عشت حياتي وحيدة رغم كوني محاطة بالأخوات الممتعات وبزميلات الدراسة، لكني كنت لا أفشي أسراري لأي منهن، أتقوقع على ذاتي وأمشي وحدي وأحب أن أصنع لنفسي عالما فرديا. رغم سلبيات هذا النهج فهو جميل كونه يجعلك تنظر إلى الناس بفطرية أكثر، وبحسن نية، لا تعرف كيف يفكرون؟ وما الذي يبطنون؟ فقط تحكم عليهم مما تراه عينك، براءة جميلة.
لكن، ما إن انتهت الدراسة وبدأ عالم العمل والزواج، صرت مجبرة على الاحتكاك بالناس، لأني إن لم أفعل فقدت وظيفتي أو فقدت زوجي. إنها أول تجربة مع هؤلاء، عالم فعلا مخيف، آرائي تتصادم مع كثير من الناس، لكني أؤمن بها وأريد الدفاع عنها.
العوارض حين إبداء أي رأي كانت:
- سرعة نبضات القلب - تدفق الأدرنالين - ارتعاش اليدين
- الخوف الكبير - لا أستطيع النظر إلى من أحدثه.
جربت التحدث مرة واثنتان وثلاثة في العمل، ثم سكتّ لأني أعاني من نفس العوارض وأتعصب بسرعة، ولكن السكوت أدى إلى ما يلي: أذهب إلى البيت في غليان كبير، لا أستطيع إضفاء الحيوية في البيت، زوجي يعاني من تصرفاتي كل ذلك اليوم.
يمر اليوم وأنا أفكر لِمَ لم أجب على تلك الفتاة التي كانت تسب مثلا الحجاب بكذا و كذا؟ لِمَ لم أجب على ذلك الرجل بكذا وكذا؟ أنا فعلا أعاني كل اليوم حتى صبيحة اليوم التالي. فعلا صارت عندي مشكلة.
مع العلم أني متزوجة ولي طفل واحد، وخرجت مغتربة مع زوجي لمدة 5 سنوات ولم أُكوّن إلا صديقة واحدة هي من أكلمها وهي من أخرج معها فقط.
أتمنى أن تكون رسالتي مفهومة
وشكرا لكم
30/11/2021
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تختلف الشخصيات وفي هذا رحمة من رب العالمين، تصوري لو كان الجميع ثرثارون أو منطوون، الحمد لله على نعمه. تختلف الشخصيات في مصادر طاقتها، بعضها يستمد طاقته من نفسه وداخله وبعضهم يستمدها من الصراع والاشتراك مع الآخرين.
الأعراض التي ذكرتها ناتجة عن درجات عالية من القلق، هي حالات طبيعية طالما لم تعق تطور حياتك فأنت أنهيت دراستك وتزوجت واغتربت وأنجبت فأين الضرر الذي يطلب منك أو تريدين إصلاحه. ليست كل المواقف ولا الناس ذات أهمية كي تشغلي بالك بهم وبرأيهم أو حتى تبذلي من طاقتك في مناقشتهم، ينبغي عليك تحديد معاركك أي المواقف التي تعلمين أن السكوت عنها سيؤلمك ويزعجك والباقي استمري في تجاهله.
يبقى عليك تقبل اختلافك ما لم يزعجك، إن أزعجك يمكنك العمل على تغيير بعض جوانب شخصيتك، وسيفيدك في هذا الاستعانة بخدمات الإرشاد النفساني والقراءة في أساليب توكيد الذات. يمكنك التدرب على مناقشة المواضيع التي تهمك بصوت مرتفع مع نفسك في البداية وتدريجيا ستكتسبين مهارة التعبير عن نفسك متى أردت.
طالما لديك صديقة واحدة فليست لديك مشكلة عميقة، فقط قلة خبرة مهما كان عمرك، سيساعدك الخروج إلى العمل فتمسكي به، وحاولي التعرف إلى صديقات صديقتك ستجدين من بينهن من تنسجمي معها أيضا.
واقرئي أيضًا:
كيف أكسب الأصدقاء؟
تأكيد الذات وكسب الأصدقاء
الأصدقاء ركيزة مهمة في حياتنا
كيف نهزم الخجل ونحبُّ الأصدقاء!؟