السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أسأل عن الانهيار العصبي، فما هو؟ وما هي أسبابه؟ وهل كتمان الهموم له دور في حدوثه؟ وهل يمكن معالجته دون اللجوء لأخذ الأدوية والعقاقير الطبية؟ حيث أن ظروفي المادية لا تسمح. ثقتي بكم كبيرة بأنكم لن تهملوا رسالتي.
أعتمد عليكم بعد الله تعالى حيث أنني لا أستطيع الذهاب للطبيب النفساني.
جزاكم الله خيراً.
13/12/2021
رد المستشار
مصطلح الانهيار العصبي مصطلح غير دقيق وفاسد لغوياً وطبياً، ولا أحد يستعمله علميا أو مهنياً. هذا المصطلح العامي كثير الاستعمال في جميع اللغات العامية على كوكب الأرض. وشاع استعماله في الحديث عن الأمراض النفسية الحادة في بداية القرن العشرين وخاصة مع الحرب العالمية الأولى. كان ولا يزال استعماله يشير إلى أزمة شخصية يمر بها الإنسان في ظروف قاهرة.
النقطة الثانية التي يجب الانتباه إليها أن هذا المصطلح الذي لا معنى له علمياً وطبياً يرتبط بضائقة عاطفية شديدة حادة يمر بها الإنسان وكثيراً ما يكون سببها واضح للعيان. لذلك لا يستعمل عامة الناس هذا المصطلح في الحديث عن إصابة الإنسان باضطراب نفسي جسيم مثل الفصام أو نوبة هوس أو اكتئاب ذهاني.
هناك مصطلح مشابه يكثر استعماله أحياناً في الحديث عن إنسان يتميز باستعداده للإصابة بالقلق والاكتئاب، بل وحتى نوبة ذهانية حادة مع ضغوط الحياة، وهو الانصهار العقلي أو الانصهار Meltdown فقط، وهو الآخر لا قيمة علمية له.
على ضوء ذلك يمكن الاستنتاج بأن مصطلح الانهيار العصبي مصطلح لا قيمة له، والطبيب لا يشخص الانهيار العصبي وإنما يشخص اضطراب نفسي وجداني، قلق واكتئاب، نوبة ذهانية وغير ذلك. أما أن يستعمل الطبيب النفساني هذا المصطلح فهو بالتأكيد يخدع نفسه ويخدع مراجعه.
عموماً عامة الناس تتحدث عن الانهيار العصبي مع ظروف صعبة يمر بها الإنسان ويصاحبها أعراض قلق واكتئاب، أرق، تقلبات مزاج، اعتزال الناس، أعراض جسدية متنوعة، فقدان الدافعية، تدهور الأداء التعليمي والمهني. كذلك مع استعمال هذا المصطلح هناك عوامل يدركها الغير ولعبت دورها في الانهيار العصبي مثل صدمات عاطفية، طلاق، أزمة مادية، فقدان العمل، والحداد.
الطبيب النفساني لا يشخص الانهيار العصبي وإنما اضطراب نفسي ، ولكل اضطراب نفسي علاجه. إذا كنت تعانين من أعراض نفسية فأرسلي رسالة توضح هذه الأعراض وتاريخ طبي وشخصي مفصل.
وفقك الله.