السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أردت أن أعرض عليكم قصة إنسانة أعرفها وتعز علي كثير لأعرف رأيكم بموضوعها وبماذا تنصحونها كما طلبت مني هي ذلك.. وإليكم قصته،
هي مشرفة في أحد المواقع على الإنترنت.. ذات يوم طلب منها أحد المشرفين إضافته معها على الماسنجر لمناقشتها بموضوع يخص الموقع.. أضافته لديه، وبعد كام محادثة جرت بينهما أعجبت كثيرا بفكره وأخلاقه العالية جدا وثقافته وكان هو أيضا يبين لها إعجابه بتمسكها بدينها وأخلاقها وعقلها ورزانتها كما يقول.. حتى أنها اتفقت معه على أن تعطيه نصيحة نهاية كل محادثة.. وإذا نسيت هي ذلك ذكرها هو.. المهم من خلال محادثتهما عرفت كل شيء عن حياته ومجتمعه وأهله ووصيفته وأخلاقه (هو أعزب غير متزوج).
وكان كل محادثة يلمح لها عن إعجابه الشديد بفكرها وعقلها وأخلاقها بعد أن توسم ذلك منها خلال حديثه معه، المهم في الأخير صارحها بأنها هي الفتاة التي يتمنى أن تشاركه حياته، فهو لا يبحث إلا عن الدين والعقل وحسن الخلق، طبعا هي أيضا وجدت أنه هو الإنسان الذي كانت تحلم به أن يشاركها حياتها لما عرفت عنه من أخلاق ودين وثقافة وعقلية متفتحة، فرحبت بالفكرة بشرط أن يثبت لها رغبته فعلا وصدقه في هذا الأمر، فاقترح عليها أن يعرفها على أخته فوافقته على ذلك.
وفعلا عرفها بأخته (طبعا هو لم يخبر أخته بأنه عرفها عن طريق الإنترنت بل أخبرها بأن أحد أقارب صديقتي تلك ساكن معه بنفس المدينة التي يعمل بها وهو من دله عليها وأحب أن تكلمها وتتعرف عليها) فقامت أخته بمكالمتها واستمرت علاقتها بأخته عن طريق الهاتف وأعجبتا كثيرا ببعض فقد كانت أخته على قدر كبير من الأخلاق، وأصبحت علاقتها بأخته قوية جدا وأخبرتها أخته بأنها تتمناها زوجة لأخيها لما عرفته عنها من أخلاق وحسن تعامل، فقالت لها صديقتي بأنها ستفاتح والدتها بالموضوع وتستخير الله تعالى ثم ترد منه.
وفعلا استخارت الله عز وجل أكثر من مرة وفاتحت والدتها بالموضوع وأخبرتها أن فلانة اتصلت عليها (تقصد أخته) وتقول بأنها تعرف واحدة تعرفني دلتها علي وتريد أن تخطبني لأخيها وتريد أن تكلمك والدته، وافقت والدة صاحبتي بأن تكلمها والدة ذلك الشخص الذي يريد أن يخطبه، وفعلا اتصلت والدته على والدة صاحبتي وخطبتها منها بشكل رسمي، طلبت منها والدة صديقتي أن تعطيها مهلة حتى يسألوا عن ولدها وعن أخلاقه ويعرفوا عنه كل شيء، فوافقت والدته على ذلك وأعطتها اسم عائلتهم بالكامل حتى يتم السؤال عن ولدهم، وأيضا والدة صديقتي أعطتها اسم عائلتهم (طبعا هو لا يعرف اسم عائلتها من قبل ذلك ولا هي أيضا تعرف اسم عائلته بالكامل إلا من بعد مكالمة والدته لوالدتها).
وأصبحت هناك علاقة قوية بين والدته ووالدتها، أخبرت أمها والدها وإخوانها بالموضوع، فبدؤا بالسؤال عن هذا الشخص وعائلته ولم يسمعوا عنهم إلا كل خير، الكل يمدح ويشيد بأخلاق هذه العائلة وأبنائها، وسألوا عنه أيضا في وظيفته ومكان عمله فالكل شكر بأخلاقه وسمعته الحسنة، طلب والدها مقابلته، حتى يتعرف عليه أكثر،
وفي آخر محادثة لهما كانت على الماسنجر أخبرته وقالت له: (الآن أصبح الموضوع بين أهلي وأهلك فأرى أن لا داعي لمحادثاتنا الآن على الماسنجر) فلم يمانع، بل بالعكس رحب بالفكرة وقال لها اعلمي إني أشد حرصا عليك من نفسي، وفي الأخير كل شيء بيد الله تعالى وكل شيء قسمه ونصيب (هذا ما قاله لها)، وأنهوا المحادثة تلك باتفاق أنها آخر محادثة بينهم، ويعلم الله أنها إلى الآن لا تعرف صوته ولا شكله، وهو أيضا لا يعرف صوتها ولا شكلها، وقريبا سوف يأتي لمقابلة والدها هو وعائلته.
