وسواس النجاسة، حديث وأحاول استدراكه م
الحمدلله، تبَقَّت مشكلة واحدة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمدلله. أشكُرُكم جدًّا على ردودكم، فقد كانت أكثر من مُفِيدَة، وفعلًا قرَّرت أن أَكُفَّ عن اتِّبَاع الشَّكَّ، وبدأت أقضي وقتًا أقلَّ كثيرًا في الحمام، كما أنَّني وجدت طريقة طبيعية ومُريِحَة لتطهير ثيابي، وباتت الأرضِيَّة والمِرحَاض يُطَهَّرَان بسهولة ولله الحمد.
تبَقَّت عندي مشكلة ماء الاستنجاء. الاستشارة التي أَحَلْتُمُوني إليها لم أَجِد بها جوابًا. أرجو أن أعرف حكم الشرع في ماء الاستنجاء الذي يدخل الفرج ويخرج منه، والماء الذي وصفته بأنه يدخل بين الشَّفرين الصغيرين اللذين يُغَطِّيان مخرج البول، ويخرج منه ويحتبس بعضه هناك بينهما _أظُنُّني أُعَانِي تَضَخُّمًا فيهما ربما_ فيخرج وأنا أُصَلِّي أو أمشي وهكذا. لا أعلم اذا كان أمرًا طبيعِيًّا عند النساء أم لا، لكنني ضِقْتُ به ذَرْعًا، ولا أستطيع سؤال أي فتاة فليس عندي أخوات ولا صديقات مُقَرَّبات لهذه الدرجة، والإنترنت لا جواب فيه.
فكَّرت مرة أن أُفَرِّق بين الشفرين وأغسل المكان فأتأَكَّد من طهارته ومِن ثَمَّ لا أهتم بالماء الباقي فيه، لكن المشكلة أنَّ التَّفرِيق بينهما مؤلم جدًّا وأخاف أن يُؤذِينِي، ناهِيكَ عن رَشّ الماء هناك! لا أعلم إذا كان يأخذ حكم الباطن أم لا. والمشكلة أيضًا أن ماء الفَرجِ يخرج ويتَّجِهُ إلى ذات المكان وينزل منه، لكنِّنِي بِجِدِّيَّة أستغرب قياس الفقهاء لِمَاء الفرج على السَّبِيلَيْن! لماذا والفرج يُفتَرَض به أن يكون طاهرًا في غير الحيض، إفرازاته طاهرة؟ لا أعلم ما وجه قَولُهُم، لكنَّنِي لست أعلم منهم على أي حال.
سؤالي الآخر: أتحَفَّظُ من السَّلَس بحفائظ، وعند نَزْعِها يكون عليَّ غسل المنطقة كُلُّها لأنَّ البول الذي نَزَل فيما مضى يكون لَوَّثَها.
السؤال: بما أنَّ المكان يكون جافًّا، هل مُجَرَّد رشّ الماء كافٍ؟ أم لا بُدَّ من اليد؟
سؤال2: إذا استخدمت يدي، هل يكون نشرًا للنجاسة؟ أم تَطهُر هي والمَحَلّ وما حوله لأن الماء يُصِيبُ الذي حوله أيضا؟
أخيرًا سؤال مهم: وصف لي الطبيب علاجًا للسَّلَس وهو تمارين "كيجل"، ومعلوم (أنَّها تتضَمَّن انقبَاضًا وانبساطًا _ شدّ وإرخاء) للعضلات السفلية، وفعلًا التمارين تأتي بالثِّمَار، لكنَّني عند تأدِيَتِها أشعر بضعف في ركبتي كأنني أفقد السيطرة عليهما (وأحيانًا يَديِ أيضًا، ويخرج مِنِّي _أكرمكم الله_ شيء لا أعلم هل هو إفرازات أم مَذِي أم مَنِي! لست أشعر بِشَهْوَة ولا لَذَّة، لكن هذا الضعف في الرُّكبَة. هل هو الفتور الذي يَصِفُونه؟ كما أنَّ الانقباضات تُخِيفُني. أقول هل ينزل المَنِي أو المذي بها؟ السائل لونه بين الأبيض والأصفر، وأحيانًا يكون ثَخينًا، ومرة نزل خفيفًا وبه لُزُوجة خفيفة جدًّا، ولم أستَطِع تمييز الرائحة لأنَّنِي لا أعرف رائحة المَنِي أصلًا.
أتمنى أن تُجيبَني د/ رفيف عن رأي الشرع في ماء الاستنجاء لكي أعرف ما يجب عليَّ وما لا يجب.
وشكرًا لكم.
17/5/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "أسامي"، وأهلًا بأسئلتك واستفساراتك
الماء يا بنيتي لا يدخل إلى باطن الفرج إلا إن تكلفت ذلك، وهذا لا يحصل بمجرد الاستنجاء، وما يمكن أن يصله الماء من ذلك المكان معدود من الظاهر، فلا هو نجس ولا ينقض الوضوء، وكذلك الأمر لما بين الشفرين الصغيرين فهو معدود من الظاهر من باب أولى، ولهذا ما يخرج من بينهما من الماء بعد الاستنجاء ليس بنجس ولا ينقض الوضوء، ولنفرض أنك لم تستطيعي أن تطهري ما بينهما جيدًا بسبب الألم، فهذا غير مهم! خذي بقول المالكية الذين يقولون بجواز الصلاة مع وجود النجاسة وأريحي دماغك من التفكير.
وأظنك تقصدين بماء الفرج المفرزات المهبلية الطبيعية، وهي تخرج من باطنه وليس من المكان الذي يصله ماء الاستنجاء، وتعرفين أن هذه المفرزات مختلف في طهارتها ونجاستها، والأيسر لجميع النساء الأخذ بقول الطهارة، وهذا ما أقوله لجميع النساء، فأريحي دماغك من التفكير فيها أيضًا، ولكنه ينقض الوضوء لأنه يخرج من مكان معدود من الباطن.
سؤالك عن السلس والحفائظ: نعم، مجرد رش الماء كافٍ في التطهير وزيادة ولا داعي لاستخدام اليد. وإذا استخدمت يدك في إزالة النجاسات (جافة أو رطبة) فإنها تطهر مع طهارة المكان لأن الماء يصيبها كما يصيب مكان النجاسة، ولا داعي لغسلها منفردة.
تمارين كيجل وارتخاء الركبتين والانقباضات، لا علاقة لهم بالشهوة والمني والمذي نهائيًا، وما ترينه من سوائل إنما هو المفرزات النسائية المهبلية الطاهرة، التي كانت متجمعة في الداخل فخرجت نتيجة الحركة والتمرين.
وفقك الله وعافاك
ويتبع>>>>>: وسواس النجاسة، حديث وأحاول استدراكه م2