التبول اللاإرادي
مشكلتي الحالية مع ابني الأكبر عمره الآن 5 سنوات و9 أشهر، هو يذهب إلى الحضانة هنا منذ كان في سن الثانية وخمسة أشهر، ويقضي الآن يوما كاملا في الحضانة إلى الساعة الرابعة ويطلب البقاء مدة أطول عندما أذهب لاصطحابه، أخوه الأصغر عمره الآن 3 سنوات، ولقد بدأ الذهاب إلى الحضانة في أوائل هذا الشهر، نحاول أنا ووالده أن نتعامل معهما دون تفرقة قدر الإمكان.
بالنسبة لابني الأصغر يمكنه أن يتقبل الأمور إذا شعر بتميز أخيه في بعض المواقف والتي نكون في اضطرار لها لفرق السن بينهما؛ كمثال لذلك.. استخدام أخوه الأكبر للدراجة في الذهاب إلى الحضانة، أما هو فلا يستطيع إلى الآن استخدامها أو تمكن أخيه من اللعب بلعبة ما وعدم تمكنه هو.
أما ابني الأكبر فلا يتقبل أي تفرقة بينه وبين أخيه لنفس الأسباب، حيث إن بعض الأمور نفعلها للصغير، ولكن بالنسبة للكبير فلقد كبر عليها الآن، وأحاول أن أخبره بأننا كنا نفعل له ذلك أيضا وهو في نفس عمر أخيه وأجده يرضخ في النهاية، لكن دون اقتناع كامل بالأمر.
بالنسبة لهما هما ولله الحمد يحبان بعضهما جدا يتشاجران كثيرا وسرعان ما يصطلحان، ولكني أعتقد أن هذا الأمر عادي حيث إنهما صبيان. علاقتنا بهما جيدة جدا ولله الحمد وربما أكون ميالة أكثر للحديث مع ابني الأكبر كما يتهمني زوجي دوما، ولكني أفعل ذلك لا إراديا حيث إن ابني الأكبر من النوع الذي يحتاج إلى معلومات بصفة دائمة مستمرة ولا يتوقف عن الأسئلة نهائيا.
هذه صورة عامة لهما، بالنسبة لمشكلتي الآن مع ابني الأكبر، هي أنه يأتي يوميا من الحضانة وقد تبول على ملابسه، لقد كنت أعاني من نفس المشكلة منذ حوالي 7 أشهر، ولكنه توقف لفترة، وعاد الآن ثانية لها، وفي الأيام الأخيرة بدأ يتبول على نفسه في المنزل أيضا.
كنت أعتقد أنه في الحضانة ربما يتلهى باللعب فينسى نفسه، وكنت عندما أسأله يقول إنه نسي، أما الآن وقد انتقل الأمر إلى المنزل أيضا فلم أعد أعرف ما السبب وراء تبوله على نفسه؛ هل هو حقا انشغال باللعب أو عنده مشكلة صحية!!
لقد جربت العقاب وجربت الترغيب بأن أكافئه إن عاد وملابسه جافة، ولكن لم ينجح كلا الأمرين، بالنسبة لليل هو لا يتبول على نفسه في الليل أبدا إلا إذا شرب سوائل كثيرة، وقد قضيت على هذا الأمر بأني أصبحت أتحكم في كمية السوائل التي سوف يتناولها قبل النوم وليس له فقط ولكن لأخيه أيضا.
بالنسبة لأخيه الحمد لله هو لا يبلل نفسه إطلاقا لا في النهار ولا في الليل إلا إذا شرب أيضا كمية كبيرة من السوائل قبل النوم.
سؤالي الآن: كيف أعرف إن كان تبول ابني مرضا يحتاج للعلاج؟ أم هو انشغال وكسل منه؟
وإذا كان كسلا وانشغالا منه فكيف أقضي على هذه المشكلة؟؟ وجزاكم الله خيرا.
14/5/2022
رد المستشار
سيدتي الفاضلة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اسمحي لي أن نلخص معا النقاط المهمة التي وردت في شكوى سيادتك حتى يتسنى لنا تحليل المشكلة:
-عمر الطفل: 5 سنوات وتسع أشهر.
-غيرة من الطفل تجاه شقيقه الأصغر في بعض المواقف.
- يتبول يوميا على ملابسه في الحضانة وهذه المشكلة كانت موجودة من سبعة أشهر.
- الآن يتبول في المنزل أيضا.
