السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
أود شكركم جزيل الشكر وجميع القائمين على هذا الموقع الذي كلمة رائع لا توفيه حقه، ولكن يبقى أن ندعو لكم بظهر الغيب أن يوفقكم الله ويجزيكم جزيل الشكر على الجهد الجبار في مساعدة الناس، وأسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يجمعنا معا يوم القيامة في جنات الخلد عند مليك مقتدر.
أما بعد.. أود في هذه السطور أن أسأل إخواني المستشارين، الذين عودونا على قلوبهم الكبيرة وآرائهم السديدة، عدة أسئلة لعلي أجد لديكم ما أبحث عنه وأصبو إليه. أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاما، كنت قد خطبت بنت خالتي وتبلغ من العمر 20 عاما، وذلك قبل سنة وأربعة أشهر، ولله الحمد علاقتي معها كأحسن ما يكون وأعيش معها أفضل أيامي.
ولكن تكمن المشكلة أنه منذ اليوم الأول الذي تمت فيه الخطبة بدأت المشاكل بين أهلي وأهلها حتى في تحديد المهر، مع أنها بنت خالتي، حيث إن خالتي كانت لا ترى بالدنيا أفضل مني في نظرها.. ونحن ولله الحمد بيئة محافظة وملتزمة بتعاليم الإسلام، وخالتي كانت لي الصديقة الوحيدة قبل أن أخطب ابنتها، ولكنني الآن في حيرة شديدة، حيث لم أعد أعلم ما يجري حولي، وخاصة من كثرة المشاكل التي بيننا.
(طبعا المشكلة الرئيسية هي أن أخي قد خطب أخت خطيبتي، والعلاقة بينهما ليست جيدة من علاقتهما بأهلهما، فهي ترى أمها بالعالم كله، وهو يرى أمه كذلك، والمشاكل بين الأمهات على طريقة السيطرة على الفتاة، من التي ستكون الكلمة لها).
طبعا أمي هي الأكبر، وقبل الخطبة كانت خالتي تسأل أمي كل شيء، أما الآن فانقلبت الأوضاع، حيث إنه تم الفصل بينهما مرتين، ثم عادا، ولكن المشكلة ليست بينهما كما بين الأهل، وكذلك مبدأ المقارنة بيني وبين أخي قائم، حيث إن طبعي هادئ، وأتحمل أي شيء، وغير مستعد نهائيا لأكون سببا لمشكلة، ولكن أخي من النوع العصبي جدا، حيث إن أي موقف منها أو أهلها ينسى كل ما كان بينهما، ثم بعد فترة يعود لرشده، ولكن يكون الأوان قد فات.
المشكلة الآن أنه يتم الربط بيني وبين أخي، حيث إنه إذا تم الطلاق من أخي، فيجب أن أطلق أنا أيضا، وهذا لن يحصل من قبلي أبدا؛ لأنني أشعر أن خطيبتي كأحسن ما يكون.. فأجيبوني جزاكم الله خيرا.
المشكلة الثانية هي في طريقة التعامل مع خطيبتي، حيث إن بها صفات لا أعتقد أنني أستطيع أن أراها في فتاة أخرى، ولكن الكمال لا يوجد، فقط أريد طريقة للتعامل معها، وخاصة عندما نناقش مشكلة من المشاكل، فإذا كنت أنا منفعلا وخرج مني بعض الكلام الجارح مع أنني أحاول جاهدا أن لا أصل إلى هذه المرحلة.
ولكنها تبادلني بالمثل، طبعا تحاول هي أيضا أن لا تجرحني بكلامها، ولكن تدافع عن موقفها بشكل مستميت، حيث إن كرامتها أهم شيء في حياتها، وهي تقول لي دائما إن بيني وبينها لا توجد مشاكل، حتى إنها مستعدة أن تتنازل عن أي شيء مقابل سعادتي، ولكن أمام أهلي أو الناس الآخرين لن تفعل ذلك ولو أدى إلى طلاقنا طبعا.
