وسواس التكفير
السلام عليكم، لدي سؤال في الوسواس القهري، أنا منذ مدة بدأ معي وسواس قهري في التكفير فأعتقد أني كافرة، كان في البداية الوسواس يجعلني أكفر بفعل أشياء لا علاقة لها بالكفر مثلا لو شربت الموية يقول لي لو شربتيها مرتين معناها كفرت كذا حتى سمعت أنه الأشياء لا تكفر، وأنه علي الاستعاذة بالله والانتهاء عن الأمر، مع الزمن أصبحت أقول أنا مسلمة لو ما سمعت كلامه كنت أحيانا لا أسمع كلامه وأحيانا أسمع، فهل هذا يعني أني كافرة لو سمعت؟
المشكلة الأكبر أنه كلمة (أنا مسلمة) تحولت لـ (أنا كافرة)، فصرت والعياذ بالله أقول أنا كافرة لو كررت الشيء كذا مرة، قصدي كان أني أوقف الأفكار لكن أنا يعلم الله أني لا أنكر أي شيء في لفظ الشهادة ودائما أراجع نفسي (أقول الشهادة دائما أشهد أن لا إله إلا الله (أقر بذلك لا يوجد إله إلا الله) وأشهد أن محمدا رسول الله (سيدنا محمد حقا رسول من عند الله)) لا أنكر الأمر أبدا، وأصلي وأعبد الله ولكن بسبب وسواس التكفير والاستنجاء والنجاسة صرت أترك الصلاة وأصبحت هم.
في الماضي كان وسواس الاستنجاء أكبر همي حتى أتى التكفير (الذي صار حتى وأنا أستنجي يقول لي كفرت لو اسنجيت بأقل من 5 ولا 6 جرادل موية والجردل الواحد فيه أكثر من 5 لتر تقريبا وكذلك أحيانا أقول أنا كافرة لو استنجيت بأكثر من جردلين وهكذا) المشكلة أني بعد أقول كلمة أنا كافرة مرات أزيد وأسوي الشيء الأنا تركته دليل كفر أو يكفرني فهل علي إثم، وهل كفرت؟
سمعت أنه المكره بالكفر وقلبه مطمئن بالإيمان ما عليه شيء؟ الآن وأنا أكتب يخبرني الوسواس ماذا لو قصدت الكفر؟ وأنا لا أدري هل قصدته أم لا ؟ لكن ما أعرفه أني لا أنكر لفظ الشهادتين، وأحيانا فجأة من غير سبب أشعر بالكفر وأبدأ بطقوس الإسلام مثلا كرري كذا مرتين أو أكثر، حتسلمي لو غسلت وجهك بالماء البارد، رقم 3 دليل إيمانك، لو زدت في رقم 3 (أو العدد الذي أحدده) كذا ما محسوب إلا تعيدي من البداية، وهكذا وساوس
وأحيانا أقتنع أني كافرة وأقوم أتشهد لكن الشعور أني كافرة ما يزول ويقول لي أنه لازم أنفذ الطقوس حتى أكون مسلمة، وأحيانا يقول لي أنت صدقت أنك كفرت معناها أنت كافرة، وأحيانا يقول لي "تشهدك ما ينفعك لأنك حتسلمي هسي وحتكفري بعدين لأنك ما نفذت الطقوس والطقوس دي لو ما نفذتيها كل شوية حتجدد لك كفرك مهما أسلمت" (أنا شخصيا ما فاهمة الكلام دا بالضبط، كأنه تكفير بالسحر يحدث بطريقة سحرية).
في البداية كنت أغتسل للإسلام لكن سمعت فتوى تقول أنه حتى الكافر والمرتد ليس عليه غسل لدخول الإسلام لو تشهدت فقط ما لم يكن به نجاسة، فهذا أراحني كثيرا من عناء الاغتسال لكن سؤالي هل يقبل تشهدي في فترة الحيض لأني على جنابة، وهل أكون كافرة حتى ينتهي الحيض وأغتسل بنية الطهارة ودخول الإسلام؟
أرجو أن تفيدوني بالكثير من النصائح في هذا الأمر فأنا أشعر أني خرجت من الملة، أذكر أني قررت أن أستمع لسورة البقرة فوسوس لي الشيطان أني سأكفر لو سمعت أي شيء في هاتفي وكذلك يطلع لي بحجة كل ما أقرر أكيد عبادتي، حتى لما كنت أصلي النوافل طلع لي بحجة أنه لو صليت كذا نافلة معناها مسلمة ولو نقصت وحتى لو ما قصدت أنقص أكون كفرت، الآن تركت النوافل، وحتى مرة حاولت قراءة سورة البقرة ما قدرت صرت أبكي وما قدرت أقرأ.
أحس أني لست مع المسلمين، عندما أقول إن الله رؤوف رحيم يقول لي بالمسلمين وليس بك أنت كافرة، ولاحظت أن الوسواس دائما يستهدف الأعداد مثلا تكرار بعدد معين وهكذا،
أفيدوني في أمري جزاكم الله خيرا كثيرا.
10/11/2020
رد المستشار
الابنة الفاضلة "فاطمة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
بذمتك هذا سؤال في الوسواس القهري أم سلسلة طويلة من الأسئلة؟!!... عموما خيرا فعلت بأن سألت، ما يقوله الوسواس في وعي مريض الوسواس القهري أيا كان محتواه وأيا كان ما يصاحبه من صور أو مشاعر أبدًا لا يكفرُ لأنه علامة مرض، وكذلك أيا كان ما يقوله مريض وسواس قهري الكفرية (سواء تحت تأثير القهر أو الاحتيال الوسواسي) أبدا لا يكفر لأنه مريض واقرئي : الموسوس بالكفر لا يكفر ولو ظن أن أراد
تظهر في سطورك عدة حيل من حيل الوسواس الكفرية مثل قولي "أنا مسلمة لتتوقف الأفكار" أو "قولي أنا مسلمة واربطيها بفعل كذا أو كذا"... وهو بكل بساطة سيحول الكلمة لعكسها كما حدث معك، ومثل إشعارك بالكفر (والكفر فكرة وليس شعورا) ثم حثك على فعل قهري ما والقهور أو الطقوس في حالتك ترتبط بالعد والأعداد.... إذ تصف استشارتك تفاعل وسواس العد القهري Compulsive Counting مع الوساوس الدينية التعمقية، سواء كانت الكفرية أو التطهرية ومنها الاستنجاء، وأنصح أن تقرئي بعض الاستشارات عن استنجاء البنات وفيها عرض واف لهذه المشكلة وطرق التعامل الصحيح معها..... واعلمي أن عليك اتباع أيسر الفتاوى (بغض النظر عن حنبلية جناب حضرتك فعلى الموسوس فعل ذلك) حتى تتمكني من استئناف عباداتك ليس فقط لأنها مهمة وواجبة ولكن لأن تركها هو يعني تحاشي ما يثير الوساوس والقهور وهو ما لا يزيد الطين إلا بلةً.
تقولين (الآن وأنا أكتب يخبرني الوسواس ماذا لو قصدت الكفر؟ وأنا لا أدري هل قصدته أم لا ؟ لكن ما أعرفه أني لا أنكر لفظ الشهادتين؟ وهذا وصف رائع لما يحدث للموسوس عندما يحتال عليه الوسواس بسؤال يحتاج ليرد عليه أن يستبطن دواخله والتفتيش في الدواخل آفة الموسوس التي تجعله هدفا يسيرا مباشر الانصياع في مرمى الوسواس، وواقعيا لا قصد ولا نية يسأل عنهما الموسوس فلا نية للموسوس ولا قصد،.... ولأوضح لك أكثر فإن الإنسان الصحيح حين تأتيه فكرة الكفر يعرف ببساطة أنها لا تخصه ولا تعنيه لأنه تلقائيا يستبطن إيمانه فيجده في قلبه، وأما الموسوس حين تأتيه فكرة الكفر فإن المسكين يعجز عن استبطان إيمانه فيصبح قابلا للشك فيه (وربما يأتيه الوسواس بعد ذلك ليقول له ما دمت تشك فقد كفرت) وربما مباشرة يصدق أنه كفر ...(وطبعا سيقول له ما دمت صدقت فقد كفرت!!).... وليس دليلا على صحة ما أقول لك أفصح من قولك (ما أعرفه أني لا أنكر لفظ الشهادتين).... فهكذا الموسوس يلجأ إلى علامات سلوكية خارجية ليستدل بها على ما يفترض أنه في الدواخل أو الحالات الداخلية للإنسان مثلا أنا أحب زوجتي بدليل أنني اشتريت لها كذا في عيد زواجنا أو بدليل هذا التشات بيننا لقد قلت لها أحبك كثيرا على التشات!!.
مشكلة أخرى تتبدى من خلال سطورك وهي الطاعة العمياء للوسواس فهي سيناريو متكرر لديك، يعني مهما كانت لا منطقيته وكذبه الفاضح أنت لا تفكرين فقط تطيعين.... وحتى آخر سطورك.... فمثلا الله رؤوف رحيم بكل خلقه الكافر والمؤمن وأنت بهذا تؤمنين لكن الوسواس يقول لك رؤوف رحيم فقط بالمسلمين وأنت لست منهم !! فتصدقين ولعلك في طقوس الدخول في الإسلام تشرعين !! مع أنك لا تخرجين مهما تشعرين أو تفكرين أو تفعلين!!!... ومثال آخر تجديد الكفر التلقائي إذا لم تمارسي الطقوس !!وكأنه تجديد السحر مطلع الشهر والعياذ بالله.
وأما سؤالك (هل يقبل تشهدي في فترة الحيض لأني على جنابة، وهل أكون كافرة حتى ينتهي الحيض وأغتسل بنية الطهارة ودخول الإسلام؟) فالرد الأولى عليه أنك لا تكفرين أصلا ولو ظننت أن أردت أو قصدت....إلخ،.... وغم أني لست مؤهلا للرد الفقهي على السؤال إن جاء من غير موسوسة فلم أسمع بأن الحائض تمنع من التشهد أيا كانت الأسباب.
لا توجد تفاصيل واضحة عن مدة معاناتك مع الوسواس لكن هي غالبا سنوات أكثر من 5 ولا شيء يشير إلى بحثك عن العلاج؟؟؟!!! من فضلك سارعي بزيارة طبيب نفساني وتابعي القراءة على مجانين.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع >>>>>: وسواس الكفرية : فخ الطقوس وتجديد الكفر ! م