بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم وكل عام وأنتم بخير، وأنا آسف على طول الرسالة لأني أريد أن أحكيها من "طقطق إلى سلام عليكم"، أنا شاب في العشرينات من عمري وأعمل بشركة يقال إن مستقبلها جيد ولم أفكر مرة واحدة في الزواج وكنت أريد أن أتزوج بالاعتماد على نفسي كليا، وكنت أقول إنني أريد الزواج بعد أن أكبر في العمل ويكون لي راتب كبير، ولكن بالضغط من عائلتي (من ناحية أن العروسة من أصل وعائلة طيبة) تقدمت إلى فتاة.
وبعد مقابلتها ومقابلة العائلة تبين لي أنها في التاسعة عشرة من عمرها وباق لها في التعليم 4 أعوام مما لا يناسبني لطول المدة ولكن وجدتها حقا فتاة جيدة وبها النقاط الأساسية المطلوبة بالنسبة لي وهي التدين رقم واحد والأصل ونسبة من الجمال وهو ما جعلني أتراجع بعض الشيء عن موضوع 4 أعوام.
وفي المقابلة الثانية قالت لي إن عائلتها وأصحابها قالوا لها إنها فرصة ويجب إتمام الموضوع وأنها لم تتمكن من اتخاذ القرار وأنها مترددة بين الرفض والقبول وأنها خائفة من رد فعل العائلة عليها في حالة رفضها فعرضت عليها عرضا وهو أنها إذا كانت رافضة تبلغني هاتفيا وأنا أقول إنني رافض والسبب سأخترعه "أي حاجة"، وبالفعل في أقل من 24 ساعة كلمتني وقالت إنها غير موافقة وبالفعل بدأت أنفذ وعدي لها وأمهد في عائلتي بالرفض.
ولكن في مساء نفس اليوم كلمتني هي وأمها وكانت تعتذر عما حدث في الصباح وقالت إنها تريد تنفيذ رغبة والدتها في قراءة الفاتحة، وأنا بلغتها أنني سوف أفكر وأرد عليها. وكالعادة دائما والدتي تتصل بوالدتها وتسألها فتجيب أنهم موافقون وأن البنت موافقة وأعيد أنا الاتصال بالبنت وأسألها تقول إنها مترددة وخائفة من التردد، فقلت لها إنني لها إنها الآن بنظري رفضت وأنا سوف أوقف الموضوع وبالفعل حدث هذا ولكن حتى الآن والدتها عندها الأمل أنني أعيد التقدم لها مع العلم أن والدتها ووالدتي لا يعرفان ما كان يحدث بيننا من اتفاقات.
وبعد هذا الرفض دخلت في اكتئاب كبير مما جعلني أفكر في استقالتي من العمل وتغيير الكثير واستعجال موضوع الزواج بأسرع وقت وبعد أيام أبلغت أمي بكل شيء، وردت علي بأنني ظلمتها ويجب أن أعود وأتقدم مرة أخرى وأنها صغيرة ولا يجب أن أضع القرار بين يديها، وبحثت مرة أخرى عن عروس أخرى ولم أصل حتى الآن (المدة في حدود شهر).
والآن ماذا أفعل هل أعيد التقدم مرة أخرى مع العلم أنني أخاف أن يضغطوا عليها مما يجعل الزواج مستحيلا أم أبحث عن واحدة أخرى أم لا أفكر في الزواج الآن؟ هل ظلمتها وظلمت عائلتي على أساس أنهم لا يعرفون ما حدث، وهم يظنون أن الرفض مني حتى الآن؟..
ماذا أفعل؟
وشكرا.
1/12/2021
رد المستشار
صديقي الفاضل، هل تريد أن نقول لك امض في الزواج أم لا؟!!!
لا يملك أحد أن يعطيك قرارا يجب أن تأخذه بنفسك مهما كان. والمشكلة يا عزيزي أنك لم توضح أي مميزات في تلك العروس التي تتردد في الزواج منها سوى أنها من أصل وبها نسبة من الجمال. فهل هذا يكفي بالنسبة لك حتى تعود إليها رغم أنها أفصحت لك عن رفضها من قبل أن تتفقا وأكدت لك ذلك بعدها بمكالمتها التليفونية.
هل عرفت ماذا يدور في أفكارها؟ ماذا تخطط لمستقبلها؟ هل تقبل الزواج مع الدراسة أم أنك ستظل طوال السنوات الأربع القادمة بلا زواج. أنا لا أرى مزايا كثيرة تدفعك لهذا الزواج وما وجدته فيها ستجده عند الكثيرات فلماذا تربط مستقبلك ومستقبلها برغبة الأمهات التي تبحث عن الجمع بينكما فقط دون مراعاة المشاعر والشخصيات والأفكار .
أنت تشعر بالظلم لها ولعائلتك فلماذا هذا الشعور الذي لا مبرر له مطلقا فهي التي رفضتك وعائلتك تبحث لك عن عروس ومن الطبيعي أن ترفض مرة ويرفضك الآخر مرة.. أنت تبحث عن زوجة وليس عن بدلة مقاسك .
كن واضحا فيما تريده من زوجة المستقبل وابحث عنها بكل جد واجتهاد ولا تركن لرأي الأسرة فقط بل اجلس وناقش وتعرف فأنت الذي سيتزوج.
أري أنك تحتاج إلى المزيد من الخبرات والوقت حتى تستطيع أن تأخذ قرارا في الزواج؛ لذلك أرجو منك أن تقرأ وتسأل وتعرف الكثير فنحن ندرس في الجامعة أربع سنوات كاملة لنعمل عملا واحدا في الحياة.... أليس جديرا بنا أن نتعلم الكثير عن تلك السنوات والحياة والأشخاص الذين سنصبح مسؤولين عنهم؟.
كن قويا وخذ قرارك الصائب ولا تحمل نفسك فوق طاقتها.
واقرأ أيضًا:
طلب الزواج للمرة الثانية : تحليل الرفض أولاَ