|
| 
|
أخي المراهق بدأ في التدخين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لدي أخ صغير عمره 16 عام (مراهق). واكتشفت بالصدفة أنه يدخن ويستخدم التنباك والمدواخ وكل مصدر نيكوتين حسب الذي علمته وإن هو لم يجرب قط الحشيش أو المخدرات، وعندما اعترف لي قلت: عادي كلنا بندخن! وقلت: أنا أعرف سرك ولن أخبر أحد حتى أمي! وعندي لك حل وهو السجائر الإلكترونية.
{لأني أعلم أنها آمنة ولا يوجد في البحوث العلمية الرصينة أنها تسبب الأمراض السرطانية أو الأخرى المرتبطة بالتدخين والتنباك. بل وجد أنها أقل ضرر بنسبة ٩٥٪ بحسب بحث بريطاني موجود في موقع الصحة البريطانية وأنها طوال تاريخ السجائر الإلكترونية الممتد من ١٠ سنوات لم يمت منها أحد، بعكس التدخين الذي يقتل ٨ ملايين إنسان سنوياً.}
وأنا خوفي على أخي ليس من التدخين خصوصا أنه يوجد ولله الحمد بديل أكثر صحة وهو السجائر الإلكترونية وإنما من المخدرات ومادة الحشيش. خصوصا أنى أنصحه دائماً بعدم تجربتها ولو من باب الفضول وأنه عندما يجربها يخبرني على الفور لكي نتدارك الوضع قبل فوات الأوان ويصبح مدمن ويؤثر في المستقبلات العصبية في المخ وكيمياء الدماغ.
سؤالي هل عندما علمت بأمره ولم أغضب و تمالكت أعصابي ووجدت له حل، ولم أعامله كطفل أو مراهق بل عاملته كرجل راشد عاقل كما يحب أي مراهق أن يعامل! وكنت مستودع أسراره وموضع ثقته ولمأفضحه عندما اكتشفت أمره في هذه المرة، يزيد من الثقة والصراحة بيننا ولا يجعل هناك أسرار بيننا ويمنعه من المخدرات؟ وهل ما فعلته معه صحيح؟
وسؤالي الثاني هل يجب أن أخبر أمنا بهذا السر؟ أم أكون مستودع أسراره وأتعامل مع الأمر كما أرى؟ خصوصا أن أمنا كبيرة في السن، ويمكن أن يصدر منها فعل من خوفها علينا يهدم الثقة التي بيني وبين أخي الموجودة.
وسؤالي الأخير والهام جداً
هل يكفي كل هذا الحرص والاهتمام من الوقوع في المخدرات لا قدر ربنا؟
2/3/2022
رد المستشار
عليكم السلام والرحمة أخي الفاضل.
أما بعد. فقد أحسنت التصرف بعدم تعنيفه أو تهديده، وأجدت في تمالكك لأعصابك وسيطرتك على نفسك حتى لا تنجرف خلف ردة الفعل الطبيعية بالغضب والصراخ ولربما الضرب. لكن كان هناك خطئان قمت بهما بدون قصد أو لربما كان القصد احتواء الموقف
أولهما تطبيع الموقف، "كلنا بندخن"، فهنا كان القصد التقرب منه حتى لا يخاف ويتمادى ولكن ما قلته قد يجعله يتهاون في خطورة التدخين صحيا واجتماعيا.
أما الخطأ الثاني فهو السيجارة الإلكترونية، فإن استخدام السجائر الإلكترونية غير آمن للأطفال والمراهقين والشباب. حيث تحتوي معظم السجائر الإلكترونية على النيكوتين. النيكوتين يسبب الإدمان بشكل كبير ويمكن أن يضر بنمو دماغ المراهقين، والذي يستمر حتى منتصف العشرينات. ويمكن أن تحتوي السجائر الإلكترونية على مواد ضارة أخرى إلى جانب النيكوتين.
وقد يكون الشباب الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية أكثر عرضة لتدخين السجائر في المستقبل اي انك وضعته على حل مؤقت ضار وبعدها يعود للتدخين. إذن كيف تساعد أخوك المراهق على الإقلاع عن التدخين؟
أولا كن مثالا جيدا
بصفتك أخوه الاكبر، فأنت لك تأثير قوي في حياة أخيك. فإذا كنت تدخن، فقد يفسر أخوك أفعالك على أنها تأييد للسلوك، لا تدخن أمامه، وابدأ بنفسك وأخبره برغبتك في الإقلاع عن التدخين، أو إذا لم تستطع فاشرح له كيف وصلت لمرحلة إدمان على الدخان حيث لا تستطيع التوقف.
ثانيا تجنب الأوامر والتهديدات والإنذارات. وبدلًا من أن تغضب، اسأله عن سبب بدء التدخين. ربما يحاول التأقلم في المدرسة أو يشعر بأنه يكبر. بمجرد أن تفهم سبب لجوئه للتدخين، ستكون مستعدًا بشكل أفضل لمعالجة المشكلة، حيث يكون المفتاح في السبب الذي دفعه، وبالتالي مساعدته على الإقلاع عن التدخين بشكل نهائي.
ثالثا شجعه على مشاركة مخاوفه وبدلاً من إلقاء محاضرة عليه حول مخاطر التدخين، اسأله عما يعتبره من الجوانب السلبية للتدخين. وقدم قائمتك الخاصة. واشرح له أن التدخين:
· يعطيك رائحة الفم الكريهة.
