السلام عليكم
حاولت كثيرا إرسال استشارتي عن طريق الموقع ولكن حدثت مشاكل.
أنا أعاني من من الوسواس بكافة أنواعه من ستة شهور (وسواس الغسل، الوضوء، الصلاة، العقيدة، النية، النجاسة، والافرازات) في بعض الأحيان أستطيع أن أسيطر على الوسواس لكن وسواس النجاسة هو الذي أفقدني صوابي.
عندما علمت أن هناك شيء كسنية إزالة النجاسة ارتحت كثيرا ولكن سرعان ما رجعت إلى الحالة القديمة. لأني أشعر أني أعمل بالرخص بكل شيء وأخاف أن يعاقبني الله يوجد في منزلي أماكن لا أستطيع لمسها وإذا لمستها أشعر أني سأتنجس وأريد أن أقول أنا أعلم وأستطيع تطبيق أن الأصل بالأشياء الطهارة لكن على حسب غلبة ظني أني نجستها (يعني المصدر أنا) عفوا على الإطالة لكن لدي بعض الاسئلة
١. اليسير المعفو عن هل ينتقل مع وجود بلل؟
٢. أشعر في بعض الأحيان أني متكبرة وأظن نفسي أفضل من غيري مع أني لا أطيق هذه الفكرة مثلا عندما أرى فتاة غير محجبة في نفسي أظن أنني أفضل منها لكني أعلم أنها نعمة وأردد دائما الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات فهل أنا مذنبة لأني أفكر هكذا؟
٣. عند الصلاة أفضل دائما الصلاة لوحدي إذا رأيت أحد بجانبي أصلي بأسرع ما يكون لكي لا يكون رياء فإذا صليت ببطء هل يعد رياء؟
٤. منذ قرابة ٣ شهور بدأت ألاحظ إفرازات صفراء دائمة طوال الشهر لكن تكثر وتقل أصبحت أعمل بقول الحنفية أن أطول مدة للحيض ١٠ أيام وأغتسل وأصلي فهل هذا خطأ لأني لم أكن أنظر من قبل إن كان يوجد إفرازات صفراء أم لا
٥. الأشياء الملساء كالسيف والمرآة تطهر بالمسح فهل هاتفي كذلك؟ أذكر أني نجسته ولا أدري متى وكيف ولا أستطيع لمسه بيد رطبة وعند استخدامه أغسل يداي لأني أشعر أنها تعرقت وبذلك انتقلت النجاسة
٦. ذكرت أنه لدي إفرازات صفراء طوال الشهر وأني أتحفظ دائما لكن عند خلع الشيء الذي أتحفظ به هذا الشيء يلمس قدمي فاضطر لأغسل قدامي أكثر من ٥ أوقات في اليوم
٧. عند دخول الحمام أعزكم الله أرفع البنطال لعند ركبتاي خوفا من رذاذ البول وأغسل باطن قدمي وفخذاي دائما وأشعر أن فيه مشقة ولا أرى أحد من عائلتي يفعل ذلك وأني حقا أريد أن أكون كأي إنسان طبيعي أعلم أنها مهما كثرت فلا تبلغ مساحة معقر الكف فهي يسيرة لكن هذا يحدث معي يوميا عند قضاء الحاجة فعندما يكثر يكون أكثر من المقدار المعفو عنه فماذا أفعل؟
٨. ماهي الرطوبة التي تنقل النجاسة هل هي أن يكون الشيء يقطر ماء أم فقط بلل؟
٩. في يوم كان لدي وكعة صحية فأغمي علي بالحمام بعد قضاء الحاجة وكانت الأرض عليها بول فنمت بملابسي وقامت والدتي بتغطيتي فهل البطانية تكون متنجسة لأني لا أستطيع لمسها
عذرا على الإطالة
لكن هذه الأسئلة تراودني دائما ولم يجبني أحد
26/10/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "فاطمة" وأهلًا وسهلًا بك على موقعك
قبل أن أجيب عن أي شيء، أريد أن أعلق على قولك: (وعندما علمت أن هناك شيء كسنية إزالة النجاسة ارتحت كثيرا ولكن سرعان ما رجعت إلى الحالة القديمة لأني أشعر أني أعمل بالرخص بكل شيء وأخاف أن يعاقبني الله). واحدة مثلك بهذه الوساوس، لن يعاقبها الله على العمل بالرخص، لأنه يجب عليك الأخذ بالرخص، وإلا فإن صلاتك ستضيع، ودينك كله سيضيع.... والعمل بمذهب صحيح أولى من ضياع الدين كله
ولهذا فكل ما يتعلق بأحكام النجاسات مما يعمل به غير الموسوسين، لا علاقة لموسوس النجاسة به البتة، ولا يؤاخذ على ما يظنه من وجود النجاسات. وينبغي أن يتبع الرخص، حتى يعافيه الله. فإن لم يزل وسواسه، بقي لزوم اتباع الرخص في حقه إلى آخر عمره.