عندما تكبر المشكلة بيننا تطلب الفسخ وهي في عصبية شديدة، ولكنني عندما أعلم أنها وصلت إلى مرحلة اللاعودة أقوم أنا دائما بالتنازل عن أفكاري وما أريد، وأحتوي موقفها وتعود الألفة والمحبة بيننا، طبعا هي تتأسف جدا عندما يحصل موقف كذلك، وتقول لي إنها قد أخطأت وتعترف أن لديها مشكلة في طريقة نقاشها، وتقول أيضا إنها الآن أدركت لماذا كلمة الطلاق في يد الرجل وليس المرأة.
المهم في الموضوع هو أنني أريد أن أعرف كيف أناقش معها أي مشكلة دون أن تثور عصبيتها، وخاصة أن المشكلة الحالية بينها وبين أمي، وأحاول جاهدا لأصلح الوضع بينهما، ولكن لا يمكن أن تتنازل هي، فربما تصل ولكن تتوقف بعدها لانتظار الرد، فدائما ما تصنع جميلا واحدا، ثم تتوقف لتنتظر الطرف الآخر، وبالنسبة لأمي فهي تقول إنها إن تنازلت الآن أمامها فستتنازل أمامها طوال عمرها، وخاصة أنها إذا كانت لم تذنب بشيء مع العلم أنني لا أطلب منها سوى الاتصال فقط؛ لأن أمي من النوع المسامح الذي يعود فورا إلى سابق عهده وينسى كل شيء.
كنت في الفترة الأخيرة قد تكلمت مع خطيبتي مكالمة صريحة أخبرتني بها عن عيوبي فقالت لي: إنها تخاف مني عندما تصارحني؛ لأنني فورا أرد عليها بعصبية ولا أقبل النقد منها، مع أنه لا يحدث ذلك إلا في خصوصيات عملي، وقالت أيضا إنني لا أترك لها مجالا كي تعبر عن رأيها، وهذه ربما كذلك، وقالت أيضا إنني دائما أمن عليها بما أصنع لها، مع أن نيتي غير ذلك.
وهي من أجل أن تفعل مثلي مع أنني قد صبرت عليها كثيرا في بداية خطبتنا حتى أصبح ما هي عليه الآن، خاصة أنها عندما ترى بعض أصحابها تقول لي إنني كنت على حق، يعني أنا، مع العلم أنه لا يراني أي شخص من أصحابي أو أقاربي إلا ويعلم شدة حبي لها، ولكن بالنسبة لها فهي تحبني بشدة ولكن من حولها لا يعلمون ذلك، إلا أهلها فقط.
وتقول أيضا إنني لا أترك لها مجالا لتعبر عن رأيها، حيث إننا عندما نناقش أي مشكلة نقاطع بعضنا كثيرا بعصبية، وذلك ليثبت كل منا رأيه، ولكن في النهاية يكون مني التنازل غالبا، وسؤالي هو هل التنازل أمام خطيبتي دائما مضيع لشخصيتي أمامها، وخاصة أنها أصبحت الآن واثقة بشدة أنني لا يمكنني فراقها، فتأمن جانبي وتتصرف كما يحلو لها.. فأجيبوني.
ملاحظة: أنا أقيم خارج بلدي والتواصل بيننا على الهاتف، وحيث إنني لم أكن قربها سوى شهرين متقطعين.
أتمنى أن أكون قد لخصت مشكلتي بشكل يشرح حالي دون زيادة أو نقص، وأرجو منكم مشكورين في حال وجود أي استفسار آخر كنت قد أغفلته أن تنبهوني لذلك، لعلي أستطيع أن أضعكم بالنظرة العامة على الموضوع كاملا. وأعتذر إن كنت قد أطلت عليكم وفتحت صدري لكم، فإنني أريد حلا لمشكلتي.
وجزى الله خيرا كل من يساعدني، فعسى الله أن يسقيه بيد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
شربة هنيئة لا يظمأ بعدها أبدا، ويدخله الله فسيح جناته.
18/12/2021
رد المستشار
صديقي
للأسف معرفتك بخطيبتك معرفة سطحية ولم تأخذ المجال الكافي لكي تنضج إلى مرتبة الحب... هذا بالرغم من أنها ابنة خالتك، أنت تشتكي مما يحدث في العلاقة العاطفية وليس في العلاقة الأسرية... يجب أن تحدد إن كانت زوجة مناسبة لك أم لا عن طريق تعاملات كثيرة وليس لشهرين متقطعين وليس على الهاتف وإنما وجها لوجه.