· يجعل رائحة ملابسك وشعرك.
· يحول أسنانك وأصابعك إلى اللون الأصفر.
· يضر بوظيفة الرئة والأداء الرياضي.
· التدخين مكلف أيضا. اطلب منه أن يحسب التكلفة الأسبوعية أو الشهرية أو السنوية للتدخين أو التدخين الإلكتروني – الفيبينج – vaping كل يوم. قارن تكلفة التدخين بتكلفة الهواتف الذكية أو الملابس أو العناصر الأخرى التي يعتبرها مهمة.
المرحلة التالية هي أن تساعده على وضع خطة: هناك اعتقاد سائد لدى العديد من المراهقين الذين يدخنون أنه يمكنهم التوقف في أي وقت، بينما تظهر الأبحاث أن هذا ليس صحيحًا في العادة. يمكن أن يصبح المراهقون مدمنين بعد تدخين ما لا يزيد عن خمس علب سجائر. لذا عندما تتحدث إلى أخيك المراهق عن الإقلاع عن التدخين، اسأله عما إذا كان أي من أصدقائه قد حاول الإقلاع عن التدخين. ضع في اعتبارك سبب نجاحهم أو عدم نجاحهم. اسأله عن استراتيجيات الإقلاع عن التدخين التي يعتقد أنها قد تعمل بشكل أفضل.ثم قدم اقتراحاتك الخاصة أيضًا:
1. اعرف أسبابك. اطلب منه التفكير في سبب رغبته في الإقلاع عن التدخين. يمكن أن تساعده القائمة على البقاء متحمسًا عند ظهور الإغراء.
2. حدد تاريخ الإقلاع عن التدخين. اتفقا على اختيار موعد للإقلاع عن التدخين.
3. تجنب الإغراء. شجعه على تجنب الأشخاص والأماكن والأنشطة التي يربطها بالتدخين.
4. كن مستعدًا للرغبة الشديدة. ذكّر اخيك أنه إذا كان بإمكانه الصمود لفترة كافية – عادةً لبضع دقائق فقط، فإن الرغبة الشديدة في النيكوتين ستزول. أقترح أخذ نفس عميق أو المشي. قدم له البدائل مثل علكة خالية من السكر أو حلوى صلبة أو أعواد كرفس أو جزر لإبقاء فمه مشغولاً.
5. في حالتك فقد بدأته على السيجارة الإلكترونية فلربما يكون من ضمن الخطة التقليل التدريجي المدروس
6. ساعده لوضع الحلول للأسباب التي دفعته للتدخين، وبدائل كالرياضة أو هواية ما.
وأخيرا، احتفل بنجاحاته مهما كانت صغيرة. يمكنك تقديم وجبة مفضلة ليوم خالٍ من التدخين، أو ارتداء قميص جديد لأسبوع خالٍ من التدخين أو حفلة مع أصدقاء غير مدخنين لشهر خالٍ من التدخين. يمكن أن تساعد المكافآت والتعزيز الإيجابي المراهق في الحفاظ على الدافع للإقلاع عن التدخين للأبد.
أما بالنسبة لمخاوفك الأخرى بما يخص الحشيش والمخدرات، فالمبدأ واحد ألا وهو النوعية المسبقة، لا تنتظر وقوع الحدث ولكن أنر فكره مسبقا. ربما قد يساعدك اكتشاف محيطه بسؤاله لو كان يعرف أي شخص يتعاطى المخدرات؟ الحشيش، هل هناك موزع بالمدرسة؟ بالطبع الأسئلة لا تكون مباشرة ولكن من ضمن حوار، وكن قريبا منه حتى تلاحظ أي تغييرات في حال لا سمح الله انزلق في ذلك الطريق.... من الأعراض التي قد تدل
· تغير عادات النوم
· تغير عادات الطعام
· تقلبات مزاجية
· نوعية الأصدقاء مختلفة
· كتمان
· احمرار العينين
· رشح بالأنف
· نقص الوزن
وختاما أخي الفاضل، لا أنصح بأن تخبر والدتك فمعرفتها لن تصلح الأمر بينما كتمانك سره سيوطد العلاقة بينكما، ويمكنك استخدام عدم معرفة والدتك كدافع له ألا يقع مرة أخرى فيما يمكن أن يضر بصحته أو مستقبله.
أزرع فيه دائما الثقة والأمل بالمستقبل واشغله، فالفراغ هو الدافع الثاني بعد الصحبة السيئة. وعن سؤالك إن كان هذا يكفي حتى تجنبه المخدرات، فأقول لك لا شيء مضمون قد تكون هناك ابتلاءات تكتب علينا لنتعلم منها، ولكن أخي ازرع الوعي في قلب أخيك وليس الخوف، وإنما الثقة في نفسه، اسمع منه دائما. اطلب منه رأيه والأهم غرس حب الله والعمل الصالح في قلبه فمثل هذه لا تجتمع مع الفساد.
حفظكم الله، وجزاك الله خير الجزاء على حرصك
واقرأ أيضًا:
الاكتئاب: التدخين ومضادات الاكتئاب
الإقلاع عن التدخين مشاركة
التدخين أعراض الانسحاب
صديقي وأعراض التدخين
تعليقات الأعضاء