السلام عليكم دكتور وائل.
أنا شاب من اليمن، عمري24 سنة، لي ما يُقارِب سبع سنوات لا أستطيع أنْ أتحَكَّم بعُيُونِي، حيث أَنْظُر إلى العَوَرَات لاإراديًّا، وأنظر إلى أي شخص يجلس بجواري بطَرْفِ عيني.
رحت لِعَنْدِ دكتور نفساني في عام 2018، وما كان عندي جُرأَة أَكَلِّمُه لأنِّي أَنْظُر لاإراديًّا للعَوَرَات وفَقَدْت السَيْطَرَة على نَظَرِي؛ لأنِّي كان عندي اعتقاد أنِّي أنا الشخص الوحيد الذي هكذا ينظر لاإراديًّا وأنَّ هذا ناتِج أفكاري. وعَمَل لي الطبيب فُحُوصات، وصَرَف لي أَدْوِيَة، لكن الأدوية حَسَّنَت المِزَاج فقط.
حتَّى قرأت هذه السنة في موقع مجانين، ووَجَدْتُ حالات مُشابِهَة 100% لحَالَتِي. وذَهَبْت لِعَنْد دكتور آخر وحكيت له كُلّ ما في نفسي، لكن صَرَف لي أدوية حَقّ القَوْلُون العَصَبِي وحَقّ القَلَق والتَّوَتُّر (بِلَا فُحُوصَات!)، وما نَفَع شيءٌ. حتَّى ذَهَبْتُ لِعَنْدِ اختصاصي نفسي وعَمَلْتُ مَعَهُ جَلْسَتَيْنِ، لكن لا تَحَسُّن.
وخاصَّةً عندنا باليمن مع تَعاطِي "القَات" تزداد حالاتي سُوءً بعد تَعَاطِي القات. حتى وصلت هذه المرحلة أصعب مرحلة في حياتي، حيث انْعَزَلْتُ في غرفة لِوَحْدِي، وأَصِيحُ بِصَوْتٍ عالي لاإراديًّا. وأَصْبَحُ البشر من حولي يظُنُّون بأنَّنِي شاذ جنسيًّا. وتُسَيْطِرُ علَيَّا نَزْعَة الانتقام من الناس الذين يظنون هذا الظن، وتُسَيْطِرُ عليًّا أيضًا فكرة الانتحار، لكن أَصَبِّرُ نفسي من أَجْلِ أُمِّي. مع العِلْمِ أنَّ البشر يتكلمون كثيراً من خَلْفِ ظهري، وأخا أنَّ أحدًا يُكَلِّمُ إخواني وأَفْقِدُهُم ويتَخَلُّون عَنِّي.
ساعدني يا دكتور. ما هو الحل الأفضل؟
أرجوك يا دكتور، أنا تَعِبْتُ.
19/7/2021
رد المستشار
رغم تَرَدُّدِك على أكثر من طبيب واختصاصي نفسي، إلَّا أنَّه يبدو واضحًا أنَّك لم تَبُح بِمَا تُعانِيهِ. أنت تعتقد أنَّ الآخرين يَظُنُّون بأنَّك شاذ ويتكَلَّمُون من خَلْفِ ظهرك.
ما تَشْكُوه من أنَّك تنظر إلى عَوَرات الآخرين، وعدم القُدْرَة على التَّحَكُّم في السيطرة على ذلك. إذا كان هذا العَرَض هو ما تشكوه، ومنذ سبع سنوات، فأنت تُعانِي من اضطراب الضَّلالات أو الوهم، أو بِمَعْنَى أَبْسَط "مرض الشَّك".
لم تَذْكُر في رسالتك أعراضًا أخرى مثل الاهْتِلاسَات (الهَلَاوِس) السمعية (سماع صوت) أو البصرية (رؤية صور)، أو اضطراب في اللغة أو الحَرَكة. وهنا لا يُمكِن أنْ أَقُول أنَّكَ تُعانِي من مرض الفصام. أنت تُعانِي من هذا الوهم الذي أنت تعتَقِدُه حقيقة، وتعتقد أنَّ الآخرين يعرفون ذلك. وخوفك الآن من أن يَعْرِف إخوَتُك من خلال نقل ما يعرفوه عنك. وهنا تبدأ رَدَّة فِعْل تجاه الآخرين بفكرة الانتقام.
سوف أسالك سؤالًا بسيطًا: خلال السبع السنوات التي تُعانِيها، هل حدث شيء مِمَّا تشكو منه ويعرفه الآخرين عنك كما تعتقد؟
سوف أَرُدُّ نِيابةً عنك: لم يحدث شئ. أنت اعتقدت بأنَّ الأفكار التي سَيْطَرت عليك هي أفكار حقيقية، وعِشْتَ هذا الوهم وكأنَّه حَقِيقَة، بينما الحقيقة أنَّ الأفكار التي تُعانِي منها أفكار خاطئة، وأنت تَعامَلْتَ مَعَها وكأنَّها حَقِيقَة؛ ولهذا حكَمْت يَقِينًا أنَّ ما تعتقده هو الصواب. إِذَن أَنْتَ تَعِيشُ الوهم.
لو كنت بُحْتَ بِمَا تُعانِيه للطبيب حينها، لَكُنْتَ تَخَلَّصْت من هذا الوهم.
أنصحك الآن أن تَزُورَ الطبيب، ولا تتَرَدَّد أو تتحَرَّج مِمَّا تُعانِيه. لا تنتظر.
واقرأ أيضًا:
وسواس النظر إلى العورات
وسواس النظر للعورات أكثر من تشخيص
وسواس النظر للعورات والع.س.م
وسواس النمظر للعورات: كيفية التعرض ومنع الاستجابة ؟