تحرش جنسي بالصغر
السلام عليكم... عندما كنت صغيرة أختي تحرشت بي كل ليلة قبل النوم، ولم أخبر أحداً عن هذه المشكلة، ولكن لاحظت أنها أثَّرت فيَّ وفي حياتي، وأصبحت خائفة منها طول الوقت.
أختي طول حياتها بمشاكل مع أهلي وأنا أحل وأبرر وأصلح لها مشاكلها.. وأصبحت طفولتي وحياتي متحورة حول حل المشاكل.
تعدَّى الأمر أختي وأصبح مع جميع إخوتي، فعند دخولي الجامعة اكتشفت أن أخي الصغير يصورني وأنا نائمة، وعندما كلمت أمي ردت عليّ "لا أريد أن أخسر ابني، واسكتي لم يحصل شيء، وأنتي تافهة" ولم ترجع تفتح الموضوع، ولا تكلمت مع أخي.
الآن أصبح عمري 30 عاماً، وأعيش بقلق وتوتر دائم من لاشيء، أحس بعدم التقدير من الكل (إخوتي وأهلي وأصدقائي)
وكلما دخلت بعلاقة حب تنتهي بهجري وعدم تقديري، وأحس بالظلم والحزين الشديد.
25/8/2020
رد المستشار
قرأت رسالتك أكثر من مرة وعرفت قدر المعاناة التي أنت فيها.
منذ طفولتك البريئة تحملين ما يُنَغِّص نفسك ويكدر حياتك ويحزنك.... ولربما ما مر بك جعل حياتك جحيماً..... لم تبوحي بما يختلج صدرك، وكبرت وكبر معك الألم.
يبدو واضحاً من رسالتك أن طفولتك تخلَّلتها أحداث مؤلمة من تحرش جنسي من أختك، وكذا الحال مع بقية الإخوة، وهناك خوف ترعرع في نفسك من سوء المعاملة التي تعرضت لها في طفولتك.
ليس ذنبك أنكِ تعرضت للتحرش الجنسي في الصغر, وأنتِ غير مسؤولة عما حدث لك فأنت كنت طفلة لا تقوى على الدفاع عن نفسك.... لكن ما إن تمر السنوات من عمرك حتى يأتي أخوك ويقوم بتصوريك أثناء النوم.... جميل منك أنك لم ترضخي أو تستسلمي، بل محاولتك لإيجاد حلول، لكن يبدو أنه لا أحد أمكنه أن يمد لكِ يد المساعدة بما فيهم والدتك التى حاولت أن تتستر على هذه الأمور رغم الذكريات المؤلمة واجترار الماضي مما زاد الطين بلة.
الماضي ماثل أمامك, واجتراره يمثل لك ألماً وحزناً.... الماضي الذي ليس لك ذنب فيه لأنك كنت طفلة، كان عليك أن تصرخي بأعلى صوت وتقاومين حتى يكف عما فعلته أختك والآخرين من الأسرة، وهنا يبدو واضحاً أن الاستقرار والأمان الأسري وعلاقتك بوالديك يشوبها التفكك والتسلط والترهيب وفقدان الحب والأمان..... أنا أشعر بالحسرة عليك من أبيك وأمك.
يا صغيرتي أحس أنك تواجهين ضغطاً متزايداً من الأسرة، وخاصةً بسبب النزاعات لأنك نشأت ولا تزالين تعيشين في بيئة عائلية غير مستقرة، مع الشعور بالوحدة وفقدان الأمان إضافةً إلى العزلة الاجتماعية، مع ماضٍ من الإهمال والإساءة (الجنسية، الجسدية، أو العاطفية) وعلى الرغم من ذلك فأنا أشعر أنك قوية وقادرة على تغيير حياتك.
لا شك أن تعرضك للتحرش في سن مبكر ترك أثراً بالغاً عليك، لكن احذري من الشعور بالذنب، فما مر قد مر، لا تنظري للماضى، ليكن ما مضى أمرٌ انتهى الآن وأنت تقرئين هذا الرد المتواضع، لا ينبغي أن يتملكك الحزن والأسى واليأس أو حتى الغضب، بل يجدر بك أن تحاولي طمأنة نفسك أولاً، ولا تنتظري التقدير من أحد، يكفي رضاك عن نفسك.