والآن أود أن أوجه لك بعض الأسئلة التي تفيد كثيرا في معرفة تاريخ الحالة:
1-هل سبق لطفلك أن تحكم في عملية التبول لمدة ستة أشهر ليلا ونهارا؟
إذا كانت الإجابة نعم إذن نحن نواجه حالة تبول لاإرادي ليلى ونهاري ثانوي، وهذه لها أسبابها التي قد تختلف بعض الشيء في التقييم والأسباب عن التبول اللاإرادي الأولى وهو الذي لم يستطع فيه الطفل التحكم في عملية التبول لمدة لا تقل عن ستة أشهر إذا كان قد تجاوز عمره الأربع سنوات.
2-حينما حدثت نفس المشكلة منذ سبعة أشهر هل تحسنت الحالة تلقائيا دون علاج سوى العلاج السلوكي الذي تقومين به سيادتك من الثواب والعقاب والتحكم في كمية السوائل؟
والآن دعينا نضع بعض الاحتمالات لأسباب هذه المشكلة؟
مع اعتبار أن ابنك قد سبق أن تحكم في عملية التبول كما أفهم من رسالة سيادتك ... قد تكون أسباب عضوية فنتحرى عنها مع الطبيب ... وأسباب نفسية مثل:
-الغيرة من شقيقه فيكون التبول نوعا من النكوص النفسي -في محاولة من الطفل لجذب الانتباه إليه- وجود ضغوط نفسية خارجية.
-تتمثل في أي مشكلات في الأسرة أو قلق الأم أو مشكلة تتعلق بالحضانة، مثل وجود شقيقه الأصغر معه، واهتمام المشرفين به بما يتناسب مع سنه وعدم إدراكه هو لذلك.
أو نوع من السلوك المتمرد أحيانا في محاولة من الطفل للتعبير عن غضبه من والديه إذا كان يعاني شعورا بالسيطرة والتحكم في كل تصرفاته وأحيانا تحدث انتكاسة في الأطفال الذين تم تدريبهم في سن مبكرة خاصة إذا صاحب ذلك العنف والترهيب أثناء التدريب.
والآن ماذا نفعل؟
* استشارة طبيب الأطفال لعمل الفحص الإكلينيكي وطلب الفحوصات اللازمة من تحاليل أو أشعات حسب رؤيته للحالة حتى نستطيع استبعاد الأسباب العضوية.
* التدريب والعلاج السلوكي المدعم بالعلاج الدوائي إذا لزم الأمر:
العلاج السلوكي:
1-الاتفاق مع الطفل على تصميم جدول به أيام الأسبوع وثلاثة أعمدة الأول يشير إلى عدم حدوث تبول في هذا اليوم مع وضع ملصق مثل النجوم أو أشكال يحبها الطفل.
والثاني يشير إلى المدعمات التي تم استعمالها في هذا اليوم، مثل نزهة أو كتاب أو لعبة حسب رغبة الطفل ونوع المكافآت التي يحبها.
والثالث يشير إلى حدوث تبول والعقاب الذي يتمثل في تغيير الطفل ملابسه بنفسه والقيام بغسلها وتغيير ملاءة السرير وغسيلها بنفسه إذا حدث التبول ليلاً.
2- مناقشة الأمر مع الطفل مثلا (أنا أريد أن أساعدك على أن تتوقف عن التبول في ملابسك) ونشرح له فكرة الجدول والتدعيم والمكافأة.
3- تقليل كمية السوائل.
4- الامتناع عن الأكلات كثيرة الملح "والمخللات والحوادق" بشكل عام وكذلك تقليل شرب المياه الغازية وعدم شرب الشاي.
5- تجنب الإمساك، وكذلك عدم تناول وجبات دسمة أو ثقيلة قبل النوم.
6- محاولة تقليل القلق أو التوتر في الأسرة والتعامل مع الطفل بشكل هادئ وعدم الإسراف في إظهار الاهتمام بالمشكلة، حيث إن ذلك قد يزيد توتر الطفل أو على العكس قد يجد الطفل متعة في ذلك بأن يكون هو محور اهتمام الأسرة.
وفقك الله وبارك لك في أولادك.
واقرئي أيضًا:
التبول اللاإرادي.. نقسو لنربي أم نحنو لنعالج؟
التبول اللاإرادي: أحيانا وراثة
علاج التبول اللا إرادي والاكتئاب: هل له نهاية
تبول لاإرادي أولي: الآثار النفسية