هذه هي قصته، سؤالها وما تريده هو أن تعرف رأيكم بطريقة زواجها تلك، فهي والله لم تفكر في حياتها أبدا بأن تتزوج بهذه الطريقة، ولكنها تقول أنها ارتاحت جدا للموضوع ولديها رغبه قوية بأن يتم هذا الموضوع وأن يجمعها الله تعالى مع ذلك الإنسان،
فما رأيكم أنتم وماذا تقولون لها وبماذا تنصحونها؟ أنتظر ردكم السريع بارك الله فيكم،
ولكم مني فائق الشكر والامتنان،
19/11/2021
رد المستشار
أهلاً ومرحباً بك وبصديقتك.
وبارك الله فيك على اهتمامك بصديقتك الحمد لله أن صديقتك، ومن تعرفت عليه يعيشان في نفس الدولة ونفس البلد، وأنهما استطاعا أن يطرحا الأمر على أرض الواقع، ولم يكتفيا بأن يبقى الموضوع عبر النت فقط، لقد ساعد الإنترنت على جمع معلومات عن الطرفين، فقد عرفت هي معلومات عن حياته ومجتمعه وأهله ووظيفته وأخلاقه، كما عرف هو أيضا طريقة تفكيرها وعقلها وأخلاقها.
وهذه كلها معلومات مبدئية ومن المنطقي حين يتحدث كل منا عن نفسه أن يذكر إيجابيته ويبتعد عن سلبياته –إن كان يدرك وجودها- أو ربما يتحدث عن سلبياته بطريقة لطيفة لدرجة تجعلك تشعر أنها ليست سلبية.
المهم أن الأمور سارت على ما يرام، خاصة أن الأسرة السعودية تتقبل فكرة قبول خطبة الابنة قبل أن تراه هي أو حتى يراه أهلها، بل أن ما تم أمر مقبول اجتماعيًّا إلى حد كبير، فكثيراً ما تقوم أم العريس بزيارة مبدئية إلى أهل العروس لتخطبها، وبعد ذلك يزور العريس والد العروس وعندها يسمح للعروس أن ترى عريسها لأول مرة!! وبعدها تتاح لهما فرص الالتقاء في بيت أهلها.
أعني أن الأمور –حتى الآن – تسير على ما يرام فالحمد لله من قبل ومن بعد، وأحب أن أوضح أحد عيوب الإنترنت فهو أداة تعطي لمن يستخدمها فرصة كبيرة للتخيل والافتراض أن الطرف الآخر له صفات معينة، والنتيجة المتوقعة هو إحساس كل طرف أن هذا الآخر –الذي لم يره- هو بالضبط من يتمناه!! وأن به كل الصفات التي يبحث عنها، بل ربما يشعر ببعض المشاعر الإيجابية نحوه وما إلى ذلك.
لذا تشعر هي أنها مرتاحة جدًّا لهذا الموضوع أو لهذا الشخص، وصلاة الاستخارة مهمة الآن ومهمة بعد ذلك. ولكن سيدتي حين يتقابل الطرفان تختلف الصورة بقدر كبير، وقد ناقشنا هذه الأفكار مرات كثير في استشارات سابقة وحتى لا أكرر الكلام أحيلك أنت وصديقتك إلى الاستشارة التالية: هل نتزوج أم نتعارف على الإنترنت
أظن أنه من المناسب أن تعرف هي هذه الأمور قبل أن تراه أو تسمع صوته حتى لا تفاجأ أن صورته تختلف بقدر كبير كما تخيلته وعن مجرد الكلام الذي قرأته على الماسنجر، ولتعطه فرصة كي يأتي وتجلس وتتحدث معه قبل أن تقرر قبولها الخطبة أم لا، ولتعتبر أنه عريس تقليدي جدًّا وعليها أن تقيمه ويقيمها هو أيضاً!! أقصد لنعط فرصة للواقع أن يحدثنا بصوت مرتفع بدلاً من ترك الأمور كلها لمجرد سؤال الناس.
وأظن أن فكرة السؤال عن العريس أمر مهم، خاصة في أن المجتمع به قدر من التعارف فحين نقول: إن فلانا من بيت كذا أو من "آل كذا" فستجد كثير من يعرف تلك العائلة أو ذلك الشخص، ولكن الحقيقة أن أهمية السؤال عن العريس تتضح إن جاءتنا عنه أخبار سيئة!! بمعنى أنه حين يأتي إلينا من يسأل عن فلان فلا نقول إلا الخير لأسباب منها أن العلاقة بين زملاء العمل تكون علاقة زمالة أكثر منها صداقة فالإنسان في مجال عمله يحاول ألا يظهر عيوبه وربما لا يسمح العمل نفسه أن تتضح هذه العيوب،. إلخ.
وعلى الجانب الآخر إذا سألنا عن شخص وسمعنا عنه ما لا يسر فقد نحتاج إلى التأكد وسؤال غيره (وأذكر في أحد المرات التي تم فيها السؤال عن سيدة ما فتبين أنها "مزواجة" أي كثيرة الزواج والطلاق) أو نحتاج إلى دراسة هذه الجوانب السيئة بهدوء وتروي قبل أن نحكم عليه.
ما أنصحها به إضافة إلى ما سبق ألا تتعجل وأن تعلم أن رزقها سيأتيها ولا تنسى المداومة على صلاة الاستخارة، وفقها الله وإياك إلى ما يحب ويرضى.