ما بعد علاقة جنسية محرمة
أنا شاب عمري 33 سنة، طبيب بشري. سافرت إلى تايلاند لأداء امتحانات تخص المعادلة، بعد الامتحان أقمت بالبلد مدة 10 أيام، أغواني الشيطان وأقمت علاقة جنسية مع فتاة ليل يوم 24/9، تاني يوم ظهر عندي حرقان شديد بالبول، أخدت حقنة سيفترياكسون 1 جم وفيبراميسن لمدة 14 يوم، استمرت معي الأعراض فذهبت لأكثر من طبيب بعد عودتي لمصر والجميع يجمع بأنه ليس لدي شيء وما هذا إلا وسواس، استمر حرقان البول قرابة الثلاث شهور وانتهي.
ظهرت لدي صعوبة بالبلع وحكة بالشرج مستمرة معي إلى اليوم، كررت جرعات العلاج بالسيفترياكسون والفيبراميسين لأكثر من مرة دون جدوى. هو صراحةً الأعراض هديت بس ما زالت موجودة وتعباني على المستوي النفسي. تابعت مع بعض أطباء النفسية وكان الجميع مجمع على أني لدي وسواس وخوف، لكن أقسم لك بأنه ليس وسواس، أنا طبيب وأعرف أفرق بين الوسواس والمرض.
أرجو الإفادة علماً بأني عملت تحليل الإيدز بعد 3 أشهر و6 أشهر والحمد لله سلبية، عملت تحليل antibody الكلاميديا والـ gonorrhea وكانت سلبية،
عملت هر بيطلع عندي 1 HSV إيجابي، CMV and EBV إيجابي.
أرجو الإفادة
علماً بأني ارتبطت ببنت من أجل الزواج.
10/6/2020
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الدكتور "محمد" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد وقعت يا دكتور بالمحظور الذي ننهي مرضانا عنه. ولكنها كانت ساعة تخلّي ومضت. لا يجب أن نعيشها طوال العمر بل علينا فقط أن نستغفر الله سبحانه ونعده بعدم العودة لمثل تلك الأفعال. طبعاً علينا أن نندم على ما قدمته أيدينا. ونعود للباري عز وجل نعلن انتمائنا له ونثبت ذلك بالمحافظة على الصلاة بأوقاتها. مع المحافظة على الأعمال الصالحات قدر الإمكان. فالله سبحانه يحب التوابين. وعندها نستطيع أن نهنئك على هذه الرتبة من حب الباري عز وجل لك.
من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر. هكذا قال السيد المسيح عليه السلام. ولا يجب عليك أن تعتقد أن كل الذين يمشون حولك قد قدموا للتو من الجنة بل كلهم مثلك خطاّؤون. غفر الله لنا ولهم أجمعين.
أمّا بالنسبة لمرض الوسواس عندك. فإني أطمئنك بأنك انتهيت من المشكلة الأساسية وما بقيَ فهو وسواس لإخافتك من المرض...... فالموت. وهل هنالك راحة للمؤمن إلاّ في لقاء ربه. فإذا كنّا نحبه سبحانه, فمن المخزي أن يُعرف عنا عدم الرغبة في رؤية الباري.
وقد قلتها في قصيدة صغيرة :
كيف السبيل الى علاكم سيدي قد كنت أرحل لو يحمّلني البراق
وأروح روحاً في رحال تعبدي ألقاك, هل عانيت إلاّ للتلاق
وأموت لا أخشى بدون ترددِ كم متُّ في الدنيا بنار الاشتياق
عيناي ترجو نظرة المتوددِ عيناي من دنياي تكتحل الفراق
فإليك يا رباه قد مُدّت يدي أرفق بروحي قبل أن تصل التراق.
دكتور "محمد" اكتب الكتاب, تزوج, وأنجب العديد من الأبناء والبنات..... والعب معهم في كل الساحات. وما أجملهم وهم يُنادونك بابا..... بابا..... علِّمهم كما كل مرضاك بأن لا يقعوا فيما وقعت به ذات يوم في أحد المؤتمرات فالشيطان يتآمر عليهم وعلى الكثير من الضعفاء وهو يُريد أن يأخذهم الى النار. أما أنت, فكن حبيباً لله واستعن به واخرج من الوسوسة. أفلا يكفيك ما عشته من المرارة بسبب تلك اللحظات من الحبور كي تضع حداًّ لما عانيت وتنظر إلى الأمام فبانتظارك العرس والفرحة وشهر العسل....
لا تنسَ أن تدعونا الى حفل الزفاف.... انسَ الماضي وانظر إلى المستقبل وأبقِ نفسك في رعاية الله. فإنك بعينه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته