السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا فتاة في الـ16 من العمر، حَصَلَتْ لي ظُرُوفٌ أَدَّتْ إلى إدخالي في دَوَّامة القلق، فمنذُ بداية الغلطة وأنا قَلِقة، حتى أصبحتُ أشكُّ في كلِّ شيء، جاءتْ لي نوبة خوف شديد فعملتُ رسم قلب، وتحليل فقر دم، وتحليل غدة، والحمد لله، عافاني الله.
تَطَوَّرَتْ حالَتِي إلى الخوف مِنَ الموت، ومِن ثَمَّ تَطَوَّرَتْ حالَتي لـ"تَوَهُّم مَرَضِي"، أصبحتُ أَتَوَهَّم مرض القَوْلون، وقد ظَهَرَتْ عندي أعراضه، وعندما صَرَفْتُ نَظَرِي إلى احتمال أنَّ ما أصابَني هو عَيْن، ذَهَبَتِ الأعراض؛ مِن انتفاخٍ، وأَلَمٍ في البطن... إلخ.
وأصبحتُ أتوهَّمُ مرضًا في قلبي، وأصبحْتُ أشعر بآلام فيه، مع أنني عملتُ رسم قلب مِن فترة لا تقلُّ عن شهر، والحمد لله، القلبُ سليم.
خَفَّتْ شَهيَّتي للطعام، وأصْبَحْتُ انطوائيَّة قليلاً.
وأصبحت أتوهم كذلك أن لدي وسواس قهري وأظل أراقب أفكاري هل هي وسواسية؟ أم هي أفكار عادية؟
سؤالي هنا: هل ما أحس به هو حقًّا مرض نفسي، وهو تَوَهُّم المرض؟
- وهل إذا عالَجْتُ القلق ذَهَبَ التَّوَهُّم والخوف منَ الموت، بدون علاجات خاصة لذلك؟
- وهل حالتي تَسْتَدْعِي الخطورة؟ وهل لها علاج غير الأدوية؟ فأنا لا أريد أدوية، لأنَّني صغيرة في السِّنِّ.
وسؤال أخير: هل التَّحَدُّث مع النَّفس، أو "التفكير بصوتٍ عالٍ" مرض نفسي خطير؟
عِلمًا بأني أعيش في مكان ليس لديَّ أحد أشكو إليه مشاكلي في مثل عمري.
4/8/2021
رد المستشار
إن ما تشكين منه هو القلق.. والقلق له أوجه كثيرة قد يكون بشكل هلع أو فزع أو على شكل نوبات من الفزع أو بشكل رهاب.. وعندما تشتد أعراض القلق يلجأ الشخص لعمل الفحوصات الطبية والأشعة وعمل تخطيط القلب.. وتكون كل النتائج للفحوصات سليمة.. إلا أن بعض الأشخاص لا يقتنعون بذلك.. فإذا أحس خفقان في الصدر يلجأ لطبيب القلب.. وإذا أحس بصعوبة في التنفس يلجأ لطبيب الصدر..
وإذا أحس بمغص أو انتفاخ في البطن يلجأ لطبيب الجهاز الهضمي.. ورغم طمأنة الشخص بأن الفحص الطبي والفحوصات المخبرية وغيرها إنها سليمة إلا أن الشخص لا يقتنع.. ونجد هذا الشخص يدور حول الأطباء.. أتنمى أن لا تكون حالتك قد وصل الحال بها إلى هذا.
بسبب القلق انتابتك مخاوف الموت والوساوس الأخرى، ودخلتي في دائرة الشك والتوهم ومراقبة الأفكار..
وردا على تساؤلاتك..
إن ما تعانيه الآن هو مرض نفسي يعرف بقلق توهم المرض. لطالما أن حالتك حديثة يمكن السيطرة على هذا المرض وله علاج دوائي وعلاج نفساني.. أي أنه يمكن معالجة القلق وبالتالي تخف الأعراض المرضية. ويمكن العلاج بدون أدوية، إذا كان عندك الإرادة القوية في عدم الاستسلام للأعراض (التوهمات.. الوساوس) التي تعانين منها.. لكن أفضل أن تلجئي إلى طبيب نفساني أو اختصاصي نفساني.
وحالتك ليست من الخطورة.. إذا تحدثتي مع نفسك أو التفكير بصوت عالي وأن يكون بشكل معقول..
وستكون الخطورة أكبر وتتفاقم حالتك (توهم المرض) فيما لو لم تلجئي لطلب المساعدة النفسية من طبيب نفسي أو اختصاصي نفسي.. لا تتأخري بالذهاب إليهما.
واقرئي أيضًا:
مقالات الع.س.م لوسواس المرض (1-7)