لا تسألي عن شيء من أحكام النجاسات التي تتعلق بغير الموسوس، واعملي بحكم سنية النجاسة إلى آخر عمرك، أي كوني مالكية في هذه المسألة، لا داعي لأن تكوني حنفية أو غير ذلك... ولا يهمنا هل تنجست الأشياء أم لا؟ ولا هل انتقلت النجاسة أم لا؟ لأنها لن تؤثر على شيء... بالمختصر: طنشي كل شيء.
ولفائدة القراء من موسوسين وغيرهم: قال المالكية إن الأشياء التي تتلف بالغسل يطهرها المسح فقط. أما ما ترينه من الصفرة طوال الشهر فلا عبرة به، ولا يعد من الحيض، بل نقول إن طهرك لونه هكذا، إن رأيته في آخر الحيض فقد طهرت.
ثم الخوف بهذا الشكل من الكبر والرياء، أيضًا وسواس من ضمن مجموعة الوساوس التي عندك، الإنسان السليم (فضلًا عن الموسوس) إذا كره مشاعر الكبر، أو الرياء، أو الحسد وغيرها من المشاعر الخبيثة، ولم يسترسل فيها، لا يؤاخذ عليها، فهي تهجم عليه بدافع الطبع البشري، وهو عليه أن يكرهها، ولا يسترسل فيها، ولا ينفذها بدافع الطاعة لله وباختياره الحر الذي يثاب عليه.
أما الموسوس، فلا يؤاخذ على مشاعره سواء شعر أنه كرهها أم لا؛ لسبب بسيط، وهو أن الوسواس خبيث ومحتال، إذا أغلق الشخص عليه الباب، دخل عليه من الشباك، فخير وسيلة أن يترك التفكير فيها بالكلية. والمعتاد أن الموسوس إذا سمع أن المتكبر مثلًا لا يؤاخذ إن كره هذا من نفسه، سيعمل على التفتيش في دواخله هل هو فعلًا يكرهه أم لا؟ وسيشك في نيته، ولن يستفيد شيئًا سوى زيادة المعاناة!!
لهذا عليه أن يغلق كل المنافذ، ويقطع التفكير كله، ولا يأبه بفكرة هل هو متكبر أو مراءٍ أم لا؟ ويتابع عمله كما لو لم تخطر عليه الفكرة أساسًا... حتى غير الموسوس عليه مثلًا أن لا يكترث لمن يراه إن خاف الرياء، وإنما يتابع طاعته كما كان يفعلها، لا يسرع في صلاته –مثلًا- ولا يبطئ، وإنما يتابع عمله كما كان يفعله.
أشدد عليك في الذهاب إلى الطبيب، وتأكدي أن أسئلتك هذه مهما كثرت لن تحل المشكلة إن لم تتعالجي على النحو الصحيح عند مختص.
عافاك الله.