في البداية نشكر لكم هذا الجهد الكريم ومساهماتكم المثمرة في رفع المعاناة عن كاهل كثير من المعذبين بمشاكلهم ومعاناتهم، ونسأل الله العليّ القدير أن يجعلكم ويجعل من أمثالكم ذخراً لنا ولأمتنا العربية وقدوة حسنة يقتدي بها عباد الله الصالحون، مشكلتي التي أعرضها هي مشكلة لابن أخي تتمثل في عزلته الوجدانية والعاطفية، وعدم انخراطه العاطفي مع أسرته وخاصة أمه التي تعاني من جفاء معاملته وعدم الاكتراث بغضبها أو لفرحها، فهو في عزلة عاطفية تامة امتدت لجميع الأسرة.
وعلى الجانب الآخر فهو مع أصدقائه وأقرانه كثير الانخراط والاندماج، ولا نجده بهذا السلوك الانعزالي. فما هي الطريقة المثلى للخروج به من هذا المأزِق الذي تراه أمه ككابوس يهدد حياتها العاطفية مع فلذة كبدها، وتخشى في المستقبل أن يهجرها وتفقد حبه ووده إلى الأبد؟
علماً بأنه في الحادية عشرة من عمره، وله أخ يصغره بخمس سنوات تقريباً .
وجزاكم الله خير الجزاء
27/12/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله
نقول للسائل إن اختلاف ميول الأطفال في نهايات الطفولة وبدايات المراهقة أمر طبيعي، ومن المعتاد في هذه السن أن يقل اهتمام الطفل وارتباطه بأفراد الأسرة ويزيد على الجانب الآخر اهتمامه وارتباطه بأقرانه تدريجيا، ويجب على الأسرة أن تقدر هذا التغيير وتتقبله مع محاولة الحفاظ على علاقتنا بأبنائنا عن طريق احتوائهم ومصادقتهم والتقليل من لهجة النصح والإرشاد التي ينفر منها المراهقون،.
والإكثار من الثناء والمدح على أي سلوك إيجابي يبديه الطفل والتقليل من الانتقاد، والبعد عن الغضب والانفعال والعنف في التعامل معه حتى لو أخطأ واستخدام وسائل الضبط التربوي غير العنيف كزيادة المكافآت من الأشياء التي يفضلها الطفل حين يصيب وتقليلها حين يخطئ وهكذا.
كما ينبغي للأسرة الحرص على تفقد أصدقاء الطفل والتعرف على أسرهم ومراقبة تصرفاتهم من بعيد دون تدخل مباشر في طريقة اختيار أصدقائه إلا في حالة الضرورة القصوى، وأن نحاول مشاركة الابن وأصدقائه في بعض لقاءاتهم وأنشطتهم كأن ندعوهم لتناول الطعام وقضاء وقت مع الأسرة مثلا ومشاركتهم بعض ألعابهم ومناقشاتهم وهكذا حتى تذوب الحواجز ويقل نفور الابن من الأسرة والله المستعان