أنت وخطيبتك لديكما مشكلة التقدير الذاتي السيء... كلاكما يرى نفسه ضئيلا ويحاول أن يعوض ذلك عن طريق السيطرة على المناقشة بمقاطعة الآخر والعصبية والحدة والتشبث بالرأي... كلاكما أيضا استدرجتكما أمهاتكما إلى منافسة بينهما وأصبحتما تنحازان ضد بعضكما البعض فيما يتعلق بأهلكما.
هناك شيء غير مريح في مسألة أنها لا تعلم من حولها بحبها لك... هناك أيضا شيء غير مريح في اضطرارك للتنازل وفي اضطرارك لتذكيرها بما تفعل من أجلها وما تصفه بالمن عليها... هناك مفاهيم خاطئة عن الحب والارتباط في الطرفين... إن كنت مضطرا لتذكيرها بما تفعل من أجلها فهذا معناه أنها لا تعطيك ما يرضيك في العلاقة... لماذا تريد الزواج منها وليس من غيرها؟
على فرض أنك تأكدت من أنها الزوجة التي تريدها:
للأسف المشاكل العائلية بين أمك وأمها والمنافسة بينهما لن تنتهي وغالبا ما سوف تكون مصدرا لتعاستك وتعاسة أخيك وفشل زواجكما، الربط بين علاقة أخيك بخطيبته وزوجته وعلاقتك بخطيبتك وزوجتك هو ضرب من الجنون وإن كان يحدث في الكثير من العائلات... لا عجب أن الطلاق والعلاقات المفككة منتشرة كثيرا في العالم العربي بالرغم من ادعائنا التقوى والتماسك وصلة الرحم والتدين.
يجب تحجيم وتصغير مدى تأثير الأمهات في حياتك وحياة أخيك الزوجية... رغبتهما في السيطرة سوف تهدم كل العلاقات، عليك أنت وأخيك ردع أمكما وخالتكما وعلى الأختين ردع أمهما وأمكما (خالتهما) ... عليك أيضا أنت وأخيك صلة العلاقات مع خالتكما وعلى خطيبتيكما صلة العلاقات وتحسينها مع أمكما... في النهاية كلكم من عائلة واحدة وليس هناك مجال وضرورة لكل هذه المواقف الصغيرة الصبيانية من جميع الأطراف... كلكم متهمون بالهيافة والتفاهة وكلكم مذنبون بشكل وبآخر.
أنصحك بفسخ الخطبة والتعامل مع المشاكل بصرامة منقطعة النظير ولو أدت إلى القطيعة، في الحقيقة لن يصل الأمر إلى القطيعة الحقيقية ولكن أمك وخالتك سوف يحاولن الضغط عليكم جميعا (الأختين والأخوين) ويجب ألا تسمحوا بذلك... عندما نتزوج، تصبح زيجتنا وعائلتنا الجديدة من زوج وزوجة وربما أطفال هي عائلتنا الأساسية وليست علاقتنا السابقة بأهلنا... لا علاقة لهذا بعدم البر والجحود وقطع صلة الرحم ولكن يجب وضع تدخلات الأهل داخل أضيق الحدود... حدود إبداء الرأي فقط.
إن كانت علاقتك بخطيبتك مضطربة فاعمل على إصلاحها... قد تحتاجان إلى زيارة معالج نفسي ومستشار علاقات زوجية لكي تستقيم الحياة بينكما قبل الزواج وإلا تفاقم الأمر، هناك ضغوط ومسئوليات بعد الزواج تحتاج إلى تعاون وتفاهم بين الطرفين وليس مباراة إثبات أي الطرفين على حق وأيهم رأيه أهم وأصوب.
الحق وإحقاقه هو الشيء المهم وليس من منكما على حق.. التنازل الدائم شيء غير صحي للطرفين وكذلك التشبث الدائم بالرأي الشخصي، يجب أن يكون هناك توازن وخير الأمور الوسط (الوسط يعني عدم التحيز وتحقيق ما هو أسمى وأعلى لكل الأطراف) إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب