خايف من الخيالات اللِّي بعيش فيها
أنا متجَوِّز وعندي 33 سنة، ومخَلِّف، متجوز من 6 سنين... بعد الجواز بسنة ونص تقريبًا كنت بَرَاقِب واتس مراتي، ولَقِيتها بتحكي عليَّا وأنَّها مش مبسوطة معايا على السرير وكده، وكنت نزلت موضوع قبل كده في الحوار ده هنا.
بدأت أعرض المشكلة وأسأل ناس بدون ما حد يعرف هوِيِّتِي الحقيقية طبعًا... انغَمَرت في العالم ده جدًّا لحد ما بقيت دَيُّوث، وبقيت بستمتع بكلام الناس اللِّي بكلِّمهم شات عليَّا متعة غير طبيعية، وبقالى 4 سنين على الوضع ده تقريبًا... لحد كده الأمور ماشية كويسة.
اللِّي حصل اليومين اللّي فاتو دول أنِّي في مرَّة صحيت على خَبْطَة من مراتي وهيَّ ماسكة موبايلي وفاتحة الشات اللِّي كان بيني وبين الناس، وبتحاول تسألني إيه ده... مراتي شافت كل شيء، عرفت كل حاجة، شافت كلام الناس عليها وهي هيجانة على صورها، كل حاجة شافتها... فجأة بَقِيت مَلْط ومكشوف قصادها في كل شيء، ولا عارف أكدب عليها ولا أَحَوَّر ولا أنطق، إحساس أول مرَّة أحِسُّه في حياتي إن حد ماسك عليَّا ذِلَّة، واضطرِّيت أقولَّها كل حاجة، وعرفت كل حاجة عني، وليه عملت كدا ومن إمتى بدأت.
قعدت يومين بتوَسِّل ليها إنها تسامحني وإنِّي هبَطَّل ومش هعمل كدا تاني أبدًا، وقالت لي إنها هتسامحني، وبعدها نِمْنَا مع بعض والدنيا أصبحت طبيعية، وأنا سافرت شغل يومين ورجعت لقيتها بتقولَّي كلام إنِّي مريض نفسي ولازم أروح أتعالج، وإنَّها غلطت إنَّها عَدِّت الموضوع ده كده، وإنها ماسكة نفسها بالعافية.
رأيكم أنا مريض نفسي ولازم أتعالج فعلًا؟
وأعمل إيه في حياتي معاها وأنا حاسس إنِّي مكسور قصادها؟
24/3/2021
رد المستشار
الأخ السائل:
ستجد إجابات سابقة على موقعنا هنا تفيدك، ومنها ما سبق لي، وأجبت به تحت عنوان: "خارج الشريعة: الجنس المستورد، الفهم أولًا" ولا أريد أن أُكَرِّر ما سبق وقلته من أن السلوك المُنْحَرِف أو غير المقبول في ثقافتنا وحياتنا الغالبة ليس مرضًا نفسيًّا من ناحية العلم المعاصر، وأَدِلَّة التشخيص المُعتمَدَة في الممارسة العلاجية السائدة في العالم حاليًا.
لكن هذا التجريب ماذا يفيد؟! زوجتك تشارك خبرة ما تَصِفَه بأنه استمتاع أقل، فما هي خبرة المقارنة أو مقياس الحكم على خبرتها معك بأنها غير مُسْتَمْتِعَة كما ينبغي؟! وما هي الاستفادة المُتَرَتِّبَة على مشاركة هذه الخبرة على وسائل التواصل؟! هل هذا التَّجْرِيب يعود بأيِّ نَفْعٍ في معرفة أو نضج أو تطوير أداء جنسي بين زوجين؟!.... التصريح بما هو خاص وحَمِيم نعرف أنه مرفوض ومُحَرَّم شرعًا في الإسلام، لكن أنا أتساءل عن الجدوى والنفع والفائدة.
ثم تذهب أنت في وادٍ آخر فتجد متعة في الحديث على زوجتك مع آخرين، وتبادل أو نشر صور جسدها العاري، وهذا فَضْحٌ وَهَتْكِ ستر يزداد إذا كان وجهها يظهر في هذه الصور، وقد أدَّى هذا في حالة البعض إلى جَلْبِ رجال لمُعَاشَرَة جماعية للزوجة برضاها جَرْيًا وراء اللَّذَّة (وليس غيرها)، فهل كل ما يمكن أن يجلب للإنسان متعة، أو تحصل معه له لذة نجرى عليه؟! وهل هذه تُسَمَّى دياثة؟ أم قَلَّة عقل وحماقة؟ أم تصرُّفات غريبة وشاذَّة ومُنْكَرَة؟!
الزواج الناجح يقوم على القَبُول المُتبادَل بين شريكين نتيجة للتفاهم والتراحُم والمَوَدَّة والعشرة الطَيِّبَة، وليس بُناءً على حجم الأعضاء الجنسية، ولا طول فترة المعاشرة، ولا على تفاصيل العملية الجنسية وإذاعتها على وسائل التواصل!.
لا بأس من التَّعَلُّم والتطوير (وله طُرُقُه وسُبُلُه ومصادره)، لكن أن نجري وراء كل موضة جديدة ونُقَلِّد غيرنا في البحث عن اللذة فقط دون معايير فإن هذا من شأنه الوصول بنا إلى حيث أنت وزوجتك الآن مما يلزم معه اتفاق جديد، وتأسيس جديد للحياة المشتركة بينكما (إذا كنتما تريدان الاستمرار فيها)، ومن بنود هذا التأسيس الجديد أن حياتكما الجنسية سِرٌّ مُقَدَّس لا تتجاوز أخباره باب غرفة النوم، فإن كان هناك اعتلالٌ فالعلاج له طرقه، وإن أردتما التجديد أو تعلم المزيد فالمصادر السليمة معروفة ومتاحة.... أمَّا التوغل في العبث ثم الوقوع في المحظور، ومن ثم إحضار هذا الكَمِّ الضخم من التهريج لمعرفة الرأي الطبي فيه، فهذا مما يَرْبَأُ بنفسه كُلُّ عاقلٍ عنه.
تمنياتي لك بحياة أسرية سعيدة، ودمت بخير.