لا أعلم ما هو تصنيفي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا فتاة من مجتمع محافظ نسيباً، ولدت ونشأت بعائلة متفككة أسرياً، أمي وأبي لم يكونا على وفاق يوماً، نشأت مع والد لا يوفر إلا الأساسيات الضرورية فقط، كنت دائماً أحس بالنقص وفعلاً كانت تنقصني أشياء كثيرة، قضيت طفولتي خلال هذه الفترة من حياتي (مرحلة الإعدادية) في قرية وجميع سكانها من معارفنا.
كنت أتعرض للتنمر اللفظي من عائلتي ومعارفي على شكلي الخارجي كثيراً وبشكل مبالغ فيه، كنت أمارس التسلط والتنمر على زملائي بالمدرسة وآخذ منهم أشيائهم قصراً وأتعرض لهم بالشتم والتلفظ، كنت دائماً أنظر لما بيد الناس وكنت دائماً أبحث عن الكمال والجمال بلبسي ومظهري الخارجي، خلال هذه الفترة أيضاً كنت أتعرض للتحرش الجنسي من قبل أخي الغير شقيق وعدد من الأقارب مع العلم أني لا أذكر أن هذا الشيء كان يزعجني لأني غير مدركة له.
في مرحلة الإعداية والثانوية انتقلنا للعيش بالمدينة ولا زلنا عائلة متفككة أسرياً لا يسود بيننا ترابط أبداً، ومن هذه الفترة نشأت برأسي أفكار عدوانية تجاه عائلتي والمجتمع المحيط بي، صرت أعمل جاهدة لأرتفع دراسياً وكنت دائماً أرى أن الحياة حولهم لا تناسبي وهذا جعلني أنفصل اجتماعياً عنهم، في هذه الفترة أيضاً كانت عائلتي أمي وأبي وإخوتي ما إن يحصل بيننا مشكلة إلا ويشتمون شكلي الخارجي كأول رد منهم، كنت أتعرض للضرب من قبل أخي الغير شقيق بهذه الفترة والتحرش الجنسي.
بعدها بدأت باستعمال العنف تجاههم فعلياً وبدأت أدافع عن نفسي بهذه الطريقة دوماً، وإلى الآن متسرعة ومندفعة وهجومية على جميع من حولي خوفاً من أن يسلبوا مني حقا لي ولا زالت فكرة أني لا أنتمي لهم تراودني كثيراً ولا زلت منعزلة عن أقربائي وأخاف مواجهتهم ولا أذهب لتجمعاتهم ولا أعلم لماذا؟! مع العلم أني اجتماعية جداً خارج أوساط عائلتي ومرحة جدا.
بدأت أفكر بالهجرة والابتعاد ولكني حقيقة يعجبني العيش بمنطقتي لكن لا أحب العائلة. لدي ميول شديد للنظافة يكاد يكون وسواس للكمال والتدقيق بالتفاصيل الصغيرة لدرجة مرهقة جداً ودائماً متوترة وقلقة وأخاف من المستقبل وأفكر فيه وبردات فعلي لمواقف لم تحصل، ضربات قلبي دائماً سريعة وخائفة من المستقبل، أنا مستاءة من حالي وأتوقع أني أعاني من اعتلال نفسي مع العلم أن عائلة والدي لديهم تاريخ مرضي بالاكتئاب والقلق ووالدي يعاني منه شخصياً.
شكراً لصبركم ومساعدتكم الغير،
أسأل الله أن يكون في ميزان حسناتكم.
21/4/2020
رد المستشار
أهلاً بك بنيتي، وشكراً لثقتك بنا...
يبدو أنك واجهتِ الكثير في هذه الحياة، فكما وصفتِ فهنالك فترات صعبة مررتِ بها، وقد مرت الكثير من المشكلات التي وصفتها لدى مراجعينا ومن طلبوا استشاراتنا، وقد أكرم الله الكثيرين منهم بالعلاج، والتحسن، وانطلقوا في حياتهم لتحقيق ما قد كانوا يطمحون، وتعويض ما افتقدوه، فالحياة هي رأس مالنا والسعي لتحقيق صحتنا النفسية هو أفضل خيارٍ لتحقيق المستقبل الذي نصبوا إليه بعد إرادة الله.
وصفت وضع حياتك الآن بجملتين (وإلى الآن، متسرعة ومندفعة وهجومية على جميع من حولي خوفاً من أن يسلبوا مني حقا لي) فقد تحولت إلى مقاتلة لأجل الدفاع والهجوم على كل من يضايقك أو يسلب حقاً لك كما وصفتِ. كما أنك تعانين من سلوكيات الوسواس القهري بالتنظيف، والتدقيق والكمال.
وهذه تحدياتك المهمة في حياتك، في الأول قانون للحياة وكأنها قانون طوارئ، والثاني اضطراب سلوكي قد يعيق ويعطل كثيرا من أنشطتك، لذلك افصلي بين الأمرين، وامشي بمسار كيف تتعاملين مع الحياة (خارج البيت على الأقل) بشكل بناء في العلاقات والتعامل مع الآخرين، وقد وصفتِ أنك مرحة خارج البيت، لكن أيضاً أنتِ بحاجة لتعزيز العلاقات الآمنة، والمجتمع المتقبل لك، والداعم.
أما الأمر الثاني وهو الوسواس والدقة فهذا يتطلب منك السعي في العلاج النفساني جدياً، وطلب المساعدة من متخصص لديه الخبرة الكافية في التعامل مع الوسواس القهري، وستجدين على شبكتنا الكثير من التوجيهات الخاصة بالتعامل مع الوسواس، قد تكون ذات فائدة ونفع لكِ، لكن الأهم أن تضعي قرار مراجعة اختصاصي نفساني نصب عينيك وفي أقرب فرصة.