهو مؤلم جداً ولكنك خرجت منه وقد بدأت رغباتك الجنسية في الظهور. وتمثل هذا في صورة ممارسة العادة السرية بعد فصل بواب العمارة مما يؤكد تعرضك للصراع الشديد بين الاستمتاع أثناء التحرش والرفض والخوف والاستسلام.,كان يجب على الأسرة الاهتمام وتثقيفك جنسياً منذ الصغر وشرح المواقف التي يمكن أن تتعرض لها أي فتاة في مثل سنك وفتح الحوار معك حتى تقولا ما يحدث وبالتالي يساعدوك في التخلص من هذا التحرش الجنسي بدلاً من الاستمرار خوفاً من الأهل.
والتجربة التي تعرضت لها في البلد العربي هي تجربة يمكن أن تتعرض لها أي فتاة ومن دواعي فخرك أنك استطعت أن تنتشلي نفسك من هذه العلاقة وأن تقولي لا وتسيري في الطريق الذي ترينه صحيحاً.
ولكن الصراع بين الرغبات والطريق السليم الذي تحبينه هو صراع موجود لدى كل الناس ينجحون أحيانا ويفشلون في أحيان أخرى ولكن من الواضح أنك سوف تنجحين إن شاء الله، وسوف تسيرين في الطريق الذي ترتضينه لنفسك وإذا لم تستطيعي ذلك فعليك التوجه إلى الطبيب النفسي ليساعدك في هذا الصراع، وكذلك سوف يساعدك الطبيب في التخلص من علامات الاكتئاب التي أراها واضحة في الرسالة.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي ، الأخت العزيزة أهلا سهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين ، وأعتذر لتأخرنا في الرد عليك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك الدكتور طارق ملوخية غير أن أؤكد على أهمية العلاج المعرفي السلوكي المخصص لمثل حالتك، والذي تتعلمين من خلاله كيفية التحكم في اندفاعاتك، وأنصحك بقراءة ردود مستشارينا السابقة على استشارات مجانين تحت العناوين التالية:
آثار تحرش: رسالة إلى الآباء والأمهات
بعد التحرش : هل حب الجنس مرض؟
بداية طريق النور
(باد جيرل)...لست سيئة ونحن معك
مشاركات على مشكلة باد جيرل
باد جيرل....م
الحلم البين بيني ! والشخصية الحدية
الشخصية البينية (الحدية) : هل هذا هو النموذج ؟
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بالتطورات.