وسواس الريح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد..، منّ الله علي ولله الحمد ووجدت موقعكم هذا عن طريق الصدفة وقررت أن أرسل هذه الاستشارة وأتمنى أن تتسع صدوركم لها، قصتي طويلة جدا ولكن سأحاول الاختصار ما أمكن،، أنا أعاني من الوسواس القهري الشديد جداً، وساوس كثيرة لا حصر لها ولا يمكن تلخيصهم هنا وأنا أتعايش معهم ولا يمكنني فعل شيء سوى ذلك ... ولكن عليه أنا أعاني من وسواس شديد في الريح لم أستطع أن أتغلب عليه أبدا دائما أشعر بأنه تخرج مني ريح، وسبب ذلك هو الضغط والفك على عضلات أسفل الظهر في الوضوء أضغط ثم أرخي من الخوف الشديد والتوتر وعلى ذلك تخرج الريح، غصبا عني أتوتر وأخاف.
توتر لا يمكن تصوره حتى أن أحيانا عضلات ظهري تؤلمني من قوة الشد حاولت أن أهديء نفسي قبل الوضوء وتدربت خارج الوضوء ولكن لا فائدة أفشل كل مرة عندما أبدأ الوضوء ويختفي كل شيء عانيت بشدة أحيانا أبكي بقوة ... وأثناء الصلاة أتململ بقوة خوفا من خروج الريح وأنا لا أستطيع محاربه ذلك.. حتى إني أحيانا من شدة التوتر لا أستطيع المشي من المغسلة إلى مكان الصلاة خوفا من خروج شيء... ثم بعدها وجدت شخصا له نفس حالتي موسوس ومقهور ويشعر بذلك دائما فأجابه المفتي بأنه هو من أصحاب الأحداث وعليه الوضوء مرة واحدة والصلاة .. خفت من هذا الكلام كثيرا ولم أقوى على العمل به.. وقلت كيف يكون ذلك وأنا من يخرج الريح فتجاهلت هذا الكلام.
وبعدها مرت الأيام الطويلة وزاد التوتر وازدادت حالتي سوءً بصورة كبيرة لا يمكنني تحملها وفكرت أن أترك الصلاة .. أتمنى أن أجد هنا من يفهمني ويستوعبني كلما أقرأ في المواقع الاسلامية تزداد وسوستي ويزداد حالي سوءً حتى أصبت بالاكتئاب ولاتهمني الحياة في شيء الأحلام الأهداف والطموحات وكل ذلك لم تعد لي رغبة فيه ويذهب كل تفكيري في الصلاة والوضوء .. وأحيانا أكاد أن أفقد عقلي ... فتذكرت كلام هذا الشخص وعملت به مجبورة لأني لو لم أفعل ذلك سينتهي الأمر بي بالجنون (أرجو أن لا تفهموا علي أني أقول هذا الكلام استهتارا) فأصبحت أتوضأ ولا أعيد لما أخرجه حتى عندما أضغط وأفك حتى عندما أسمع أصوات قوية أذهب ولا أصلي.
الآن أريد أن أسألكم: ماحكم صلواتي التي صليتها مع خروج الريح بسبب الخوف والتوتر هل يجب علي إعادتها؟ وإذا كانت ليست ريح حقيقة مع العلم أحيانا لا أستطيع أن أفرق (ولكن أريد معرفة حكم الصلوات التي أخرجت فيها أنا الريح وصليت) ماحكم كل ذلك؟ مع العلم أني لا أستطيع الاعادة لأن نفس الأمر والعذاب سيتكرر.
ما حكم كل صلاة صليتها وأخرجت فيها ريحاً مقهورة؟ هل أنا من أصحاب الأحداث حقا؟ وهل أستمر؟ أرجوكم أنا سأجن كيف اتصرف؟ أنا أخرج الريح في كل وضوء ولكن ليس في كل صلاة، بعض الصلوات تنجو هل مازلت من أصحاب الحدث؟
هذا السؤال للمستقبل والأيام القادمة (للحذر ونابع من القلق) حتى أعرف كيف أتصرف خلال اليوم أو الأيام الكثيرة إذا خرجت ريح في وضوء ووضوء لا أتمنى أن تفهموا سؤالي هذا أقصد لايكون الأمر مستمر دائم يعني بعض الوضوء والصلوات تنجو ولا أخرج فيها شيء هل مازلت من أصحاب الحدث وأستمر؟هذا السؤال يقلقني ويعذبني جدا.
أرجو أن تجيبوني على أسئلتي أعلم أنها كثيرة ولكن حتى يرتاح ضميري دلوني كيف أتصرف وماذا أفعل؟ والله إني فقط أريد أن أصلي، مع إن الحياة أصبحت صعبة جدا ولا يمكن عيشها ولكن لايهمني ذلك... ويعذبني الواسوس أني مخطئة لأني لا أعيد وأن عبادتي غير مقبولة فيزداد ألمي الشديد وحزني .. هل من الممكن أن يقبل الله صلواتي؟ استغفره دائما من تقصيري ولكن ماذا أفعل وكيف أتصرف أنا في حلقة مفرغة وليس هذا الوسواس الوحيد الذي أعاني منه أشياء كثيرة مؤلمة جدا أخرى ولكن لا أريد أن أطيل عليكم أرى الأشخاص من حولي كيف لا يشبهونني أبدا وأنا غير سوية ولست مثلهم المشكلة تكمن في داخلي فأتالم وأحاول أن أتوب إلى الله مما أفعله ولكن دائما أفشل، هل من الممكن أن أشفى يوماً أم فات الأوان كثيراً علي؟
آسفة جدا على الإطالة ولكن هذا شيء من قصتي، لدي شيء آخر أقوله أنا قبل المرض كنت أقيم الليل وأؤدي النوافل والسنن الرواتب بأنواعها ولا أترك منها شيء وأختم القرآن الآن كل ذلك زال وأصبحت أقتصر على الفروض والقليل من السنن يتقطع قلبي كل ما أذكر ذلك، هل من الممكن أن يسامحني الله لأني تركتهم وكيف أستطيع أن أعوض هذه الأعمال؟ وأنا في الآونة الأخيرة أتألم بشدة لقولها ولكن أصبحت الصلاة والعبادة ثقيلة علي وأصابني شيء من النفور أحارب هذه الفكرة دائما وأتجاهلها ولكن هذه حقيقة شعوري أنا حقا تعبت من كل هذه الحروب ومن كل شيء هل أنا مذنبة لشعوري بهذه الطريقة هل هذا يغضب الله مني؟؟؟
وآخر شيء أطلبه منكم أنا ليس لي بعد الله سواكم .. أتمنى أن تعرضوا سؤالي هذا على طبيب نفساني مختص وأن يجيبني سؤالي هو لماذا يعمل عقل الإنسان ضده؟ ولماذا يحارب صاحبه؟ وهل من الممكن أن يرجع العقل إلى طبيعته كما كان في السابق؟ وآخر شيء كيف أتعامل مع وسواس الريح؟؟؟
أرجو الدعاء لي أن يشفيني الله وأن يغفر لي، أتمنى أن تجيبوني في أسرع فرصة ممكنة
وشكرا لكم وآسفة على الإطالة.
25/10/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "خديجة" وأهلا وسهلا بك على موقعك، أعانك الله وشفاك من وساوسك.
ما تفعلينه من الصلاة حتى مع خروج الريح أثناء الوضوء، أو أثناء الصلاة، صحيح شرعًا، بل هذا ما يجب عليك فعله. وأنت فعلًا من أصحاب الأعذار، ولا داعي لإعادة شيء من هذه الصلوات، سواء كان خروج الريح في كل الصلوات، أو في صلاة دون غيرها.
فكما أن استمرار الألم طوال اليوم لا يشترط لتسمية المريض مريضًا، كذلك لا يشترط اضطراد الوسوسة في كل الصلوات حتى يعمل الموسوس بالرخصة ويكون من أصحاب الأعذار
أنت لست مقصرة، ولست مذنبة، ولكن بقدر من الله تعالى مرضت ونقصت قدرتك على الطاعات، والله لن يحاسبك إلا على قدر وسعك وقدرتك، جميعنا مقصر، والله لا يريد منا إلا أن نأتيه بصدق معترفين بعجزنا وضعفنا وعبوديتنا له، والباقي كله يأتي منه الإنسان حسب طاقته، ونثق بكرم الله، فلا نستطيع فعل أكثر مما نفعل.
تقبل الله منك ولا تنسينا من دعائك
ويتبع>>>>: وسواس خروج الريح: إعفاء مفتوح صريح م